مؤسسة بحثية: ليبيا هي الدولة الوحيدة التي قتلت فيها طائرة بدون طيار إنسانًا
أكد كبير مسؤولي الأبحاث في المركز الوطني للتعليم، مؤسسة بحثية تابعة لوزارة البحث العلمي والابتكار في الكاميرون، إريك سورنا لومتوانج، أن حديث التقرير الأممي بأن ليبيا هي الدولة الوحيدة التي قتلت فيها طائرة بدون طيار إنسانا، يمكن اعتباره ”نقطة تحول رهيبة في الحروب”.
وأشار لومتوانج في مقال منشور عبر موقع “ذا أفريكان ريبورت” التابع لمجلة “جون أفريك” الفرنسية، إلى أن هذا التقرير الأممي يظهر أننا أمام “كائن عنيف مجهول”، وأن أسلحة الحرب الجديدة للطائرات بدون طيار، التي كان من المفترض أنها تهدف تقليل الخسائر البشرية، ستكون خطرًا على البشرية.
وأكد أن لجنة خبراء الأمم المتحدة سلطت الضوء على حدث مقلق بصورة كبيرة، وهو أن طائرة بدون طيار “أسقطت هدفًا بشريًا” في ليبيا في مارس 2020، المشكلة هي أن الطائرة بدون طيار لم تكن تحت سيطرة أي إنسان في ذلك الوقت .
وتحدث عن أن استقلالية هذه الأسلحة التكنولوجية تثير العديد من الأسئلة، التي من شأنها تفضي بنا إلى ظهور نوع جديد من الحروب، ويمكن أن يفتح صفحة جديدة في تاريخ الحروب.
وأضاف أن هذا يؤكد مجددًا أن الاتجاه الأمني الذي نشأ منذ نهاية الحرب الباردة، ألا وهو ميكنة الحرب لتقليل الخسائر البشرية، يسير نحو اتجاهات خطيرة.
وذكر أنه في سياق الحرب على الإرهاب، أصبحت عدة أجزاء من العالم مجالات تجريبية لتلك الأسلحة التي لا تحتاج إلى بشر، حيث يتم تنفيذ وتحديث أساليب ومعرفة جديدة بالعنف، وتم استخدام المركبات المسلحة غير المأهولة أو ما يطلق الطائرات بدون طيار والروبوتات الأخرى في وضع شبه مستقل، والتي دائمًا أو تقريبًا تكون بمساعدة بشرية.
ولفت إلى أن تقرير مجموعات خبراء الأمم المتحدة بشأن ليبيا يظهر أننا وصلنا إلى معلم بارز، فهذه هي المرة الأولى التي تتمتع فيها طائرة بدون طيار بالقدرة على تحديد الأهداف البشرية والقضاء عليها في وضع حقيقي من تلقاء نفسها.
وتحدث عن أن هذا يظهر أننا بدأنا عصر السيادة الحاسوبية والخوارزمية، وما يمكن أن يجلب معه انتهاكات أخلاقية واسعة النطاق، فعلى سبيل المثال، ستكون الخوارزمية الآن مسؤولة عن وفاة شخص ما.
وعلى الرغم من وجود طائرات بدون طيار مؤمنة بالكامل لعدة سنوات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وتركيا، فإن المسرح الليبي هو الحالة الوحيدة المسجلة التي تم فيها القضاء على إنسان بواسطة آلة ذاتية التشغيل، ومع ذلك، فمن الممكن تمامًا أن تكون الطائرات بدون طيار قد تم اختبارها في مسارح عمليات أخرى، مثل سوريا والعراق، وهذا دليل على أن الانتشار الهائل لتقنيات الطائرات بدون طيار، بسبب المنافسة العالمية، مما سيؤدي بلا شك إلى زيادة العنف عشرة أضعاف والانتهاكات الأخلاقية الواضحة.
وذكر أن الطائرة بدون طيار المذكورة في التقرير هي طائرة كارجو 2 التابعة للجيش التركي، والتي تم استخدامها أيضًا ضد تنظيم “داعش” في سوريا وعلى طول حدود تركيا مع العراق وإيران، حيث تقاتل أنقرة حزب العمال الكردستاني.
——-
ليبيا برس