العرب اللندنية: حضور المنفي افتتاح قاعدة 3 يوليو دليل على تخلي مصر عن حفتر
أكدت مصادر أن حضور رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي افتتاح قاعدة 3 يوليو العسكرية المصرية، وغياب خليفة حفتر، دليل على بدء تخلي مصر عن حفتر، وضبطها المعادلة بالتعامل مع الأجسام الشرعية الليبية.
وأوضحت المصادر، في تصريحات لصحيفة “العرب” اللندنية، أنه مهما كان النفوذ العسكري، الذي يتمتع به حفتر ودوره في مكافحة الإرهاب الذي استفادت منه مصر في تأمين جزء من حدودها، فهو في النهاية لا يتمتع بشرعية سياسية وقوى عديدة تتعامل معه سرا أو علنا بحكم الأمر الواقع.
ولفت المراقبون إلى أن تأييد مصر لحفتر دفع رئيس حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، فائز السراج، إلى طلب الدعم من تركيا بعد أن وجد كل طرق التعاون مع القاهرة مسدودة، بينما يرى آخرون أن هذا التفسير كان ذريعة السراج وأنصاره، لأنه كان سيحتمي بأنقرة عاجلا أم آجلا، بعد أن خضع السراج لرؤية تنظيم الإخوان المسلمين، الذي حرص على تمهيد الأجواء لدخول تركيا ومعداتها وفرقها العسكرية إلى ليبيا.
وأكدت مصادر سياسية مصرية أنه تم تحذير القاهرة في وقت بدء عملية حفتر العسكرية تجاه طرابلس، بأن نتائج تحرك قوات حفتر نحو طرابلس ستكون كارثية وأنه ينجر إلى “فخ” تم نصبه له.
وأرجعت المصادر ذلك إلى طول المسافة بين بنغازي وطرابلس، وصعوبة نقل القوات والعتاد وتعقيدات الحرب في مدينة تحولت إلى مرتع للكتائب المسلحة.
وأضافت المصادر نفسها أن القاهرة ترى أن حفتر تحول إلى إشكالية، خاصة وأن مصر لا تريد التخلي عنه تماما، والبحث عن بديل له، ولا تريد رهن مصالحها به بعد حدوث تغيرات متسارعة عند انسحابه من طرابلس العام الماضي.
وأكدت المصادر أن برود موقف السعودية تجاه حفتر، شجع القاهرة على المضي في خيارها تجاهه، خاصة وأنه تم وصف العلاقة بين مصر وحفتر بأنها “معقدة للغاية”، ويمكن وضعها في خانة “التذبذب”، تارة تبدو وثيقة وتارة أخرى تبدو ضعيفة.
وتحدثت المصادر أنه في الحالتين لا يزال حفتر بالنسبة لمصر، ورقة ضمن عدة أوراق تمنح الدور المصري قوة في الأزمة الليبية، حربًا أو سلمًا.
ويلمح متابعون إلى أن مصر ترغب في بقاء ورقة “حفتر وقواته” لأنها تراها مهمة بالنسبة إلى مصر، فوسط الغموض الذي يكتنف العملية السياسية وعدم جدية المجتمع الدولي في التعامل مع التدخلات الخارجية والمرتزقة قد تعود الحرب إلى ضراوتها السابقة.
——-
ليبيا برس