غوقة: الثورة ليست وهم وابن القذافي يبيع الوهم وفشل الحياة السياسية سبب شعبيته

قال نائب رئيس المجلس الانتقالي السابق، عبد الحفيظ غوقة، إن سبب وجود شعبية لسيف الإسلام القذافي، الإخفاق والفشل الذي حدث منذ عام 2014م في الحياة السياسية والأمنية والاقتصادية في ليبيا والتدهور في هذه الملفات هو الذي دعا بعض الليبيين إلى الترحم على “النظام السابق”.

وتابع في مداخلة له مع فضائية “الحدث” : “لم يكن لهذا الأبن ليعمل شيئًا لتحسين صورة ذلك النظام القبيح هو حاول ولكنه فشل لأنه لا يملك مقومات النجاح ولا يملك مقومات التغيير، وهذا ثبت من خلال خطاب هو ألقاه عندما تخلى عن مهامه التي كان يقوم بها في الجانب الإنساني والجانب الحقوقي في ليبيا وقال إنه سيترك كل ذلك ويتوجه للعمل في الخارج إلى أفريقيا وهذا ما فعله بالفعل وهذا إعلاناً عن فشله في إحداث أي تغيير أو تجميل في النظام السابق”.

وأكمل: “الآن عندما يعود إلى الساحة من جديد يستفيد من هذا الإخفاق الذي حدث ويستطيع أن يتحدث بأن السياسيين الليبيين هم مسلحون في زي مدني وهذا ليس بغريب عن ليبيا التي حُكمت لأربع عقود بسياسيين في شكل عسكري وحُكمت بلجان ثورية مارست وتمارس العنف”.

وزعم أن سيف الإسلام يعزف على وتر الحاجة والإخفاق والفشل الذي صاحب عمل الحكومات الليبية المتتالية التي تتحمل التركة السابقة للنظام الذي أدى إلى إفشال المؤسسات علي مدى أربعة عقود، حسب قوله.

وقال: “إذا تحسنت الأوضاع وكانت جيدة لم يكن هو أو غيره يستطيع أن يتحدث بمثل هذا الحديث ولا أن يصف الثوار بهذه الأوصاف ولا أن يتحدث عن وهم الثورة فهذه الثورة لم تكن وهم إنما اقتلعت نظام استبدادي ديكتاتوري دام لأكثر من أربع عقود في ليبيا وهذا ليس شيء هين ولا قليل ولا يمكن أو يوصف من قام بهذا بأنه وهم هذا لم يكن وهم”.

وأردف: “إنما الوهم هو ما يسوقه لنا هو وأمثاله ممن يعودون إلى المشهد على خلفية الإخفاقات والفشل الذي استمر للأسف طيلة هذا الأعوام والتي كان للجماعة التي دعمها وتحالف معها وهي جماعة تيار الإسلام السياسي والأخوان المسلمين لها اليد الطولى في هذا الفشل وهذا راجع إلى تحالفه مع هذه الجماعة التي يتبرأ الآن مما تقوم به من أعمال”.

وأدعى أن ليبيا لم يكن فيها إلا مؤسسات القمع الأمنية التي تنكل بالمواطنين، مستطرداً: “لم تكن هناك مؤسسات سياسية محترمة ولا مؤسسات تعمل لصالح الوطن وتثبيت الوطن”.

وواصل: “التحالف مع الإخوان المسلمين هذا أمر بدأه ابن القذافي منذ بداية الألفية الجديدة عندما أخرج من السجن حتى الجماعات المتطرفة والإرهابية وعملت مراجعات وأطلق سراح العشرات منهم من السجون وأحضر الإخوان الذين كانوا في خارج ليبيا وعمل معهم”.

وأوضح أن الإخوان حتى بعد قيام ما أسماها “ثورة” لم ينضموا إليها إلا بعد أن تيقنوا من سقوط نظام القذافي شأنهم في ذلك شأن نظام أردوغان، مسترسلاً: “هم لم ينضموا إلى الثورة إلا بعد أن تيقنوا من سقوط نظام القذافي وبعد أن أصبحت معقل الثورة بنغازي خط أحمر بالنسبة لقوات القذافي وتكسرت شوكة القذافي على أسوار مدينة بنغازي فأعلنوا أنضمامهم للثورة وقبل ذلك لم نشهد أياً من الأخوان”.

وبيّن أن الإخوان لن يراهنوا على سيف الإسلام، زاعماً أن شأنهم في ذلك شأن باقي الشعب الليبي ولأن هذا الرهان سيكون خاسر، وأن سيف الإسلام يخرج بنفس الصورة ونفس التصور الذي كان لدى والده وأوصل ليبيا لما أوصلها بعد أربع عقود من الحكم المطلق، عل حد تعبيره.

وتساءل: “أين وصلت ليبيا الآن؟، هل سنستمر في نفس الأخفاق والفشل لمجرد أن الساسة الراهنين لم يقوموا بدورهم تجاه ليبيا نظراً للاخفاق الذي صاحب هذه السنوات السبع من الثورة؟، لا بالتأكيد”.

ورأى أن الترحم الحالي على أيام حكم “القذافي” كان نتاج الفشل والعجز الذي شهدته ليبيا طيل الأعوام السبع أو الثمانية الماضية وفشل السياسيين الليبيين في الوصول إلى اتفاق وإحداث أي تقدم في أي ملف من الملفات المعنية مباشرة بحياة الليبيين والتي لم يتغير منها شيء بل أصبحت للأسوء.

واستكمل: “هذا ما جعل أتباع النظام السابق الذين كانوا في صمت يتحدثون ويقولون أن النظام السابق كان مثالي، هذا الذي يحدث الآن هو مجرد خلط في الأوراق والنظام السابق لا يجد من يلتف حوله وحتى حول ابن القذافي لا يوجد اتفاق وهناك من يحمله مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في ظل النظام السابق والذي عجل برحيل النظام السابق هو تحالفه مع جماعات الإسلام السياسي”.

واستدرك: “أعتقد أن الرهان على إرادة الناخب الليبي وأعتقد أن الناخب برغم كل الظروف التي عاشها طيلة الأعوام السابقة لكن لازال لديه الوعي، وهناك التيار المدني وإن بدى منقسم ومشتت لكن هناك نشطاء مدنيين وحقوقيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي حيال هذا التلاعب الذي يحدث”.

وعن الأطراف الداخلية التي تقف وراء ترشح سيف الإسلام القذافي، أجاب: “أنا لا ثقة لي في الأشخاص المسلحين بما في ذلك الذين يدعون الثورة وأنهم حراسها والثورة منهم براء، من يدعي أنه حريص على الثورة لا يمكن أبداً أن يدعو إلى عودة النظام السابق في أي صورة من الصور سواء صورة ابن القذافي أو صورة أحد أقطاب نظام القذافي لأننا خبرنا هذا النظام على مدي أربع عقود ومن الجنون أن نعود إليه مجدداً”.

واستفاض: “إرادة الليبيين تحررت مند 2011م وأعتقد أن الرهان سيكون على وعي الشعب الليبي بغض النظر عن المئات أو الآلاف أو عشرات الالاف الذين يؤيدون عودة النظام السابق في شكل ابنه، ولا ثقة لدي في المسلحين الذين ينجذبون ويذهبون وراء من يرون مصالحهم فيه ولا يمثلون الثورة ولا إرادة الثوار الحقيقيين الذين عادوا إلى أعمالهم وعادوا إلى حياتهم ولم يمسكوا السلاح للدفاع عن مصالح ضيقة ومكاسب أكتسبوها من الثورة”.

واختتم بأن: “الثوار لم يكسبوا من الثورة شيء على الإطلاق ولم تتحقق أمالهم وتطالعاتهم في بناء دولة ليبيا التي لن تكون أبداً عبر من سام الليبيين سوء العذاب ونكل بهم وهددهم وقاتلهم، وهذا ظني في أبناء وطني”.
———
ليبيا برس