زهير: ماذا يملك سيف الإسلام في الداخل الليبي ومن سيدعمه دوليًا؟

رجح الباحث السياسي، ناصر زهير، أن هناك دعم روسي لسيف الإسلام القذافي، مستدركاً أن روسيا تبحث عن أي حليف لها في ليبيا حتى تحصل على أكبر قدر من المصالح، وأنها في مرحلة ما تحالفت مع خليفة حفتر وفي مرحلة أخرى دعمت رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وتحاول أن يكون لها اتصالات مع الجانب الأخر في الغرب الليبي.

وذكر في مداخلة له مع فضائية “الحدث”: “لكن أن نقول أن روسيا هي من تحاول إعادة إدخال سيف الإسلام القذافي في المشهد السياسي في ليبيا لا أعتقد ذلك لأن الأمر هو أكبر من ذلك ويعتمد على ما هي أوراق الضغط والأوراق التي يمتلكها سيف الإسلام القذافي”.

وأعتقد أن اختفاء سيف الإسلام لمدة عشر سنوات ثم ظهوره قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية وحديث رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة عن المصالحة ليس مفارقة بالصدفة.

وأردف: “هناك نوع من التنسيق لهذا الأمر ولكن من هي الأطراف الدولية التي تدعم سيف الإسلام القذافي وما الذي يستطيع أن يفعله على الأرض سواء كان مع الأطراف السياسية الليبية أو وزنه وثقله على الساحة السياسية الليبية”.

واستمر في حديثه: “هنا قد تتحدد آليات الدعم الليبي أو الدعم الدولي لسيف الإسلام سواء كان من الولايات المتحدة أو روسيا أو حتى أطراف دولية أخرى، حتى الآن أعتقد أن الأمر في إطار إدخال شخصية جديدة”.

وعبر عن اعتقاده بأن المسألة ليست مقبولة بشكل كبير بالنسبة للأوروبيين، وأن فرنسا بالتأكيد لن تقبل بوجود سيف الإسلام وأن إيطاليا نوعاً ما قد يكون لها دور أو مصلحة لكنها ليست كبيرة وألمانيا بعيدة عن المشهد، مضيفاً: “الموقف الأوروبي أعتقد أنه سلبي بأتجاه هذه القضية”.

وعلق على انتقاد سيف الإسلام لوسائل الإعلام العربية وكيل الاتهامات بأنه كان متوقع في ظل الموقف المسبق له من آلية ما جرى في ليبيا، متابعاً: “يبدو أن الرجل لم يبدي أي ندم ولم يشر إلى أي أخطاء في النظام السابق حتى يتم قبوله نوعًا ما من الداخل الليبي على اعتبار أنه نوعًا ما اعترف ببعض الأخطاء ويمكن أن يكون طرف مصلح أو يمكن أن يغير في السلطة التي كانت موجودة في السابق خلال عهد والده، النقطة الثانية أنه لم ينتقد كل الأخطاء التي جرت”.

وأكمل: “لدينا مسارين، مسار حكم والده الذي امتد لأربعة عقود مع كل الأخطاء التي شابته ولدينا مسار آخر في إدارة الأزمة في ليبيا بعد اندلاع الثورة والاشتباكات وما جرى بعدها، وعدم إشارته لهذا الأمر أعتقد بأنه يعطي موقف متصلب أو أنه يريد أن يبقى كما يفضل غامض من حيث هذه المسألة”.

واستدرك: “لكن هذا الظهور الآن وهذه المقابلة الصحفية أعتقد بأنها كانت سلبية بالنسبة له أكثر مما كانت إيجابية لأنه أولاً بالنسبة للداخل الليبي لم يعطي أي أشارات تكون مقبولة سواء للمعارضين أو للمؤيدين والنقطة الثانية لم يستعرض الأوراق التي يمتلكها سواء كانت دولياً أو داخلياً”.

واستطرد: “هو تحدث بعموميات وأنه أصبح الآن رجل حر ويمكنه الترشح ويمكنه أن يكون فاعل في الأزمة السياسية الليبية ولكن أعتقد قبل أشهر من الانتخابات يمكن للسلطة الحالية أن تسن أو أن تدرجه ضمن الآليات التي تمنعه من الترشح بشكل أو بأخر”.

ورأى أن عدم انتقاد سيف الإسلام للنظام السابق أو آلية النظام السابق أثناء فترة حكم والده هو الأخطر أو الأكثر سلبية بالنسبة لهذه المقابلة داخلياً وخارجياً.

وحول من هي الأطراف التي ستقف مع وضد عودة سيف الإسلام القذافي وإذا ما ترشح، أجاب: “هذا سيعتمد على ما هي الأوراق التي سيقدمها، روسيا قد تكون نوعاً ما ميالة إلى الوقوف بجانبه إذا ما أثبت بأنه فعلاً قادر على أن يترشح وعلى أن يكون له مؤيدين في الداخل”.

وواصل: “النقطة الثانية هي إمساكه بنقاط القوة التي كانت موجودة لدى النظام السابق داخليًا وخارجيًا قد تدعمه بشكل أو بأخر ولكن دعم خفيف جداً وضئيل، أيضاً الأطراف الأوروبية غير مؤهلة أو لا تريد أن تدخل في هذه اللعبة”.

وتطرق إلى الحديث عن الولايات المتحدة، قائلاً: “هنا تكمن المشكلة لأن موقف الولايات المتحدة دائماً ما كان مبهم وغير واضح وظهوره على صحيفة أمريكية بحجم نيويورك تايمز أعتقد بأنه يعطي بعض المؤشرات ولكن إلى هذه اللحظة لا أعتقد بأن هناك أطراف دولية ستقف بجانبه حتى وإن كانت دعمته في الكواليس ستبقى خارج المشهد، النقطة الأساسية هي ماذا يملك في الداخل الليبي وهذا ما سنعرفه في الفترة القادمة”.

وعن رصيد سيف الإسلام قبل 2011م وأنه كان وجه مقبول للغرب ولدى الشباب الليبي في الداخل وهل فقد هذا الرصيد الآن، رد: “لا أعتقد بأنه فقده بشكل كامل ويمكن أن يرتكز عليه مرة أخرى ولكن لديه محطات سلبية بعد عام 2011م أولاً ظهوره ودعمه للسلاح والحرب”.

واسترسل: “النقطة الثانية، هذه المقابلة الآن التي يبدو أنها نوعاً ما لم تشر إلى ما هو المشروع الجديد الذي سيحمله، هو سيعول نعم على فشل الأطراف السياسية الليبية وبعض الفاعلين في الحياة السياسية الليبية ولكن لم يستعرض ماذا يمتلك وماذا يريد أن يكون أو أن يفعل في الفترة القادمة”.

وقال: “أعتقد أنه خلط الأوراق نوعاً ما، فكان هناك تساؤلات هل هو حي أو ميت والآن بظهوره في هذا التوقيت ستبدأ الحسابات الدولية في إعادة نفسها مرة أخرى ففي السياسة لا عدو دائم ولا صديق دائم ولكن هذا سيعتمد على توجهه كيف سيكون”.

واستكمل: “من خلال الشعارات التي أطلقها اعتقد بأن الصورة سلبية نوعاً ما ولا يمكن للرصيد الذي كان لديه قبل عام 2011م أن ينقذه في هذه المرحلة وأن يدعه يكون ذا ثقل على الساحة الدولية أكثر من الليبية لأن الأهم الآن هو الأطراف الدولية الفاعلة في ليبيا، ولكن كما أشرنا ستنظر إلى ثقله في الداخل وكيف ستنظر إليه الأطراف الليبية الآن”.
———
ليبيا برس