الجامعة العربية: علاج ليبيا انتخابات حرة وقبول نتائجها وقد يتم تأجيلها لأكثر من شهر

قال الأمين العام المساعد للجامعة العربية، السفير حسام زكى، إن علاج الأزمة الليبية يتمثل في انتخابات حرة، تعكس إرادة الشعب الليبي بحرية من ناحية، ومن ناحية أخرى، لا تقل أهمية، هي قبول من خاضوا الانتخابات بنتائجها.

وحذر زكي في حوار له مع صحيفة “أخبار اليوم” المصرية، من أن عدم القبول بنتائج الانتخابات سيصبح مشكلة كبيرة، وقد يفتح بابًا لعدم الاستقرار وهو ما لا يأمل أحد بفتحه أبدًا.

وأشار إلى أن الانتخابات فى حد ذاتها ليست حلاً، وأن التجربة العربية وغير العربية تقول إن عقد الانتخابات فى حد ذاته ليس العلاج الوحيد الموصوف لإنهاء مثل هكذا أزمة.

وأردف بقوله: “الملف الليبي بالفعل في غاية التعقيد، ومع الأسف الوضع فى ليبيا كان يمكن أن يكون أكثر سهولة من أوضاع أخرى فى مناطق أزمات كثيرة، لأنه لا توجد مشاكل عرقية ولا دينية ولا لغوية ولا مشاكل من هذا النوع الذى يثير النزاعات بين مكونات الوطن الواحد”.

ولفت إلى أن المشكلة في ليبيا “جهوية”، مضيفًا: “هي مشكلة يجب ألا تكون مطروحة، ولكن الوضع الليبى به ما به من تعقيدات، خاصة وأن الانتخابات الليبية والاتفاقات عليها، جاء نتيجة الحوار الذى تم تنظيمه بين عدد من الأطراف برعاية الأمم المتحدة وهم 75 طرفاً، وتمثل هذه الأطراف كل المناطق الليبية وكذلك التوجهات، وقد تم التوافق على إجراء الانتخابات، وتعامل المجتمع الدولى بجدية مع هذا الأمر، وأيد الانتخابات وتاريخها، وشجع الليبيين على المضى قدماً فى هذا الطريق بالخريطة التى تم وضعها”.

وعن سبب تأجيل الانتخابات، قال “نتيجة وجود مصالح شخصية ومصالح حزبية ضيقة ومصالح جهوية وفئوية، سارت الأمور بدون توصل الأطراف الذين يمثلون المؤسسات فى الدولة الليبية، إلى توافق حول كيف يمكن أن ننفذ هذه الانتخابات”.

واستمر قائلاً: “أدى ذلك إلى الوصول للتاريخ المتفق عليه لإجراء الانتخابات دون أن تُستكمل وتُنفذ الآليات والإجراءات والخطوات المطلوبة”.

وتوقع زكي أن يتم تأجيل موعد الانتخابات لفترة ستزيد على شهر، ولن تجرى في 24 يناير كما اقترحت المفوضية العليا للانتخابات.

وأعرب عن أمله أن يتم تنظيم هذه الانتخابات، بحيث تعكس الإرادة الحرة للشعب الليبي، منوها إلى أنه “يبدو من عملية تسجيل الناخبين فى ليبيا أن الشعب الليبى راغب جداً فى أن يقول رأيه فى من سوف يحكمه فى المرحلة القادمة، وهذا الأمر نحن نحترمه”.

وطالب كذلك كل الأطراف الموجودة على الساحة الليبية باحترام إرادة الشعب الليبي، مؤكدًا أن الجامعة العربية موجودة لكى تدعم ليبيا والليبيين، وإذا طُلب منها شيء فهم حاضرون له.

وذكر أن هناك طلب من المفوضية العليا للانتخابات لنرسل عددًا من المراقبين، وقد وافق الأمين العام للجامعة على هذا الطلب، وعندما يتم الاتفاق على موعد الانتخابات الجديد ستكون الجامعة حاضرة فيها، كما تحضر فى انتخابات الدول الأخرى.

ورفض تحميل اللوم على طرف بعينه في تأجيل الانتخابات، قائلا “لا نحب أن نلقي باللائمة على العالم الخارجى وحده، لا شك أن مسؤولية أي مجتمع هي مسؤولية أبنائه فى المقام الأول، إذا استطاع أبناء هذا المجتمع أن يتفقوا، فهم بذلك يحصنون مجتمعهم من التدخلات الخارجية، فالتدخلات الخارجية تستفيد وتزدهر عندما يكون هناك خلافات وانقسامات بين أبناء المجتمع وليس خلافات عادية”.

واستدرك بقوله: “لجوء بعض أبناء هذا المجتمع إلى الخارج، للاستقواء به على الداخل أمر صعب، ويجعل الصورة أكثير تعقيدا وهشاشة”.

وانتقل للحديث عن التدخلات التركية في الدول العربية قائلا: “تركيا كانت تعمل بشكل فيه تصادم كبير مع وحدات رئيسية فى العالم العربي، والتدخلات التركية فى عدد من الدول العربية سلبية، الآن رأينا حالة جديدة من التواصل بين هذه الوحدات العربية الرئيسية وتركيا”.

وأتم بقوله “من غير الواضح إلى أين وصل هذا التواصل وهل سيفضى إلى تغير السلوك التركى بالكامل، وأن تعود تركيا جارا مأمونا للعرب وجارا لا يتدخل فى الشأن العربى ويحافظ على حسن الجوار”.
——–
ليبيا برس