بن هامل: خروج السنوسي والساعدي القذافي يؤسس لمصالحة بين عقدين أحدهما الـ10 سنوات الأخيرة السيئة جدًا

قال الكاتب الصحفي الليبي عبد الباسط بن هامل، إن مدير إدارة الاستخبارات العسكرية بالنظام السابق العميد عبدالله السنوسي، صندوق أسود حقيقي، وأحد أهم السدود في ليبيا التي واجهت الجماعات الإرهابية والمتطرفين على مدى العقود الماضية.

وذكر في مقابلة له، عبر فضائية “العربية”: “ما نراه اليوم مشهد كارثي ودموي وسيء في ليبيا، وعبدالله السنوسي كان أحد الركائز المهمة التي كانت تواجه المتطرفين وجماعة الإخوان المسلمين، والجماعة الليبية المقاتلة، سواء في الثمانينات أو التسعينات، حيث كان المشهد خطير جدًا”.

وأكمل بن هامل: “اليوم ما يحدث لـ عبدالله السنوسي، هو محاولات قتل وانتقام تقوم بها الجماعات المتشددة والمسلحة والمؤدلجة، للانتقام منه، وهناك نداءات حقوقية ومطالبات لإنقاذ حالته الصحية، وهناك تسوية ومصالحة للإفراج عنه لأن وضعه الصحي متدهور جدًا، الذي نتأسف له”.

وواصل: “خروج عبدالله السنوسي والساعدي معمر القذافي، يؤسس لعملية تسوية ومصالحة بين عقدين، أحدهما فترة سيئة جدًا وهي التي نمر بها منذ الـ10 سنوات الأخيرة، وما نراه من كوارث جرت في ليبيا من حالة تشظي اجتماعي”.

وتطرق إلى دور عبدالله السنوسي والساعدي القذافي في المصالحة، قائلاً: “عبدالله السنوسي من قبيلة المقارحة، وهي قبيلة مهمة جدًا، يجب أن تأتي في إطار تسوية اجتماعية في الجنوب الليبي، ومع كامل الكتلة الاجتماعية في عموم ليبيا، والساعدي من قبيلة القذاذفة، ومن سرت، ويأتي في إطار تسوية اجتماعية وسياسية بين النظام الليبي السابق، والفتات الموجود في الوقت الحالي”.

واسترسل: “ما يحدث مع عبدالله السنوسي، عملية انتقام منذ أيام الجماعة الليبية المقاتلة، أو المتنفذين اليوم داخل ما تسمى بحكومة الوحدة الوطنية للأسف، التي كان يعول عليها بعض الأطراف في الإفراج عن المعتقلين والسجناء والذهاب بعيدًا في شق المصالحة، لأن المصالحة تؤسس في عملية بناء ثقة بين الأطراف الليبية”.

واستفاض بن هامل: “هذه الطريقة لا تؤسس إلى مرحلة سليمة، ننتظر فيها إجراء انتخابات يوم 24 ديسمبر، وبناء مؤسسة أمنية قوية جدًا، ومحاربة الجماعات الإرهابية، وترك الأمور هكذا لا يمكن التعويل عليها، سننسى ما جرى خلال السنوات الماضية، وعلينا النظر إلى الأمام”.

وحول دور الأمم المتحدة، قال: “الأمم المتحدة لا تنظر إلى هذه المسائل، وهناك منظمات ربما تزور بعض السجناء، لكن لا يوجد ضغط حقوقي وإنساني لهؤلاء المتواجدين بالمعتقلات، فنحن لا نتحدث فقط عن عبدالله السنوسي، أو الساعدي القذافي، فالكثير يعانون وممنوع عنهم الدواء، وتوجد نية مبيتة لقتل عبدالله السنوسي بمنع الدواء عنه”.

وبيّن: “تم الطعن في حكم إعدام عبدالله السنوسي، والقضية حاليًا في مرحلة النقض، وربما أن يحصل على البراءة، والمسألة في ليبيا ليست قانونية خالصة، بل هي سياسية وتصالحية، وعلينا أن نعمل لرأب الصدع في ليبيا، فنظرية المغالبة وانتصار فبراير على سبتمبر أو العكس، غير مجدية، وهناك بعض الأطراف تزرع هذه البذرة السيئة للانشقاق بين الليبيين في مرحلة نسعى فيها لإنقاذ وانتشال ليبيا”.

وأوضح بن هامل: “هناك أطراف لا تزال في الحكومة، تؤسس لمبدأ المغالبة، وهناك انتقاميين ومن يسعون لانتزاع حقوقهم بقوة، وهناك أطراف تابعة للإخوان المسلمين لها دور خطير جدًا، وكذلك الجماعة الليبية المقاتلة لا تزال تتغلغل الآن، حتى وإن غيرت ديكوراتها مثل المفتي المعزول أو السامي الساعدي أو عبد الحكيم بلحاج، لكن هناك عناصر من الصف الثاني والثالث تابعة لتركيا وبعض الدول في الخارج من أجل الانتقام من قيادات النظام الليبي السابق”.

وروى: “المسألة الآن إنسانية بالدرجة الأولى، والسنوسي لم يعد بإمكانه أن يفعل أي شيء، وكان أحد أهم السدود التي واجهت الجماعات المتطرفة، وأحد عرابين جهاز المخابرات الليبية في فترة التسعينات، وكان يطارد الجماعات الإرهابية ويحذرنا منهم، وكان الكثير يستهزئ بدوره وينتقد شدة تعامله مع الجماعات المتطرفة، ولكن اتضحت الصورة بأن الجماعات المتطرفة في درنة وبنغازي والمنطقة الغربية في طرابلس ومصراتة والزاوية، كانت تشكل خطورة على وحدة واستقرار ليبيا، ونحن نرى النتيجة اليوم، في ظل ما يعيشه الليبيون من انتشار السلاح، والتنظيمات الإرهابية المتواجدة في الجنوب”.

واستدرك: “هذه الدولة عندما تكون دولة حقيقية تتكىء على عصا الخبرات التراكمية على مدى عقود، يجب أن تستفيد من هذه الطاقات المهدورة، لكن هناك يد خفية وسوداء، تعبث بهذا الأمر، والمفترض أن هؤلاء بيت خبرة حقيقي، فمثلاً نسير على نهج جنوب إفريقيا في مبدأ المصالحة والعفو عندما انتصر السجان وقرر إخراج نيلسون مانديلا، فلنذهب إلى الأمام نحو المصالحة الحقيقية ونؤسس لدولة ليبية حقيقية، يلتقي فيها الجميع”.

واختتم: “تفائلت بعض الشيء في بداية حكومة الوحدة الوطنية، ولكن تبددت هذه الآمال في ظل الانسداد الأخير الذي تمر به الحكومة عبر نفق البرلمان، أو محاولة بعض الأطراف مثل خالد المشري التي لا تريد لأي تسوية حقيقية، وجماعة الإخوان تريد الاستفراد بالحكم والانتقام حتى من الشعب الليبي، وتريد أن تحكم بالحديد والنار وبالغلبة للسيطرة على المال وعلى ثروات الشعب الليبي، وأن تصبح ليبيا فقط تابعة للخارج”.

——————————
ليبيا برس