شبكة أمريكية: إدارة بايدن تخطط لإعادة فتح سفارتها في طرابلس بعد 7 سنوات من الإغلاق

كشفت شبكة أمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تخطط ‏لإعادة افتتاح سفارة الولايات المتحدة في طرابلس، التي تم إغلاقها ‏منذ عام 2014، في مرحلة دبلوماسية جديدة تخوضها واشنطن في ‏ليبيا.‏

وقالت شبكة “إن بي سي” الأمريكية، إن إدارة بايدن تطلق محاولة ‏دبلوماسية جديدة لإخراج ليبيا من دوامة العنف، وتضع خطط ‏لإعادة فتح السفارة الأمريكية في طرابلس بعد سبع سنوات من ‏إغلاقها.‏

ونقلت الشبكة عن مصدران مطلعان قولهم إن دبلوماسي أمريكي ‏رفيع المستوى، والأعلى رتبة منذ عام 2014، زار طرابلس الأسبوع ‏الماضي، ونشرت الإدارة فريقا في العاصمة الليبية، للعمل على حل ‏مختلف اللوجستيات الصعبة لإعادة فتح السفارة.‏

وأوضحت المصادر أن هذه التحركات تتناقض مع نهج عدم ‏التدخل، الذي تتبعه إدارة ترامب، التي اختارت عدم فرض ضغط ‏على الحكومات، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة، التي دعمت ‏الوكلاء في الحرب الأهلية الليبية في انتهاك صارخ لحظر الأسلحة ‏الذي فرضته الأمم المتحدة.‏

وأشارت إلى أن الإمارات العربية المتحدة وروسيا ومصر وتركيا نقلت ‏أسلحة وأموالًا، وعشرات الآلاف من المرتزقة إلى الميليشيات ‏المتنافسة في الحرب الأهلية الفوضوية في البلاد، وفقًا للأمم ‏المتحدة، مما أدى إلى تأجيج الإرهاب المحتمل في المنطقة وأزمة ‏الهجرة التي يتورط فيها اللاجئون. عبر البحر الأبيض المتوسط ‏لطلب اللجوء في أوروبا.‏

ولفتت إلى أن التفكير في إعادة فتح السفارة الأمريكية، يحمل ‏مخاطر سياسية لإدارة بايدن، حيث يدرك المسؤولون الأمريكيون ‏الخلاف الحزبي، الذي اندلع في واشنطن بعد هجوم على بعثة ‏دبلوماسية أمريكية في مدينة بنغازي الليبية في عام 2012، والذي ‏توفي فيه السفير الأمريكي كريس ستيفنز، حيث أطلق الجمهوريون ‏في مجلس النواب 6 تحقيقات حول طريقة تعامل إدارة أوباما مع ‏الحادث.‏

وأشارت إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية، رفضت التعليق على ‏موعد افتتاح سفارتها في طرابلس مرة أخرى، حيث قال متحدث ‏باسم وزارة الخارجية: “نعتزم البدء في استئناف العمليات في ليبيا، ‏بمجرد أن يسمح الوضع الأمني ولدينا الإجراءات الأمنية اللازمة، ‏ومع ذلك، فإن عملية حدوث ذلك تتطلب تخطيطًا لوجستيًا وأمنيًا ‏دقيقًا، بالإضافة إلى التنسيق بين الوكالات لتلبية المتطلبات الأمنية ‏والقانونية.”‏

ونقلت أيضا عن السفير الليبي لدى الولايات المتحدة، محمد علي ‏عبد الله، قوله إن الحكومة الليبية حثت إدارة بايدن على المضي ‏قدمًا في خطط إعادة فتح السفارة الأمريكية، قائلة إنها سترسل ‏رسالة رمزية مهمة إلى العالم كله.‏

وتابع بقوله إنه هناك الآن استعداد للإدارة الأمريكية لممارسة ‏الضغط واستثمار رأس المال السياسي مع بعض الحلفاء الذين ‏يتدخلون وكانوا جزءًا من المشكلة في ليبيا، وهذا لم يكن هو الحال ‏مع إدارة ترامب.‏

وأكد عبد الله أن هناك حاجة لتدخل الولايات المتحدة في ملف ‏المقاتلين الأجانب، الذي باتوا أشبه بفكرة “الفيل في الغرفة”، ‏وطالب بأن الشركات التي تدبر الأسلحة لخليفة حفتر، يجب أن ‏تخضع للمساءلة من خلال عقوبات أمريكية أو غربية، مضيفا “لا ‏توجد طريقة يمكننا من إجراء انتخابات مع سيطرة هؤلاء ‏الأشخاص على أجزاء كبيرة من البلاد”.‏

ولفتت إلى أنه بعد هجوم بنغازي وإغلاق السفارة، منعت إدارة ‏أوباما زيارات كبار المسؤولين الأمريكيين إلى ليبيا، بحسب ‏تصريحات لمسؤول رفيع في إدارة أوباما، معللا ذلك إلى عدم تحمل ‏أوباما أي مخاطرة بتعرض أي دبلوماسي آخر للخطر.‏

وأوضح الدبلوماسي السابق، إن عمل الولايات المتحدة بدون ‏سفارة على الأرض في ليبيا، يضع الإدارة الأمريكية في موقف ‏ضعيف، ويحرمها من الصورة كاملة للصورة للوضع على الأرض، ‏مضيفا “هذا أمر محرج، نحن غير متواجدين هناك، هذا أمر سيء ‏للسياسة الخارجية الأمريكية وللأمن القومي الأمريكي، وسيء ‏بالنسبة لليبيا وللمنطقة كلها أيضا”. ‏

أما عن دعم المرحلة الانتقالية ودعم المسار السياسي والانتخابات، ‏فنقلت عن بن فيشمان، الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة ‏الشرق الأدنى، وهو مركز أبحاث في واشنطن، إنه على الولايات ‏المتحدة الآن دفع شركائها، بما في ذلك الإمارات، وخصومها لوقف ‏التدخل في ليبيا.‏

وتابع فيشمان: “هناك سؤال مفتوح، ما مدى نشاطنا فيما يتعلق ‏بالمشاركة الدبلوماسية مع المفسدين، بشكل أساسي، للتأكد من ‏أنهم لن يفسدوا؟ وهل ستكون ليبيا على رأس جدول الأعمال في ‏علاقاتنا المعقدة مع بعض هذه الدول؟”.‏

وأوضح أن ليبيا تتيح فرصة للرئيس جو بايدن، لمعالجة عدم ‏الاستقرار في الجناح الجنوبي لحلف الناتو، مع الوفاء بوعده بإصلاح ‏العلاقات عبر الأطلسي ومصداقية الولايات المتحدة.‏

‏—— ‏
ليبيا برس ‏