مرتزقة سوريون قاتلوا مع قوات حفتر يروون تفاصيل خداعهم للمراقبين ‏الأمميين في سرت

أفاد تقرير سوري أن دفعة من المقاتلين السوريين، الذين جندتهم روسيا في ليبيا، عادت يوم الأربعاء، إلى الأراضي السورية، بعد انتهاء مدة العقود بينهم وبين شركات أمنية.

وقال مراسل شبكة “السويداء 24″، إن عددًا يتراوح بين 150 إلى 200 مقاتل ممن جندتهم روسيا في ليبيا، عادوا إلى محافظة السويداء، أمس الأربعاء، بعد قضاء 4 شهور في ليبيا، ويضاف لهم أعداد أخرى تقدر بالمئات، عادوا إلى محافظات سورية مختلفة.

وبحسب التقرير، التقت “السويداء 24” مع أحد المقاتلين العائدين من ليبيا، الذي فضل عدم ذكر اسمه، مُفصحًا عن أن روسيا أعادتهم إلى سوريا عبر مطار “حميميم”، بسبب نهاية مدة العقود الموقعة بينهم وبين الشركات الأمنية، والمقدرة بخدمة لمدة 4 شهور.

وأوضح أن العقد كان ينص على أن تتراوح رواتبهم الشهرية، بين 1000 و1500 دولار، ولكن الغالبية استلموا 3000 دولار فقط عن 4 أشهر، وقلة قليلة استلمت مبالغ تتراوح بين 4000 إلى 5000 دولار.

وذكر أنه وجميع من عادوا، لم يخوضوا أي عمليات قتالية في ليبيا، إنما كانت مهماتهم حماية وحراسة منشآت نفطية ومصانع، ضمن نقاط عسكرية تتواجد فيها القوات الروسية، في مناطق نفوذ قوات خليفة حفتر.

وقال مقاتل آخر، إنه عاد من ليبيا الأربعاء، وأفاد أنهم خضعوا لتفتيش دقيق من القوات الروسية، بعد وصولهم إلى مطار “حميميم” العسكري، ثم تم نقلهم إلى “معسكر الطلائع” باللاذقية، حيث تتواجد قوات روسية أيضاً، إذ تم تسليمهم رواتبهم، مضيفاً: “لم يلتزموا بالعقد وسلمونا نصف مستحقاتنا فقط”.

ولفت المقاتل الذي يبلغ من العمر 23 عامًا، ويقطن في مدينة السويداء، إلى أنهم تعرضوا لمعاملة سيئة من قبل القوات الروسية المشرفة عليهم، في الشهور الثلاثة الأخيرة، التي قضوها في منطقة “سرت”، وكان الروس يتعمدون إهانتهم بين الحين والآخر.

وأضاف أن الروس خفضوا مخصصات الطعام بشكل مفاجئ، وأجبروا المقاتلين على أعمال السخرة، كحفر خنادق، وتجهيز سواتر ترابية، ورصف طرقات بالحجارة، ناهيك عن إخلالهم بوعودهم حول المستحقات المالية، التي لم يستلم منها إلا 3000 دولار، وكانت من المفترض أن تكون 6500 دولار على الأقل.

وأشار إلى أن آلاف المقاتلين السوريين الذين جندتهم روسيا، لا زالوا متواجدين على الأراضي الليبية، موضحاً أن آخر دفعة نُقلت إلى ليبيا كانت في أواخر شهر مارس الماضي، لكن هناك شائعات تسري بينهم أن السفر إلى ليبيا سيتوقف.

وقال أحد المقاتلين السوريين المتواجدين في منطقة “الجفرة”، إن مراقبين من الأمم المتحدة تجولوا في أماكن تواجدهم قبل أسبوعين، مشيراً إلى أن ضابطاً روسيا حذرهم من التحدث للمراقبين أو كشف أي معلومات عن طبيعة عملهم.

وأكد تعرضه لمعاملة سيئة من القوات الروسية، وعن نقص الطعام، مستدركًا أن الرواتب التي يحصلون عليها في خمسة شهور، يحتاجون عشرات السنين للحصول عليها في سوريا، مضيفا “لا نقاتل أحداً هنا، ومهما كانت المعاملة قاسية لكنها أفضل بكثير من الجوع في سوريا”.

وأشار التقرير إلى استمرار تواجد مرتزقة أجانب من دول عديدة على الأراضي الليبية، بحسب تقارير أممية، رغم التوصل لتسوية سياسية، والدعوات المتكررة من الأمم المتحدة لضرورة الإسراع بخروج جميع المرتزقة من الأراضي الليبية.

ونوه بأن الشركات الأمنية في سوريا، المرتبطة بالقوات الروسية، لا تزال تستقطب الشباب السوريين، وتعدهم بالسفر إلى ليبيا، حيث يوجد أكثر من 1000 شاب في السويداء، ينتظرون إبلاغهم بموعد السفر، مشيرا إلى أن “السويداء 24” حصلت أواخر العام الماضي، على قائمة تضم أسماء 20660 شخصاً سورياً، ممن حصلوا على موافقات أمنية للانتقال إلى ليبيا.

ولفت إلى أن مجلس الأمن الدولي، دعا قبل شهرين، في إعلان تبناه بالإجماع إلى “انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا دون مزيد من التأخير”، مرحباً بالثقة التي منحها البرلمان لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة.
_________________
ليبيا برس