“ذا جارديان” تكشف المؤامرة الدولية على ليبيا في 2011م: تسببت في انهيار البلاد

أكدت صحيفة الجارديان البريطانية على تعرض ليبيا إلى مؤامرة دولية في العام 2011م لإسقاط نظامها ومؤسساتها، متطرقة إلى حديث الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في 2016م، عن خيبة أمله من الجهود الأوروبية التي أعقبت سقوط النظام السابق.

وكشفت الصحيفة البريطانية، في تقرير لها، أن رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون كان “مشتتًا”، الأمر الذي ساهم في “الفوضى” التي تلت تدخل الناتو في ليبيا، بالإضافة إلى تورط الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، في اتهامات بتمويل ليبيا لحملته الانتخابية عام 2007م.

وتناولت انتقاد رئيس لجنة اختيار الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، النائب كريسبين بلانت، في عام 2016م، لتدخل كاميرون في ليبيا، مؤكدا أنه تسبب في انهيار الدولة وزعزعة الاستقرار وانتشار التطرف والإرهاب، وذهاب أسلحة الدولة إلى يد المتطرفين، ما ساهم في زعزعة الاستقرار بالمنطقة كلها.

وأشار التقرير إلى نزوح عشرات الآلاف من المهاجرين الأفارقة الذين كانوا يتواجدون في ليبيا، وأصبحوا غير مرغوب فيهم، لتكون بداية أزمة الهجرة المعقدة التي ستحول فيما بعد ليبيا لطريق إلى أوروبا للاتجار بالبشر على نطاق واسع.

ونقلت الصحيفة عن كلوديا جازيني، المتخصصة في شؤون ليبيا بمجموعة الأزمات الدولية، أن ليبيا تفتقر حتى إلى أكثر الخطط خطراً بعد سقوط النظام، حيث انقسمت إلى مليشيات حاولت استخدام قوة أسلحتها للمساومة على السلطة السياسية والسيطرة على الوزارات، بالإضافة إلى التدخل الخارجي من روسيا وتركيا بعض دول الخليج.

وأشارت إلى ورقة بحثية لمجلة تشاتام هاوس قبل عامين لاستقصاء الآثار العنيفة لسقوط النظام السابق، حيث أكد الباحث بمركز مسارات الشرق الأوسط بالجامعة الأوروبية بفلورنسا جورج فهمي، أن تجربة ليبيا كانت لها أيضًا آثار سلبية على البلدان المجاورة، موضحا أن اللجوء إلى العنف هو أسرع وسيلة لإنهاء أي أمل في التغيير الديمقراطي.

وأفاد التقرير بأن ليبيا شهدت تعدد الجماعات وفقا للولاءات القبلية والإقليمية، ما ساهم في انقسام البلاد بين الشرق والغرب، كما تنافست القوى المختلفة على الغنائم السياسية والمناطق الغنية بما في ذلك المدن الرئيسية مثل مصراتة والزنتان، بالإضافة إلى الصراعات في مدن المنطقة الشرقية مثل بنغازي وغيرها.

ولفت إلى نهج المجتمع الدولي الغامض لدعم احتياجات قطاع الأمن الليبي، والذي فشل في الاعتراف بوجود شبكة إرهابية كانت تشق طريقها إلى ليبيا، وما ترتب على ذلك من استقطاب في الخطاب حول الجماعات المتطرفة لأغراض سياسية من جميع الأطراف.

وأفاد بأن ليبيا تلخص فوضى سياسات القوة العظمى الموجودة حاليا، حيث لا توجد قيادة أمريكية بعد أن ابتعد الأمريكان عن عملية السلام من 2014-2017م عند وصول ترامب إلى السلطة.