المعهد البحري الأمريكي يكشف مخطط فرنسي للإطاحة بالعقيد القذافي منذ عام 1980

كشف المعهد البحري الأمريكي، المخطط السري الفرنسي منذ 1980م، للإطاحة بالعقيد معمر القذافي عبر استهداف الفرقاطة الليبية ذات الصواري في جنوة.

 

وكشف المعهد في تقرير له، كيف فشلت المخابرات الفرنسية عدة مرات في اغتيال العقيد القذافي، وإقالة قادتها ليتجهوا لاستهداف الأصول الليبية بالخارج.

 

وذكر المعهد: “في فجر 29 أكتوبر 1980، تم استهداف الفرقاطة الليبية ذات الصواري التي رست لإجراء إصلاحات في ميناء جنوة الإيطالي، وحتى وقت قريب، ظلت المسؤولية عن الهجوم غير مؤكدة”.

 

وأضاف: “تم توجيه الاتهامات لفرنسا، بعد نشر مذكرات المدير السابق للاستخبارات الفرنسية ألكسندر دي مارينش، عقب وفاته، فالهجوم على ليبيا في جنوة كان مهمًا، مع الأخذ في الاعتبار أنها كانت عملية عسكرية سرية مُعقدة أجريت في أراضي أحد حلفاء الناتو”.

 

وواصل: “القذافي كان يطمح في نشر أفكار القومية الإفريقية، ما شكّل تهديدًا لمستعمرات فرنسا السابقة في إفريقيا، وفي ديسمبر 1979، تلقى العقيد آلان جينييرون دي ماروليس، رئيس فرع العمليات الخاصة بالمخابرات الفرنسية، أمرًا قطعيًا من الرئيس الفرنسي ديستان: “أنا شخصيًا أكلفك بالإطاحة بالقذافي”.

 

وحسب التقرير: “نظّم ماروليس انقلابًا في ليبيا بالتنسيق مع العميل “دال” – الاسم الرمزي لكريستيان دالابورتا – أحد عملاء المخابرات الفرنسية في طرابلس”.

 

واستفاض: “كان من المقرر أن تبدأ انتفاضة في طبرق في 5 يونيو 1980، لكن القذافي اكتشف المؤامرة، ورغم فشل عملية طبرق، لم يستسلم الرئيس الفرنسي ديستان، وأمر باتخاذ إجراءات واسعة النطاق ضد نظام القذافي”.

 

واسترسل: “ديستان كان يُدرك أن ضرب البنية التحتية للبلاد مخاطرة كبيرة، لكنه أدرك أيضًا أن مصالح القذافي في الخارج يمكن أن تتضرر بسهولة”.

 

وورد في التقرير: “القذافي وقّع عقودًا مع الاتحاد السوفيتي لفرقاطات وغواصات جديدة، بعد عام 1969م، والبحرية الليبية استحوذت على أربع طرادات (فئة الأسد) من شركة فينكانتييري الإيطالية، بين عامي 1977 و 1979، وست غواصات من طراز فوكستروت من موسكو في عام 1982”.

 

وأردف  المعهد: “كان لدى البحرية الليبية أيضًا 4 طرادات من طراز نانوشكا السوفيتية الصنع بين 1981 و 1983، وأهم سفينة في البحرية الليبية كانت الفرقاطة ذات الصواري التي تم بناؤها في المملكة المتحدة من قبل مجموعة  ثورنيكروفت وتم تسليمها في عام 1973”.

 

وذكر: “كان طول الفرقاطة الليبية 330 قدمًا، وكانت مسلحة في البداية بقاذفة صواريخ أرض – جو ثلاثية من طراز سي كات، ومدفع Mk-8، ومدفعان من طراز بوفورز وOerlikon، ومدافع هاون Limbo المضادة للغواصات”.

 

وروى: “أصبحت الفرقاطة ذات الصواري السفينة الرئيسية لأسطول القذافي للدفاع عن خليج السدرة والساحل الليبي، لكنها لم تخرج لمدة سبع سنوات في أي عمليات مهمة”.

 

وأردف: “منذ عام 1979، تم إيواء الفرقاطة في أحواض بناء السفن في مدينة جنوة الإيطالية، حيث خضعت للتحديث والصيانة، وأثناء التجديد، تم تعديل تسليحها الأولي”.

 

وتابع: “تمت إزالة مدفع الهاون Limbo، واستبداله بأربعة صواريخ مضادة للسفن وأنابيب طوربيد ثلاثي مضاد للغواصات، واستبدال قاذفة سي كات، بقاذفة رباعية لصواريخ Aspide أرض – جو”.

 

وحول حادث التفجير، قال المعهد: “في فجر يوم 29 أكتوبر 1980، تسبب انفجار في خرق ثلاثة أمتار في جسم الفرقاطة ذات الصواري، زكانت الفرقاطة ذات الصواري ترسو بالقرب من مؤخرة الفرقاطة البحرية الإيطالية Perseo، لكن لم ير أي من الضباط الموجودين في مهمة الحراسة أي شيء مريب، وفي الليالي التالية، قامت زوارق خفر السواحل الإيطالية بدوريات في ميناء جنوة”.

 

وأضاف: “وضعت البحرية الإيطالية ضوابط صارمة للغاية على Perseo، خوفًا من أن الهجوم على ذات الصواري كان يستهدف الفرقاطة الإيطالية”.

 

واسترسل: “وكالة الأنباء الفرنسية في روما تلقت مساء يوم 30 أكتوبر اتصالاً هاتفياً من رجل تحدث أولاً بالإنجليزية ثم بالإيطالية الفقيرة قائلاً: “أحد أفراد قوات الكوماندوز، يوجد شيء مريب حول الفرقاطة الليبية، ذات الصواري”.

 

واستفاض: “في صباح اليوم التالي، تم تسليم بيان مكتوب باللغة الإيطالية نيابة عن الجبهة الوطنية المالطية إلى وكالة فرانس برس، واتهم البيان إيطاليا باستضافة السفن الحربية الليبية، وزعم أن التخريب جاء ردًا على عدوان ليبي على منصة نفطية إيطالية تعمل نيابة عن مالطا في عمليات استكشافية”.

 

وأكمل: “عام 1985، نقلت صحيفة لا ستامبا الإيطالية عن مجلة “L’Express” الفرنسية، أن عملية مماثلة لتلك التي نفذت ضد غرينبيس، وقعت في جنوة في عام 1982″.

 

ولفت إلى أن: “في واقعة غرينبيس، كانت المجلة تشير إلى عملية شيطانية قامت بها المخابرات الفرنسية في عام 1985 تم من خلالها إغراق السفينة رينبو واريور في ميناء أوكلاند بنيوزيلندا، وأسفرت عن وفاة مصور هولندي”.

 

وأوضح: “كانت المجلة الفرنسية غير صادقة فيما يتعلق بسنة عملية جنوة، لكن هذه الجملة كانت دليلاً هامًا ضد مخربي فرقاطة ذات الصواري الحقيقيين”.

 

واستدرك المعهد في تقريره: “بفضل مذكرات المدير السابق للاستخبارات الفرنسية ألكسندر دي مارينش من 1970 إلى 1981، التي نشرها جان كريستوف نوتين عام 2018، ظهر دليل تاريخي على أن تخريب الفرقاطة الليبية ذات الصواري كان من عمل المخابرات الفرنسية”.

 

وروى: “المخابرات الفرنسية أطلقت على هذه العملية اسم (عملية الإخطبوط) والتي تم تنظيمها ردًا على محاولة الانقلاب الفاشلة في طبرق”.

 

وذكر مُجددًا: “يقدم كتاب نوتين تأكيدًا على أن اثنين من كوماندوز المخابرات الفرنسية تسللوا إلى ميناء جنوة وزرعوا المتفجرات لإغراق الفرقاطة الليبية”.

 

وأوضح: “فشلت قوات الكوماندوز الفرنسية المسؤولة عن العملية في إغراق ذات الصواري، لكن لم يتم القبض عليهم، والعملية لم تسفر عن أي وفيات على عكس التخريب الذي تم القيام به ضد السفينة رينبو ورير”.

 

وذكر: “تم الإشراف على عملية محاولة إغراق “ذات الصواري”، بمقر قيادة الكوماندوز الفرنسية في قاعدة أسبرتو البحرية بكورسيكا، والعملية أثبتت تصميم فرنسا على متابعة أجندتها الاستراتيجية ضد القذافي بأي وسيلة”.

 

واختتم: “رغم التفجير تم الانتهاء من تحديث ذات الصواري في جنوة عام 1983، وبالتالي لم تكن الفرقاطة تعمل وقت اشتباك ليبيا عام 1981 مع البحرية الأمريكية في خليج سدرة، ما تبقى من أسطول القذافي تم إغراقه وتدميره من قبل قوات الناتو، خلال الحرب على ليبيا عام 2011م”.

————

ليبيا برس