“مهاجر نيوز”: لاجئة سوادنية وابنها المعاق عالقان في ليبيا دون مساعدة

تناول موقع “مهاجر نيوز” المتخصص في قضايا المهاجرين وتشرف عليه ثلاث مؤسسات إعلامية أوروبية، معاناة اللاجئة السودانية حواء سليم وابنها المعاق الرشيد داود صاحب الـ23 عاما، والعالقان في ليبيا.

وأفاد الموقع في تقرير له، أن حواء وابنها وهما من إقليم دارفور بالسودان، وصلا إلى ليبيا العام الماضي، بعد رحلة شاقة استمرت نحو شهر عبر تشاد ومصر، حيث أجبرت الشرطة الليبية في البداية حواء ونجلها على مغادرة مسكنهما.

واضطرت حواء وابنها، وفقًا للتقرير، إلى النوم في العراء لأكثر من ثلاثة شهور أمام مقر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في طرابلس، قبل أن تحتجزها الشرطة في سجن مزدحم للغاية وفي ظروف قاسية، وتم الإفراج عنهما هذا الشهر، ولم يتلقيا أي مساعدة حتى الآن من المفوضية.

وبحسب التقرير، قالت حواء إنها سافرت من السودان عبر تشاد ومصر، حيث كان الطريق صعبا للغاية، لاسيما مع الحالة الصحية المعقدة لابنها، وفي النهاية وصلوا إلى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في طرابلس، بعد حوالي 28 يوما من رحلة وحشية ومرعبة.

وأضافت أنها عاشت في البداية في منطقة قرقارش لفترة قصيرة، قبل أن تقوم الشرطة بمهاجمة المنطقة في أكتوبر من العام الماضي، حيث تم إجبارها على الخروج من مسكنها، دون السماح لها بجمع متعلقاتها البسيطة، متابعة: “لقد أخذوا كل شيء”.

وواصلت حواء، التي تم استضافتها بشكل مؤقت في منزل عائلة من المهاجرين في طرابلس، قائلة: “بعد إجباري على مغادرة منزلي في منطقة قرقارش، أصبحت وحدي في الشارع مع ابني المعاق، وتعاطفت معنا امرأة ليبية، وقامت باستضافتنا في منزلها لمدة ثلاثة أيام، ثم ذهبنا إلى اللجنة التي أغلقت أبوابها أمامنا”، في إشارة إلى مركز تابع لمفوضية شؤون اللاجئين.

وأضافت: “لقد كان الأمر صعبا بالنسبة لي ولابني، حيث نمنا في العراء بجوار بوابة المفوضية لأكثر من ثلاثة أشهر، وكان المكان قذرا وفوضويا وغير مناسب، ولم يكن هذا الأمر سهلا على ابني أبدا، حيث لم يكن يستطيع دخول الحمام أو التحرك بمفرده، فهو بحاجة للمساعدة في كل شيء، ولم يكن هناك رد من المفوضية، التي كانت تقول لنا تحلوا بالصبر”.

وتابعت قائلة إن الشرطة أخلت المنطقة في يناير الماضي، حيث فر الكثير من المهاجرين، وتم اعتقال الباقين، مستطردة: “لقد جرى احتجازي أنا وابني، وهددونا بإعادتنا إلى السودان”.

وأوضح التقرير أن الشرطة الليبية، في 10 يناير الفائت قامت بتفكيك الاعتصام، الذي نفذه المهاجرون أمام مركز الرعاية الصحية التابع لمفوضية شؤون اللاجئين في طرابلس، وكذلك التجمعات أمام المكتب الرئيسي للمفوضية، وكانت حواء وابنها من بين المهاجرين الذين تم احتجازهم.

وبينت اللاجئة السودانية، أن “السجن كان رهيبا ومزدحما بشكل لا يمكن تحمله، وكان البرد قارسا داخل غرفة السجن الكبيرة، التي كانت مغلقة بثلاثة أبواب، ولم تكن هناك مساحة يمكن البقاء فيها، ووجدنا مساحة بجوار باب تتسرب منه مياه الأمطار والهواء البارد، وفي النهاية تم إطلاق سراحي مع ابني هذا الشهر”.

وعن خططها للمستقبل، قالت حواء: “نحن غرباء في ليبيا، ولا نعرف أي شخص يمكنه مساعدتنا في إيجاد حل، وما زلنا نحاول الاتصال بالمفوضية دون جدوى، وهم لا يردون على مكالماتي، وابني في حالة صعبة، ويحتاج إلى علاج”.
——–
ليبيا برس