دغيم: أنا عراب فوز قائمة المنفي وكانت هناك محاصصة في انتخابات جنيف كجزء من التسوية السياسية

قال عضو مجلس النواب، زياد دغيم، إنه شارك في محاصصات، خلال انتخابات ملتقى الحوار السياسي، التي فاز بها محمد المنفي كرئيس للمجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة رئيسًا لحكومة وحدة مؤقتة.

وتحدث دغيم، في مقابلة مع قناة “الوسط”، عن الحرب على طرابلس، بقوله “الحرب على طرابلس كانت لعائلة تريد أن تحكم ليبيا بدعم من الإمارات، لكن هذا لا يعني أن الشباب الذين أتوا من الشرق أو الجنوب للحرب في طرابلس كانوا يسعون لنفس أهدافهم”.

وأضاف: “كنت لا أريد أن يموت الشباب من أجل عائلة بعينها أو دولة بعينها، لكن الأسباب الرئيسية التي دفعت للحرب على طرابلس هي أسباب اقتصادية وليأس الشباب من تلك الحكومات”.

وكشف أنه سبق واعتذر عن تصريحاته السابقة، التي أسيء فهمها واجتزئت من سياقها، بشأن ما تعانيه برقة من طرابلس، وأنه أسوأ مما تعانيه فلسطين من إسرائيل، على حد تعبيره.

وذكر أنه من أول يوم ينادي بالفيدرالية المدعومة بنظام ديمقراطي، واقتصاد حر، لكنه لا يرى أن مجلس النواب أو غيره يمكن أن ينفذوا مشروعه الذي يسعى لتحقيقه، خاصة بعد اغتيال النائبه سهام سرقيوة.

وفنّد دغيم الاتهامات التي تشير إلى امتلاكه شاليهات في مصر وليبيا، وتضخم ثروته بعد دخوله مجلس النواب، بقوله “ما يشاع عن أني امتلك في مصر أملاك أو شاليه أمر غير صحيح، فحالتي المادية لم تتغير كثيرا، ولم أر في حياتي شرم الشيخ التي يدعون امتلاكي شاليه فيها، ولا أملك حتى شاليه في بنغازي أو القاهرة، وإقامتي في مصر بشقة إيجار، لأني لا أحب مسألة وضع الأموال في الأصول، لأني أحب العمل”.

وطالب المفوضية العليا للانتخابات، أن تعرض الذمة المالية التي قدمها للمفوضية عند دخوله مجلس النواب، عقب انتهاء مهامه كعضو مجلس نواب، وأردف بقوله “لكن وضعي المادي كان جيد جدا، حتى قبل ثورة 17 فبراير”.

ورد على الادعاءات حول حصول والده على أموال ومنح غير مستحقة، بقوله “الخارجية والرقابة الإدارية أكدت أنه لا وجود لاسمه في سجلاتها، وووالدي استفاد هو و2500 عضو هيئة تدريس من قرار سابق أعاده لعمله، بعدما توفرت فيهم كافة المعايير”.

وأتبع بقوله “ولو افترض أن القرار خاطئ يحاسب صاحب القرار الصادر في عام 2010، لكني أؤكد أن والدي لم يأخذ دينارا واحدا ولم يعمل دقيقة واحدة أصلا في تلك الادعاءات”.

وانتقل دغيم للحديث عن انتخابات جنيف وملتقى الحوار السياسي، بقوله: “أنا عراب فوز الدبيبة والمنفي وأي منصب كنت أريده كنت سأحصل عليه لكني لا أسعى للمناصب، ولا أعمل على توظيف أي من أسرتي بأي مناصب في الدولة الليبية”.

وواصل: “في جنيف، وضعت ضوابط عملية تمنع استخدام المال، لأن الاقتراع كان سريًا وكان هناك رقابة مشددة وتأخذ الهواتف وكان هناك كاميرا فوق كل صندوق واثنين موظفين في الخلف”.

واستمر بقوله “من يدفع رشوة يريد أن يضمن أن النتيجة الخاصة به أتت بنتيجة، والدليل أن المفوضية وضعت ضابطا جديدا بمنع إدخال التليفون لمقر الاقتراع، وأشك في وجود فساد ودفع أموال في انتخابات الدبيبة”.

ونوه إلى أن الصراع كان منحصر بين قائمتين وهما قائمة التفاهمات الدولية، وقائمة الدبيبة، كما أنه كان هناك أكثر من تصويت سياسي يظهر أن قائمة عقيلة وباشاغا لم يكن لها أمل في الفوز، وكان هناك مؤشرات كبيرة على رفض قائمة عقيلة وباشاغا في ملتقى الحوار السياسي”.

وأسهب بقوله: “المنطق أن من يدفع الفلوس ينتظر ضمان أن من أخذ النقود سينفذ ما يريده، وهو ما لم يكن متحققا في ملتقى الحوار، وقد يكون هناك محاصصة أو مشاركة مناصب، وهذا كان واقعا في انتخابات جنيف وجزء من التسوية السياسية، وأنا شاركت فيها”.

وعن مقطع الفيديو المسرب عن الاتفاقات في ملتقى الحوار السياسي، قال “أنا من سربت الفيديو الذي يتحدث عن التفاهمات والمحاصصات في تونس، ولم أطلب شيء لنفسي، بل طلبت محاصصات للمنطقة الشرقية، وما فعلته اعترف به سواء كان صحيحا أو خاطئا، لأن العمل السياسي جزء من تسويات سياسية”.

وكشف عن تعرضه لتهديدات مباشرة من سفراء أجانب بقوله “عندما تعرضت لتهديد شخصي مباشر من بعض السفراء الأجانب، ويتهموني بدفع فلوس لصالح الدبيبة للسيد أبو بكر سعيد، قررت تسريب مقطع الفيديو الخاص بتلك المحاصصات”.

وأضاف قائلا “سفراء الدول ليسوا ملائكة، بل هم تحكمهم مصالح، وكانوا يريدون الفوز لقائمة التفاهمات الدولية التي بها عقيلة وباشاغا، واستخدموا هذا الأمر، والسفراء الأجانب يسعون دوما لابتزاز أطراف سياسية بالحديث عن العقوبات، فمن لديه أمر خاطئ فليجري تحقيقات ويدينه”.

وعن تحوله من تأييد عقيلة للدبيبة، فقال: “دخلت في البداية في اتفاق مع عقيلة على مبادرة معينة، التي تبنتها مصر، وعندما تخلى عنها غيرت في توجهي لقائمة المنفي الذي كان صديقي وزميلي والدبيبة وكان زميلي في الكثير من الأعمال معه، فغيرت من توجهاتي لتلك القائمة”.

وواصل بقوله “أريد أن أكون واقعيا، عندما أوضع في الخيار بين شخص أعرفه وزميلي مثل المنفي واللافي والدبيبة، وبين عقيلة صالح، فساختار هؤلاء”.

وكشف عن أنه كنائب دفع ثمن بعض المواقف، قائلا “حادث سهام سرقيوة بالنسبة لي أنهت فكرة مجلس النواب، وقعدت حوالي عام ونص العام في مصر ولم أعد بعد حادثة سهام سرقيوة، ولكن عدت إلى ليبيا لأني لا أحب النهايات المفتوحة، لكني لم أعد للنواب لأني لم أكن ساستطيع أن أعمل وبجواري مقعد سهام سرقيوة ولا استطيع أن أخذ حقها”.

وذكر أنه لديه أهداف يريد تحقيقها في وجود مجلس النواب وبعده، مضيفا “سأكون أكثر تأثيرا في المستقبل، لأني تعلمت اللعبة وكيف يكون التأثير، وأنه لو عاد به الزمن لم يكن سيتخذ قرار الترشح لمجلس النواب”.

وأتم بقوله “على المستوى المادي خسرت كثيرا منذ ترشحي لمجلس النواب، أكثر مما ربحت، والإزعاج الحقيقي هو دخولي مستنقع السياسة الغريب، وأسوأ أمر هو اضطراري للتعاون والتعامل مع أشخاص دون المستوى الثقافي والفكري الخاص بي”.
——–
ليبيا برس