الغرياني: الذين ذهبوا للتصالح مع حفتر وقعوا في الحرام ومصيرهم النار

استنكر المفتي المعزول الصادق الغرياني، صمت المواطنين على ما أسماه “سرقة الثورة”، مطالبا الليبيين، خاصة الثوار الذين يملكون السلاح، بالخروج والاعتصام لمدة أسبوع حتى تتغير الأحوال وتعود حقوق آلاف المهجرين والجرحى وذوي الشهداء الذين يشعرون باللوعة والظلم.

ووجه الغرياني، خلال مقابلته الأسبوعية عبر فضائية “التناصح”، اللوم لـ”الثوار” ممن يملكون السلاح على صمتهم، متسائلا “خرجتم الأسبوع الماضي في طرابلس ووضعتم السواتر وحولتم المدينة لثكنة عسكرية وكادت تنشب الحرب لقرار أغضبكم من الرئاسي، فلماذا تصمتون على حفتر الذي قتل الشهداء ويريد البعض الآن التصالح معه؟”.

وتساءل عن الصفة التي يحملها من ذهب إلى حفتر ليتحدث عن المصالحة مع من قتل الآلاف ونهب ودمر المليارات، مؤكدا أن من فعل ذلك ارتكب فعلا محرمًا بحسب الشرع والقانون، وأن الذي له حق التصالح هم فقط أولياء الدم، وعلى من ذهبوا إلى حفتر إعلان توبتهم.

واستنكر زيارة المترشحين الرئاسيين فتحي باشاغا وأحمد معيتيقة، إلى حفتر، متجاهلين الجرائم التي ارتكبها بحق الليبيين من قتل ونهب وهدم للبيوت وتشريد للأهالي بعد سرقة واعتصاب بيوتهم وتركهم يفترشون الشوارع ومنه حديقة ترهونة، واصفا هذا الفعل بأنه يندرج في الحرام ومصير فاعله النار، طبقا لقول الله تعالى “ولا تركتوا إلىالذين ظلموا فتمسكم النار”.

وأشار إلى أن باشاغا ومعيتيقة مرشحان للرئاسة مثل حفتر، أي أنهما متنافسان معه، متسائلا “لماذا ذهبوا إليه، هل طلبوا منه التنازل عن الترشح، أم لطلب أموال”، واصفا ما حدث بأنه “غباء”.

وفرق بين أن يكون هدف الزيارة المداراة وأن يكون المداهنة والحديث عن اقتسام السلطة، مشيرا إلى أن المداراة بهدف اتقاء شر الظالم وتجنب إجرامه جائز، إلا أن الذين ذهبوا، بحسب بيانهم، لم يتحدثوا سوى عن المصالحة، وهذا ليس من حقهم بل هو إثم عظيم وقعوا فيه.

ورأى أن هناك اختلافا كبيرا بين تصالح الصحابة بعد اقتتالهم في معركة صفين والجمل التي شهدت إزهاق عدد من الأرواح، وبين التصالح في عدوان حفتر على طرابلس، موضحا أن الأولى كان المتقاتلون يرفعون خلالها كتاب الله ويحكمونه بينهم ولكنهم اختلفوا في التأويل، ومن ثم فالدماء التي سالت كلها هدر، وليس لأحد أن يطالب الآخر بالقصاص.

وأكد أن ما فعله حفتر هو عدوان وظلم، والأرواح التي راحت لها الحق في القصاص من المجرم الذي ارتكب بحقهم جرائم الحرب، وأعلن الانقلاب على المؤتمر اوطني الذي صدرت منه أعظم القوانين لموافقتها الشريعة الإسلامية وتحريم الربا في الجهات الرسمية والبنوك.

وأشار إلى أن حفتر نفذ جريمته إرضاء للمجتمع الدولي، وقام بتقتيل خيرة الشباب واضطهد كل من يريد إقامة شرع الله ومن يريد الصلاة مدعيًا أنه من داعش، كما حاصر درنة التي قاتلت الدواعش وأخرجتهم من ليبيا وكان جزاء أهلها القتل والتشريد على يد حفتر.

ووصف حفتر، بأنه باغٍ يحارب شرع الله، ومن يقاتلون معه هم الرافضون للشرع، ومنهم من اعتبر أن طاعة حفتر مقدمة على طاعة الله، وهذا نوع من الإلحاد، بحسب تعبيره، ومن ثم فجرائمهم لا تصالح فيها ولا يصح مقارنتها بقتال الصحابة.
———
ليبيا برس