بويصير: سيف الإسلام ‏والتيار المؤيد له سيكون موجودًا في ساحة سياسية سلمية طوال العشرية المقبلة

  • الدبيبة سيدعو بعثة عسكرية روسية إلى طرابلس ما سيعتبره الأتراك خرق لعملية التوازن
  • موسكو وأنقرة لن تخرجا من ليبيا و‏سيخرج فقط بعض المقاتلين السوريين والأفارقة
  • لدينا الآن سجون قطاع عام وخاص والمساجين أكثر ممن كانوا في ‏السجون قبل 17 فبراير

 

 

أكد محمد بويصير، المستشار السياسي السابق لخليفة حفتر، أن ‏خليفة حفتر، يسعى لأن يدخل الحياة السياسية بنوع من المرونة، ‏غير المتوفرة في السابق.‏

وأشار بويصير في تصريحات عبر فضائية “ليبيا بانوراما”، إلى أن تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف ‏تعد استثنائية، لأنها أول مرة يقر فيها الروس بالاستراتيجية التي ‏يسعون إليها في ليبيا، حيث ذكر فكرة التواجد، بأن الغرب استدعى ‏طرف والشرق استدعى طرف آخر، وهناك توازن بين تلك الأطراف.‏

ولفت إلى أن الفكرة أن تلك أول مرة يخرج فيها الروس، ليصرحوا ‏بما كان عبارة عن تحليلات من قبل البعض فقط، مضيفًا: “نحن ‏أمام مشهد به دولتين من الصف الثاني في العالم وهما روسيا وتركيا ‏يشكلان حالة توازن بين الشرق والغرب”.‏

وواصل: “المقصود بالمرتزقة هنا، لا يتعدى 7 آلاف أو 8 آلاف ‏شخص، والمقصود بها الكتائب أو المرتزقة الذين تم استقدامهم ‏من سوريا أما الحديث عن القوات الروسية أو فاغنر أو القوات ‏التركية لم يأت في تصريحات، فالأتراك يقولوا لسنا أغراب وروسيا ‏تتحدث عن التوازن، إذن موسكو لن تخرج وأنقرة لن تخرج، ومن ‏سيخرج فقط بعض المقاتلين السوريين وبعض المقاتلين الأفارقة ‏فقط”.‏

وأضاف: “ما حدث في المؤتمر الصحفي بين لافروف ونجلاء ‏المنقوش عبارة عن إعلان روسي بأنها موجودة في ليبيا لتحقيق ‏التوازن”.‏

وتطرق إلى أن المستجد الآن أن هناك توجه من حكومة الدبيبة ‏لدعوة رئيس الأركان الروسي مع بعثة عسكرية روسية إلى طرابلس، ‏وإحضار عسكريين روس إلى طرابلس لعمليات إصلاح وصيانة ‏لبعض المعدات العسكرية الموجودة منذ أيام العقيد معمر القذافي.‏

ووصف بويصير أن هذا سيعتبره الأتراك خرق لعملية التوازن ‏والتقسيم وعلى الأقل خرق معنوي، قائلاً: “الصراعات البينية في ليبيا، هي ما تخلق مساحات ‏للتدخل، فالدبيبة يشعر بأنه ليس لديه قوة عسكرية على الأرض، ‏ولا يسيطر على الميليشيات ويريد أن يكون لديه قوة عسكرية قريبة ‏منه لأغراض سياسية، وأعتقد أنه سيكون هناك دور مثير للغرب ‏الليبي في الفترة المقبلة”.‏

واستدرك: “زيارة رئيس الأركان الروسي إلى طرابلس سيكون ‏بداية توازن حقيقية في الغرب، فالأتراك دخلوا بطلب الوفاق ولكن ‏بأهداف استراتيجية للعودة إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط، ‏التي أخرجوا منها منذ قرن ماضي، والروس جاءوا إلى ليبيا لفتح ‏الطريق نحو أفريقيا السوداء ليحلوا محل الفرنسيين في عدد كبير ‏من الدول باتفاقيات واسعة والحديث عن الانسحاب ليس سهلا ‏لأنه عبارة استراتيجيات متوسطة وبعيدة المدى”.‏

وتحدث عن النمط الروسي في ممارسة السياسة الخارجية، واصفًا ‏إياه بأنه نمط ليس مماثل لما تستخدمه الدول الغربية، وهو ما ‏يجعلهم غير قادرين على التعامل معها، حيث لا يوجد أي معارضة ‏في روسيا ونمطها السياسي يعتمد على الغموض، وهو أعطى البيان ‏في وقته.‏

وذكر أن عدم قدرة الدبيبة على تمرير الميزانية أو تحقيق الوحدة ‏الوطنية، وعدم وجود له أي نفوذ في الشرق أو الغرب، وهو يريد أن ‏يكون شخصية ذات نفوذ، لذلك يسعى لأن يتحالف مع الروس.‏

وأسهب: “أتصور أنه عندما ذهب الدبيبة إلى تركيا أرادوا منه ‏أن ينفذ وعوده لهم، ولكنه لا يستطيع أن ينفذ تلك الوعود لهم، كما ‏أن الدبيبة لم يكن قادرا على زيارة أماكن معينة في ليبيا لذلك هو ‏يرغب في أن يناور بين تلك القوى، كما أن هناك تفاهمات ‏استراتيجية بينه وبين مصر، ولكن يبدو أن المصريين رفضوا والأتراك ‏لم يرغبوا بأن يكونوا طرف في تلك المعادلة، لذلك هو لجأ إلى ‏الروس، لأن التفكك وصل إلى المنظومة العسكرية في الغرب، ‏فمواقف مثلا آمر غرفة العمليات الميدانية طرابلس بعملية بركان ‏الغضب التابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية، وعضو اللجنة ‏العسكرية المشتركة 5+5، اللواء أحمد أبوشحمة، تختلف من ‏مواقف رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية، ‏محمد الحداد”.‏

وانتقل بقوله: “الحديث عن أن العائق أمام الدبيبة هو حفتر أمر ‏خاطئ، لأنه حتى لو وافق عقيلة صالح على الميزانية، فالدبيبة أنفق ‏حتى الآن 50 مليار أي أنه أنفق كل الميزانية تقريبا ولا يحتاج إلى ‏اعتمادها أصلا”.‏

ونوه إلى أن الموقف في ليبيا حاليا أكثر تشتتا وأكثر انقساما وأكثر ‏إدخالاً للأطراف الأجنبية، حتى أن انتشار القوات الأجنبية بات كبيرًا ‏والروس لديهم منشآت حاليا تتفوق عن تلك المنشآت التي سبق ‏وأنشأوها في شرق أوكرانيا، والأتراك أيضا موجودين بقطاعاتهم ‏العسكرية في مناطق كثير بالغرب.‏

وأتبع: “المعسكرات العسكرية في قلب الصحراء والكهرباء لا ‏تنقطع عنهم 24 ساعة، بينما الناس العادية لا تعمل لديهم الكهرباء ‏على الإطلاق”.‏

وقال: “أحداث فبراير قامت من أجل الحريات، ولكن ما يحدث ‏حاليا مهانة للإنسانية، فهناك أناس محكوم لهم بالبراءة ولكن لم ‏يتم إخراجهم من السجون، والمساجين الآن أكثر ممن كانوا في ‏السجون قبل 17 فبراير، وهذه تقارير من منظمة العفو الدولية، أين ‏إذن هذه الحرية التي يتحدثون عنها”.‏

وأردف قائلا “أي واحد لم يُقدم إلى المحكمة ويأخذ فرصة بالدفاع ‏عن نفسه، يمكن اعتباره معتقل رأي، وأتحدى وزيرة العدل أن ‏تراجع تلك الأرقام في السجون في الشرق والغرب وسجون القطاع ‏العام والقطاع الخاص، فهناك حاليا سجون قطاع خاص”.‏

وواصل: “المفروض بعد 10 سنوات من أحداث فبراير أن ‏نكون جهزنا اقتصادنا الوطني، كي نكون مستعدين لأن نندمج في ‏الاقتصاد العالمي، وأن نخرج من قصة أنه إذا وددنا أن نراضي ‏المصريين فنأتي بشركات مصرية وإذا وددنا إرضاء الأتراك نأتي ‏بشركات تركية، وعلينا أن ننفتح على هذا العالم لتوفير فرص العمل ‏في ليبيا من أي جنسية، ولكن هذا يحتاج إلى قاعدة قانونية لكي ‏يندمج في السوق العالمي وأن تسمح بفتح حريات للقطاع الخاص ‏وأن تفتح الإقراض لأنه لا اقتصاد بدون إقراض، ومن يريد عدم ‏تطبيق الإقراض يمكن أن يعيش في خيمة ويرعى الغنم لأن الاقتصاد ‏يعني الإقراض، وعليك أن تسمح بالإقراض الأجنبي المباشر ليعمل ‏الجميع”.‏

وتحدث عن الاندماج بالاقتصاد العالمي بقوله: “هل نحن أعددنا ‏أنفسنا بصورة صحيحة للاندماج في الاقتصاد العالمي، ونحن حاليا ‏ليس عندنا سوق أصلا ولا اقتصاد بل لدينا حكومة تبيع النفط ‏فقط، وتصرف تلك الأموال على الناس”.‏

ووصف أن ما يحدث نتيجة التشظي، والأطراف الأجنبية مستفيد ‏من ذلك الانقسام، الليبيون لا يريدون الحديث مع بعضهم البعض ‏ويتحدثون مع الغير بدلا من ذلك، مؤكدًا: “موقف الأطراف ‏الليبية أنها أطراف متنازعة أدت إلى تشظي البلد وتحولها إلى مناطق ‏ليبية وكل منطقة عليها حاكم ويبحث عن حليف أجنبي ليساعده، ‏وهذا الكيان الليبي مرشح بأن يقسم إلى مناطق وقد يلتحق بعض ‏منها بمناطق أكبر منها ودول مجاورة، مثلا يوغوسلافيا أو ‏تشيكوسلوفاكيا، لم تعد لهما وجود على الخريطة أو الذاكرة، نتيجة ‏ما أطلق عليه حينها الربيع الأوروبي”.‏

وانتقل للحديث عن الانتخابات المقبلة، بقوله “لو استطعنا إجراء ‏انتخابات نيابية نزيهة وحرة ونسمح بأن يناور الجميع في ‏الانتخابات بصورة طبيعية وديمقراطية، وأن يتفق الجميع بالقبول ‏بنتائج الانتخابات وألا نرجع لنحارب بعضنا البعض، وأن يشارك في ‏تلك العملية الجميع بما فيها وسائل الإعلام، لنرسخ الثقافة ‏الديمقراطية، أما الحديث عن صرائر الأموال فهذا سيعيد إنتاج ‏الأزمة”.‏

وتحدث عن أن “الطرف الوحيد الذي أجاب أنه مستعد للعمل ‏السياسي بالعملية الديمقراطية هو خليفة حفتر، رغم كل ما حدث ‏بيني وبينه من قبل، وحفتر يحاولوا استخدامه كفزاعة”.‏

وواصل: “هناك تغير انقلابي في رؤية حفتر للأمور، فهو يرى أنه ‏يجب أن يدخل العملية السياسية، وأعلن حزب اسمه حزب ‏الكرامة، وسيكون لديه مرونة كبيرة، وسيعتمد على تحريك أناس ‏على الأرض سياسيين بدلاً من تحريك القوات”.‏

وذكر أن أي شخص لا يستعد للانتخابات قبل 5 أشهر فهو شخص ‏غير جاد ناحية ليبيا واستقرار ليبيا، منوها على أن الدبيبة إذا أراد ‏دخول الانتخابات عليه أن يستعد بصورة فعلية للدخول، أما إذا ‏كان هناك أي عائق قانوني لدخوله فهذه أوراق سيتم تعديلها ‏وتوفيقها لكي تسمح له بالدخول.‏

ومن جانب آخر، تحدث عن وجود أنصار النظام السابق في ‏العملية السياسية، بقوله: “متأكد أنهم سيجهزون لنفسهم ‏للانتخابات، لأنه لا يوجد طرف يمكنه أن يكسب بقوة السلاح، ‏ولديهم قيادات مدربة ولديهم شخصيات تتحلى بالشعبية مثل ‏سيف الإسلام معمر القذافي، وهناك قوى دولية ترى أن عودتهم ‏إلى الحكم ستخدم مصالحهم، كما أنهم طرف جاد في الانتخابات ‏ويجب أن يؤخذ في الحسابات”.‏

وأتبع بقوله: “سنراهم موجودين على الساحة السياسية الليبية في ‏العشرية القادمة كلها تقريبا، ولكن في ساحة سياسية سلمية والمهم ‏أن طرف فبراير لا أرى له أي إعداد للانتخابات، وخاصة وأن أحداث ‏فبراير سرقت فعليا، ودماء الشباب البرئ الذين سقطوا بالمئات لم ‏يقدموا تضحيات من أجل أن يصبح المسؤولين عن علاج الجرحى ‏مليارديرات على حساب دمائهم”.‏

ولفت إلى أنه لو كان هناك قوى حقيقية لفبراير أن تجمع نفسها ‏وتكون نقية وشفافة وتحاول أن تقنع الناس بها.‏

وانتقل للحديث عن زيارة طحنون بن زايد إلى تركيا، بقوله: “‏الإمارات تمتلك رؤية استراتيجية خاصة بها، ولديهم قدرة على ‏الحركة ولديهم المال الذي يعمل بمثابة وقود السياسة، ووصلوا إلى ‏قناعة بأن تركيا أمامها في المرحلة القادمة بأن تتوسع في المنطقة ‏مع انسحاب الولايات المتحدة والمشهد في كابول يعبر عن واقع ‏الانسحاب الأمريكي، والإمارات بدأوا في إسرائيل لأنهم يريدون تأمين ‏نفسهم، لأنهم يدركون أن المنطقة بها 3 قوى وهم إسرائيل وتركيا ‏وإيران، وللأسف ليس هناك دولة عربية لديها القدرة على مواجهة ‏أي من القوى الثلاثة، والإمارات تتوجه إلى تركيا عن طريق حركة ‏الاستثمار، وليبيا ليست هي الموضوع الأساسي في الحديث بين ‏الإمارات وتركيا، فتركيا موجودة في قطر على حدود الإمارات ‏وموجودة في القرن الإفريقي ولذلك يريدون التنسيق معها وبالطبع ‏ستكون ليبيا جزء من التنسيق، وسنجد قريبا المصريين يفتحون ‏قنوات مع تركيا أيضا والسعودية ستحلق بهم أيضا، وهذا يرجع إلى ‏التخوف من الحكومة الإيرانية الجديدة المتوقع أن تكون متشددة ‏جدا”.‏

واختتم بالحديث عما حدث في أفغانستان بقوله: “ما يزال الأمر ‏مبكر جدًا، لتوقع ما سيحدث، والمعيار الحقيقي لطالبان بالسماح ‏بالمعارضة الرئيسية والسماح بالحريات العامة، لأن العالم لن يقبل ‏بالعودة إلى عهود الظلام القديمة، وهناك الكثير من الغموض حول ‏ما سيتم في الفترة المقبلة، وطريق طالبان صعب، لأن أحمد شاه ‏مسعود يجهز في نفسه وقد يشكل قلق كبير”.‏

———
ليبيا برس