اليسير: الإخوان يريدون رئيس بلا صلاحيات وإلا لن يقبلوا بأي انتخابات
أفاد عضو المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، عبد المنعم اليسير، بأن الإخوان لا يريدون الانتخابات ولن يرضوا بإجرائها، إلا بعد أن يصبح الرئيس بلا صلاحيات.
ولفت اليسير في مداخلة عبر فضائية “ليبيا الحدث”، إلى أنه منذ بداية تكوين ملتقى الحوار بأعضائه الـ75، ولم يكن هناك توقع أن يصدر عنه شيء إيجابي.
وقال إن تركيبة الـ75 من البداية لم تأت، بناءً على معايير تضمن تمثيل الشعب الليبي، مضيفا “البرنامج كله مزيف بداية من الانقلاب على إرادة الشعب في 2014م، ليتطور إلى مجموعة يتم اختيارها في الصخيرات تأتي بحكومة وبرنامج دستوري جديد تم فرضه على الليبيين سواء كانوا منتخبين من مجلس النواب أو غيرهم”.
وأشار إلى أن المجموعة في الصخيرات جاءت بحكومة غير معروف بأي كيفية، قاصداً حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، وقامت باتفاقية الصخيرات، موضحا أن أهم نقطة في الاتفاقية التي يمكن من خلالها أن تصل ليبيا لمرحلة الاستقرار هي الترتيبات الأمنية.
وأضاف قائلا إن هذه الترتيبات الأمنية تم التغاضي عنها وتجاهلها بالكامل في برنامج الصخيرات وفرضت تلك الحكومة على الشعب الليبي ونعلم ما حدث بعد ذلك من انهيار وسرقة المال العام وضياع للسيادة وكل ما حدث بعد ذلك.
وقال إن ما تم من أجل إصلاح ما حدث في الصخيرات كان تكوين لجنة الـ75، ووجه أصابع الاتهام إياها وأن أقل من 20 من أعضائها هم من يمثلون التيار الوطني.
وذكر أن لجنة الـ75 تتكون من 13 عضوًا من مجلس النواب باختيار رئيس المجلس عقيلة صالح و13 آخرين وصفهم بأنهم موالين لرئيس مجلس الدولة الاستشاري، خالد المشري وحزب الإخوان المسلمين ومن هو في دائرتهم، سواء أكان من الإخوان أو متعاون ومتحالف معهم أو قريب منهم.
واستمر بقوله إنه “تم إضافة لهم جماعات وشخصيات معروفة سواء كانت قريبة من هذه المنظومة المليشياوية الإخوانية أو انتهازية بما تعنيه الكلمة وتركب أي موجة وتزيف الحقائق وتتخذ أي شعارات من أجل مصالحها الشخصية”.
واستدرك “ما بُني على باطل فهو باطل، هذا بُني على باطل من البداية، من انقلابات ومحاولة تصحيح خاطئة ومحاولات التفاف وباعترافات من جماعة الإخوان المسلمين ومن قيادتهم وأنهم تمكنوا من الانقلاب على إرادة الشعب الليبي من خلال الصخيرات”.
وتطرق إلى أن الإخوان انقلبوا على إرادة الشعب الليبي بحرب فجر ليبيا في 2014م وأصبحوا في جهة غير شرعية، لافتا إلى أنهم استخدموا المال وأموال الشعب الليبي، وأجبروا ضعاف النفوس على أن يلحقوا بهم، والتحقوا بهم وما زالوا يلتحقون بهم إلى اليوم لأن المال هو أداة الالتفاف والرشوة وغيرها وهذا ما يستمرون في فعله.
وواصل بقوله إن القضية أن غياب تيار وطني حقيقي متماسك واعي، بعيد عن الانتهازية عن الساحة الليبية هو المشكلة الكبيرة، مؤكدا أن وجوده كان سيواجه هذا التنظيم المليشاوي الإخواني المُصر على أن ليبيا تبقى في حالة الفوضى لكي يستمروا في السيطرة عليها وعلى مقدراتها وتسخيرها لما يريدون.
وشدد على أن سلاح الميليشيات هو من فرض على البلاد ملتقى الحوار، وجعلها تعترف باتفاق الصخيرات، ولولا سيطرتهم على طرابلس ما كان هناك اضطرار إلى تبني اتفاق الصخيرات.
وتحدث عن أنه هناك تكتلات وطنية وسياسية بدأت بالتعاون مع بعضها البعض منذ عدة أشهر وأصدرت عدة مخاطبات ومناشدات للبعثة والمجتمع الدولي ومجلس النواب، مشيرة لقواعد دستورية تضمن الوصول إلى مرحلة انتقالية تصل بالبلاد إلى مرحلة استقرار.
وانتقل بحديثه إلى القول إنه على الرغم من هذه الجهود التي قامت بها هذه التكتلات، إلا أنها لا زالت ضعيفة أمام الطرف الأقوى بقوة السلاح، والذي فرض نفسه بقوة السلاح والميليشيات ويسيطر على المنطقة الغربية بالكامل.
وكشف أن من يتحكم في البلاد الآن وبأموالها المجموعات الموجودة في طرابلس والمتحالفين معها سواء ميليشيات أو جماعات إرهابية، مضيفا بقوله إن الجميع يعرف من يتحكم في مصرف ليبيا المركزي ويتحكم في أموال الشعب الليبي، ويتحكم في إدارات مؤسسات الدولة في طرابلس التي في حالة فوضى ومن هم المستفيدين من حالة الفوضى.
وذكر أن الجميع يعرف كيف هي حالة الاقتصاد الليبي والتضخم، فدخل البلد بات لا يزيد عن شركة عالمية بسيطة جدا، لأن أموال ليبيا كلها مسروقة ومنهوبة من هذه الجماعات الإرهابية والإجرامية.
ووصف هذه الفوضى أنها مستمرة لأن الإخوان يريدونها مستمرة، مؤكدا أن الإخوان المسلمين لا يريدون أن يسمحوا أن يكون هناك استقرار في ليبيا، حيث أن هذا يفشل مشروعهم الأكبر من ليبيا التي هي بالنسبة لهم نقطة انطلاق فقط.
وذكر أن الجماعات التي تسيطر على مدن أصبحت مستفيدة، وباتت لها أموال كبيرة جدا، ولن تتركها، وأنها تستفيد من حالة الفوضى، وهم الآن يتحكمون في الإعلام وتضليل الشعب الليبي.
وشدد على أن البيئة الموجودة الآن في ليبيا، سمحت لتلك المؤامرة أن تنجح، والشق المساهم في الكارثة الليبية هم الليبيين أنفسهم وليسوا الأجانب، مؤكدا أن المجتمع الدولي هو من يتحدث بصورة أكبر عن المرتزقة والقوات الأجنبية وليس الليبيين، ومن هم النخب والساسة الذين يتحدثون نادرا عن ذلك.
وأتبع بقوله “هذه الجماعات الانتهازية التي تعيش وتتغذى على النفاق يزداد نفوذها في الساحة الليبية، والمواطن غير قادر على أن يحسم موقفه، ويكشف أن الحق حق والباطل باطل بسبب ما يتم تصويره من الإعلام المضلل”.
وذكر أن القضية الآن في يد الشعب الليبي وعليه أن يتحرك لمواجهة كل تلك القوى، مكملاً: “علينا أن نحرض الشعب على التحرك في أسرع وقت، لأن كل يوم يتأخر فيه الشعب عن التحرك تزرع فيه ألغام من الصعب اقتلاعها وهو ما نشهده منذ 2012م حتى الآن”.
وكشف أ، الميليشيات تزرع جذورها وتستقوى على الشعب الليبي، حتى أن هذه الجماعات تتجرأ بالقول إن الشعب الليبي لا يحق له اختيار رئيسه، لافتا إلى أنهم “وكانوا لا يتجرأون يقولونه في 2012 م أو 2013 م”.
أما عن أزمة الميزانية، فقال “كيف يمكن أن تعطى لحكومة المفترض أن تعمل على توحيد المؤسسات، ولكنها تعمل حقيقة تحت سيطرة الميليشيات في طرابلس، كاشفاً عن أن عملها في طرابلس متناقض مع خارطة الطريق أصلا”.
وتحدث عن الاتفاق السياسي مبني على الترتيبات الأمنية لاتفاق الصخيرات وهي تؤكد أنه لا يمكن للحكومة أن تعمل في طرابلس، إلا بعد خروج كافة الميليشيات بمسافة 100 كيلومتر من محيط المدينة ليتم فكها وتجميع سلاحها.
وأردف بقوله “الآن لدينا قوات أجنبية تركية ومرتزقة يصلون إلى 20 ألف بالإضافة إلى الميليشيات وأصبح الوضع الأمني معقد بصورة أكبر، والفلوس يعطونها لحكومة سلطة الميليشيات لتدفع بها مصاريف الميليشيات والمرتزقة وتزيد تقسيم الوقت الحالي والمفترض ألا تصرف إلا للمرتبات فقط لأن تصرفات الحكومة ليست بالسليمة، ولا يمكن أن نمول بأموال الشعب الليبي تواجد المستعمر على أراضينا”.
أما عن أزمة القاعدة الدستورية، فتحدث عن أن لعبة الإخوان والمنظومة المليشياوية معروفة بأنهم يبحثون عن معادلة تصل بهم إلى تحقيق مصالحهم، وهذا ما يفعلونه مع ملتقى الحوار أيضا والاتفاق على إنشاء حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة.
واختتم تصريحاته قائلا “الإخوان لن يرضوا بالانتخابات، إلا بعد أن يصبح الرئيس بلا صلاحيات لإعادة تدوير الكارثة للشعب الليبي، وإذا كانت هناك انتخابات أو برلمان مع وجود مستعمر تركي فهذا أمر لا طائل منه”.
———
ليبيا برس