البكوش: حفتر لن يسمح لأي مرشح لم يؤيد “الكرامة” بالنزول للانتخابات المقبلة

علق المستشار السياسي السابق لمجلس الدولة الاستشاري، صلاح البكوش، على تحرك قوات خليفة حفتر في الجنوب والسيطرة على بعض المناطق المتاخمه للحدود الجزائرية، في مخالفة صريحة لأومار القائد العام لـ”الجيش”، “المجلس الرئاسي”، بمنع أي تحرك عسكري دون إذنه.

وقال البكوش، في لقاءه مع برنامج “تغطية خاصة” المذاع على قناة “ليبيا الأحرار”، إن “خليفة حفتر يحاول بذلك إرسال رسالة إلى مؤتمر برلين 2 القادم، واجتماع ملتقى الحوار السياسي الذي سيعقد عقب المؤتمر، بأنه قوة موجودة ويجب الأخذ بها في الحسبان”.

وأشار إلى أن تلك التحركات تعتبر خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار، لافتًا إلى أن هذه هي الرسالة الأساسية التي يريد حفتر إرسالها “أنا قوة أنا رقم ويجب الأخذ بها في الحسبان في أي قرارات تتخذونها”.

وأكد أن ما يقوم به حفتر الآن لا يشير إلى إمكانية إقامة انتخابات عادلة ونزيهة وذات مصداقية، ويؤكد على ضرب أي محاولة جدية لأي تقدم سياسي في ليبيا، إن لم يكن حفتر على رأسه.

وقال البكوش، إن حفتر لن يسمح لأي مرشح لم يكن مؤيد لعملية الكرامة بالنزول للانتخابات، أو القيام بأي عمل انتخابي في أماكن سيطرته، مؤكدًا أن الليبين لن يقبلوا بنتيجة الانتخابات أيًا كان الفائز، فذا يعد حلم وأسطورة وخرافة، وفقًا لتعبيره.

وأضاف البكوش، أن هناك تجاهل واضح من قبل حفتر للسلطة الشرعية التي أقرها مجلس النواب وأعطاها الثقة بـ132 صوت، والمعترف بها دوليًا من قبل مجلس الأمن وجميع دول العالم بما فيهم الداعمين لحفتر، مُردفًا بقوله: “إن مجلس النواب هو الذي عين خليفة حفتر قائد عام”.

وأوضح أن تلك التحركات تجعلنا أمام قوة غير خاضعة للدولة، بمعناها المعترف بها دوليًا وهو “المجلس الرئاسي”، مشيرًا إلى أن المجلس الرئاسي لا يحتاج أن يعترف به خليفة حفتر أو أي جهة أو مؤسسة كانت، فهو سلطة انتخبت في ملتقى للحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة ويعترف بها العالم كله.

وشدد على أن القناع سقط عن حفتر وعن محاربة الإرهاب بعد هزيمته على أسوار طرابلس، ويجب البحث عن حجج أخرى، مشيرًا إلى أن تحركاته على الحدود الجزائرية ليست لها مبرر، فلم يسمع أحد من قبل عن متسللين من الجزائر إلى ليبيا أو العكس.

وذكر البكوش، أن “القيادة العامة أكدت في أكثر من بيان لها، أنه لا تربطها أي علاقة سيادية أو عملية أو حتى على مستوى التواصل مع المجلس الرئاسي بصفته القائد العام للجيش”، لافتًا أن “القيادة العامة رفضت حتى قرار القائد الأعلى بعدم التحدث في السياسة، مع العلم أن قانون العقوبات العسكرية الموجود من قبل ثورة 17 فبراير يحظر على العسكريين التحدث في السياسة”.

وتابع: “يجب وضع المسائل بوضوح كامل دون أعزار أو مبررات، ولا نلتفت إلى من يقولون أن المجلس الرئاسي لم يعتبر للقيادة العامة ولم يعطيها ميزانية”، مضيفًا أن “هناك 4 مليار دينار مرتبات لوزارة الدفاع وجميع العسكريين تحت قيادة حفتر يتقاضوا مرتباتهم من الدولة الليبية، فهناك 2.4 مليون ليبي يتقاضوا مرتباتهم من الدولة”.

وختم البكوش بالتأكيد على أن القضية في ليبيا الآن قضية محورية، فلن نستطيع أن نؤسس حكومة كاملة ومنتخبة وذات شرعية في لحظة واحدة، وهذا ما دفع إلى الاتجاه لحكومة وحدة وطنية ائتلافية إلى أن تحدث انتخابات، مشيرًا إلى أن مؤتمر برلين حدد انتخابات حرة ونزيهة وشاملة وذات مصداقية لإنهاء المرحلة الانتقالية.

———

ليبيا برس