تقرير روسي: ليبيا على شفا حرب جديدة والحكومات العميلة فشلت خلال 11 عامًا في إقامة أي سلام

تناولت صحيفة iarex الروسية تردي أوضاع ليبيا بعد 11 عامًا من أحداث فبراير 2011 بسبب تدخل القوى الغربية وحلف الناتو لإسقاط نظام العقيد معمر القذافي، مبينة أن البلاد تواجه هذه الأيام مرة أخرى خطر اندلاع حرب أهلية جديدة.

وأكدت الصحيفة في تقرير لها أن المقاتلين السابقين أو ما يسموا “المعارضة”، الذين استولوا على السلطة بأيديهم بعد إسقاط النظام، قادوا ليبيا إلى دولة كارثية حقًا خلال 11 عامًا، لاسيما أن جميع محاولات الأمم المتحدة وشركاء ليبيا الدوليين لحل الأزمة السياسية في البلاد فشلت فشلاً ذريعًا.

وأشار التقرير إلى تصريحات ممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول مرارًا وتكرارًا بأن الانتخابات العامة لرئيس البلاد يمكن أن تضع نهاية للحرب، إلا أن التصويت الذي كان مقررا يوم 24 ديسمبر الماضي لم يتم بسبب تصرفات الجماعات المسلحة.

ولفت إلى تبادل الاتهامات بين مجلس النواب وحكومة الوحدة المؤقتة حول عرقلة الانتخابات، متطرقا إلى مصادقة مجلس النواب يوم 10 فبراير الجاري، على تكليف فتحي باشاغا برئاسة الحكومة الجديدة بدلا من عبد الحميد الدبيبة الذي فشل في كبح جماح الجماعات المسلحة وإجراء الانتخابات في موعدها، وفقا للتقرير.

وأوضح التقرير أنه بعد تكليف باشاغا برئاسة الحكومة، أعلن الدبيبة أنه لن يتنازل عن السلطة ولن ينقل صلاحياته إلا إلى حكومة جديدة منتخبة، بحجة أن محاولات تغيير تركيبة الحكومة قد تؤدي إلى “الانقسام والفوضى” بعد عامين من الهدنة النسبية على جبهات الحرب الأهلية في ليبيا.

وبين أنه في ظل حالة الارتباك العام، رفضت الأمم المتحدة الانحياز لأي طرف، لكن ممثليها قالوا إنهم يعتبرون حكومة الدبيبة شرعية، مضيفا أنه بعدما تلقى الأخير دعمًا ضمنيًا من الشركاء الدوليين، بدأ حشد القوات في طرابلس بحجة “ضمان أمن المقرات الحكومية والمرافق الرئيسية في العاصمة”.

وذكر التقرير أنه في 13 فبراير، أجريت في وسط طرابلس، مراجعة للقوات التي وصلت لحماية حكومة الدبيبة من مصراتة والخمس وزليتن، بما فيها عربات مصفحة تركية الصنع، حيث ظهرت هياكل دفاعية وحواجز طرق حول مقر إقامة الدبيبة، معززة بمدرعات وأسلحة ثقيلة.

وأشار التقرير إلى تأكيد عدد من وسائل الإعلام العربية، على انحياز الحكومة التركية، التي أرسلت مرتزقة سوريين إلى ليبيا، ضمنًا إلى جانب حكومة الدبيبة، مبينا أن الدبيبة وباشاغا يمثلان مجموعات متشددة مختلفة مستعدة لبدء الأعمال العدائية في شوارع أكبر مدن البلاد.

ولفت في الوقت نفسه، إلى استعداد التشكيلات المسلحة التابعة لعملية الكرامة لبدء الأعمال العدائية، موضحا أنه في حال عدم تفكك تشابك التناقضات الليبية في المستقبل القريب، ستكون حكومتا البلاد على شفا حرب مع بعضهما البعض، الأمر الذي سيؤدي إلى انتكاس عملية المصالحة الوطنية لعدة سنوات.

واختتم التقرير بأنه بعد 11 عامًا، أصبح من الواضح أن “الحقبة الجديدة” هي حرب لا نهاية لها للجميع ضد الجميع، وسلسلة من الحكومات العميلة المتعاقبة غير القادرة على إقامة أي سلام طويل الأمد في البلاد، وقد تبدأ مرحلة جديدة من هذه المواجهة في المستقبل القريب جدًا.

———
ليبيا برس