الدبيبة: الصراع المسلح خلال السنوات العشر الماضية في ليبيا أثر مباشرة على البنية التحتية لقطاع النفط والغاز

قال رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، في كلمته خلال قمة الدول المصدرة للنفط المنعقدة في قطر، إن هذه القمة تعقد والعالم يواجه عدة تحديات وعلى رأسها وباء كورونا، والتي فقد الملايين بسببه الوباء، ولا تزال الدول تقاوم آثاره على صحة المجتمع والأنشتطة الاجتماعية والاقتصادية.

وأضاف أن العالم يواجه أيضا مشكلة تغيير المناخ التي تحتاج إلى تحولات جذرية في سبيل الحصول على الطاقة لاستعمالها، متابعا: “هذه التداعيات لها أثر على مستقبل صناعة النفط والغاز وعلى اقتصادتنا بشكل عام كدول تعتمد على هذه الصناعات”.

وأوضح أن ليبيا شهدت خلال السنوات العشر الماضية تحولات سياسية كبيرة أدت إلى صراع مسلح وعدم استقرار سياسي وأمني، ما أثر بشكل مباشر على البنية التحتية لقطاع النفط والغاز.

وتابع قائلا: “بعد تولي حكومتنا مقاليد الأمور بذلنا جهدنا لعودة الحياة لهذا القطاع المهم بالإصلاح والتطوير وتحسين الظروف العامة المرتبطة بذلك”، مستطردا: “استطعنا التغلب على الكثير من العوائق والعراقيل بفضل جهود العاملين، ما انعكس بشكل إيجابي على مستوى الإنتاج”.

ودعا الدبيبة دول القمة إلى بذل الكثير من الجهد لخلق شراكات حقيقية ومهمة لتطوير القطاع واستخدام هذه العائدات في الإنتاج للانتقال إلى التنمية المستدامة والنظيفة، مستكملا: “ليبيا حباها الله بثروة النفط والغاز والتي جعلتها لعدة عقود تتصدر الدولة المنتجة والمصدرة للطاقات في إفريقيا وفي حوض البحر المتوسط”.

وذكر أنه بالرغم من الشروع في إنتاج وتصدير النفط الليبي منذ بداية عقد الستينات في القرن الماضي، فإن المخزون النفطي في كل الحقول المكتشفة لم يتجاوز نسبة 30% من المخزون الكلي، قائلا: “يمكن إنتاج نسب أعلى مما تبقى من هذه الحقول باستخدام تقنيات الاسترداد الإضافي ودعم الإنتاج والاستثمار في هذه التطبيقات”.

ورأى فرصة كبيرة في تجمع دول المصدرة للنفط والغاز للتعاون والتشاور في مواجهة هذه التحديات وتحويلها إلى فرصة، متابعا: “يمكن تطويع الفرصة لدعم استخراج واستغلال ثرواتنا من النفط والغاز بشكل مستدام يضمن رفاهية شعوبنا والأجيال الحاضرة والقادمة ويضمن تزويد العام بطاقات نظيفة ومستدامة”.

وواصل: “من خلال عمليات التنقيب يمكن إنتاج كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المصاحب وغير المصاحب من حقول الغاز المكتشفة والمطورة في مختلف الأحواض الرسوبية في كل مناطق ليبيا”.

واستكمل: “تم اكتشاف العديد من حقوق الغاز تحوي مكملات مهمة وكبيرة، ونسعى لتطوير هذه الاكتشافات بالشراكة مع بعض الشركات العالمية”، مضيفا: “نسعى لاعتماد نظام شراكة مناسب لجذب الاستثمار والدخول في شراكات مجزية للطرفين لتطوير باقي الاكتشافات في البر والبحر”.

وأفاد الدبيبة بأن الدراسات الأولية تشير إلى أن ليبيا لديها مخزون كبير من الغاز الطبيعي وقد تصبح من الدول المهمة المنتجة للغاز في المنطقة إذا ما تم تأكيد هذه الاكتشافات وتطويرها، مردفا: “وضعنا الخطط الوطنية للوصول إلى صفر بخصوص حرق الغاز والعمل على صيانة معدات الإنتاج والتقليل من التسربات الكربونية”.

واستطرد: “تواجه بلداننا تحديات عديدة ومتنوعة، وعلينا استغلال ثرواتنا من النفط والغاز بشكل أمثل في الطلب المحلي وفي توفير النقد اللازم لدعم تنويع واستدامة اقتصاداتنا وزيادة الناتج المحلي”.

ودعا إلى التضافر على تطوير مخطط استراتيجي والتعاون والتنسيق فيما وتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا والحفاظ على الإمدادات والأسعار، مختتما بقوله: “نحن اليوم بحاجة إلى التعاون والتنسيف فيما بيننا كدول منتجة ومصدرة للغاز الطبيعي”.
——-
ليبيا برس