المجعي: القذافي كان ينوي قتلنا دون أن يعلم عنا أحد ولم نستفيد من كبار الصحفيين في العالم بأرضنا في 2011

قال الناطق باسم عملية “بركان الغضب”، مصطفى المجعي، إنه على الساسة أن يدركوا أن صبر الشعب قد ينفذ قريبًا أمام تجاهلهم لآلامهم، مشيرا إلى أنه “فشلنا في الكثير من الملفات بعد الثورة، ومن بينها الملف الإعلامي، ولم نستفيد من وجود كبار الصحفيين في العالم بأرضنا في 2011”.

وأشار المجعي في تصريحات عبر قناة “ليبيا بانوراما” إلى أنه “في إعلام ثورة 17 فبراير كان محور الحدث في مدينة #مصراتة، وكانت الحالة الإعلامية ثائرة تلقائية، وكان هدفنا هو أن المجرم القذافي ينوي أن يقتلنا من دون أن يعلم عنا أحد وكل ما كنا نريده هو نقل الصورة حتى لا نموت في صمت”.

وأخذ الناطق باسم “بركان الغضب” يسرد تفاصيل التغطية الإعلامية في 2011، بقوله “العالم كله استشعر الخطر من أن المجرم القذافي لن يتوارى عن فعل أي شيء، ووجدنا صعوبة في البداية بعدم تصديقنا ولكن بعد ذلك باتت الصورة واضحة”.

وأردف قائلا “كنا حريصين في تلك الفترة على توثيق أي خبر نبعث به للقنوات، لأن هدفنا واحد بالخروج لصورة عما يحدث في ليبيا، وما أجج مشاعر الناس وأخرجها للشارع هي صورة الموبايلات وليس ما تنشره القنوات، وتوقفت أنهار الدم في بنغازي بعد انتشار صور أصحاب القبعات الصفراء وهم يقتلون الناس”.

وقارن المجعي بين الثورة الليبية وثورتي مصر وتونس، بقوله “الثورة المصرية كانت سلمية، ولكن نحن خضنا حربا ولم نعيش ثورة سلمية، ونحن هزمنا هذا الأمر بكسر حاجز الخوف عند الناس، ولا يمكن أن يدعي أحد أنه البطل أو في مقدمة الصفوف، بل كلنا كنا نتحرك وسط زخم الناس”.

ومضى بقوله “صورنا إخواننا وأحبائنا من القتلى في مصراتة بالمستشفى ونحن نتألم حتى تصدق قناة الجزيرة ما قلناه وينشروا تلك الأخبار، وإعلام القذافي كان يكذب لذلك لم نكذب في خبر مقتله، وصدقنا الجميع عندما أعلناه”.

واستدرك قائلا “التلاحم الذي حدث في فبراير مستمر، مهما حاولوا أن يفسدوا الثورة لكن هذا التلاحم نتاج ثورة فبراير، والقذافي كان يريد أن إغلاق الاتصالات وراديو مصراتة، ولكن لم يستطيع أن ينفذ الأمر، وراديو مصراتة كان يؤدي وظيفة وقت قطع الاتصالات عنها بشكل كامل في 2011، دورا في إرشاد الناس على الأماكن التي يخرجون فيها للتظاهر بعيدا عن القوات الأمنية، والقذافي كان يغلق علينا الهواتف وحتى خدمات الثريا، وحاول أن يعلم مكان بث راديو مصراتة ولم يعلم مكان بثه حتى الآن”.

وانتقل للحديث عن الوضع الإعلامي الحالي قائلا “لم تستفيد الدولة من هذه المجهودات والصورة المشرفة التي خرجنا بها، رغم تحولها إلى صورة دموية ولكن يضرب بها المثل، وكان هناك مستفيدين من أن تظل الفوضى مستمرة، ولم يتم تعيين وزير إعلام يدير تلك الأمور، وحتى حاولوا إفساد مؤسسة الإعلام حينما أنشأوها”.

وتطرق إلى أنه “نحتاج مؤسسات الدولة لتأسيس إعلام ليبي قوي، وما حدث بعد 2011، أننا تراجعنا بسبب تراجع الدولة، ولم يتم استشارة أحد في إنشاء المؤسسة الوطنية للإعلام، ولا نرضى بما حدث بها وفيها”.

وتحدث عن أنه لا يوجد أحد يريد أن يدير ملف الإعلام، ولو كان قطاع آخر كانت تمت تقاسم اختصاصات ومحاصصات، مضيفا “لكن الإعلام ليس له أحد يريده أن يكون قويا”.

ودافع عن موقفهم في بركان الغضب، بقوله “طيلة معركة بركان الغضب لم نصدر خطاب كراهية ولم نهاجم منطقة أو قبيلة رغم إجرام المجرم حفتر، وكنا نحمس جنودنا ولا نريد أن نغلط في الآخر، لأننا نعلم أنهم إخواننا وسنقف معهم يوما ما”.

وأضاف بقوله “بعد مقتل القذافي مصراتة لم يكن لديها أي مشكلة مع أحد، مثلما حدث في بركان الغضب لأننا لم نجرح في المنطقة الشرقية أو في قبيلة معينة، ولعبنا دورا منضبطا بصورة كبيرة في عملية بركان الغضب، ومررنا بلحظات بلغت القلوب الحناجر، وكانت المعارك صعبة في محاور طرابلس، وسعينا لبث خطاب طمأنة من دون أن نبث خطاب كراهية”.

وعاد للهجوم على الساسة الحاليين بقوله “حاولوا أن يلعبوا على لعبة استبعاد جميع من شاركوا في إعلام الحرب، بحجة خطاب الكراهية، وهذا نوع من العبث والفوضى، والليبيون شعب خير وطيب لو تم بث رسالة إعلامية طيبة يمكنها أن توحد الليبيون بسهولة شديدة”.

وشدد على أن “أكبر جريمة نرتكبها في حق أنفسنا هو أنه لا نوثق أي أمور وهو ما يجعل تاريخنا يضيع ولا يتم توثيق الإنجازات والتضحيات، ومطلب الشعب الوحيد هو الحرية، وهو ما جعل الكثيرون يموتون لأنهم يريدوا أن يعيشوا لا يريدون أن يموتوا”.

ولفت إلى أنهم يراهنوا على أن الشعب الذي خرج في 17 فبراير، لن يترك الأمر يسير بنفس الطريقة التي سار بها في الفترات الماضية، مشيرا إلى أن “الشعب واعي وعندما يغير أحد السياسيين بوصلته سيتخلى عنه الشعب، لو طرابلس بعض منها كان مع حفتر لم نكن سنستطيع أن نظل بها يوما واحدا”.

وأتم بقوله “لولا الحاضنة الشعبية لم نكن سنستطيع أن ندافع عن طرابلس أمام هجوم حفتر، ولا أدري كيف صبر المهجرين على آلامهم، ولا أدري كيف هم صبروا على تلك الحكومات”.
———-
ليبيا برس