غوقة: بماذا يحتفل الليبيون في ذكرى فبراير.. بطوابير السيولة أم انقطاع الكهرباء أم البنية التحتية المنهارة؟

هاجم نائب رئيس المجلس الانتقالي السابق، عبد الحفيظ غوقة، المسؤولين الحاليين في ليبيا، بقوله إنهم الآن “أسوأ” من القذافي، خاصة وأنهم لم ينجحوا في بناء مؤسسة واحدة، مضيفا “بماذا يحتفل الليبيون في ذكرى فبراير.. بطوابير السيولة أم انقطاع الكهرباء أم البنية التحتية المنهارة؟”.

وأضاف غوقة في تصريحات عبر فضائية “المسار”: “ليبيا أصبحت بلا إمكانيات إلا إمكانيات السرقة والنهب من قبل مسؤولين يرفضون التغيير، والمسؤولون الموجودون الآن أسوأ من القذافي، وينظّرون علينا بالديمقراطية رغم استمرارهم في الحكم ما يقرب من 10 سنوات”.

ومضى بقوله “التغيير قيمة يجب أن تكون حاضرة في أذهان الليبيين، ولم ننجح في بناء مؤسسة واحدة، وفبراير لا يجب أن تُحمّل وزر الفوضى التي عاشتها ليبيا بسبب الجماعات الحقيرة التي عملت ضد مصلحة شعبها”.

واستدرك قائلا “ليبيا عانت من من الإرهاب الأسود وتياراته الإسلامية وداعش وأتباع أوهام الخلافة، ومصر وتونس عبرتا مرحلة الثورة لأن فيهما مؤسسات سياسية وعسكرية ودينية وأحزاب ومجتمع مدني راسخة وعريقة”.

وأكمل حديثه عن ثورتي مصري وتونس بقوله “المؤسسات في تونس ومصر أنقذت البلدين من مصير مؤلم كان يمكن أن تتعرضا له كما حدث في ليبيا، لكن ليبيا انهارت على رؤوس شعبها لأنها بلا مؤسسات، ولجأنا لتشكيل لجان شعبية وعسكرية وسياسية”.

وتطرق إلى أزمات ليبيا بقوله “المؤتمر الوطني الذي انتُخب وحكومته البائسة برئاسة علي زيدان فوتت فرصة بناء ليبيا، وحكومة زيدان أسوأ حكومة في تاريخ ليبيا رغم ميزانيتها التي كانت بالمليارات، والمؤتمر الوطني فشل لأنه تحول إلى كتل وتيارات مؤدلجة ولم يكن للوطن وجود به”.

ولفت إلى أنه “عندما رُفعت الرايات السوداء في #بنغازي قال لنا الزهاوي إنه سيقاتلنا لتطبيق شرع الله، وفبراير كان أمامها ثورة مضادة ولا زالت موجودة حتى اليوم، وتصف فبراير بأنها نكبة ومؤامرة لإجهاض حلم الليبيين، والتيار الغالب على فبراير كان التيار الوطني الذي يؤمن بالدولة المدنية، وكان هناك تيار ديني أيضا”.

وذكر أن “بيان انتصار ثورة فبراير صدر في 22 فبراير، وأكد على دولة المؤسسات والفصل بين السلطات والتعددية السياسية، والأمم المتحدة اعترفت بالمجلس الانتقالي وفتحت جبهة اتصال لدعم الثورة سياسيا وماليا وعسكريا”.

وتحدث عن أن “بيان التحرير الذي كتبتُه افتُري عليه واختُزل في كلمة قالها رئيس المجلس ولم تكن تمثل رأي المجلس، وبيان التحرير انحرف عن مساره الوطني بفعل التيارات المؤدلجة التي بدأت تكشر عن أنيابها”.

واستمر في هجومه بقوله “رئيس المجلس تماهى مع التيارات المؤدلجة على خلاف اتجاه المجلس الذي كان يسعى للدولة المدنية، والمجلس الانتقالي قاد المرحلة الانتقالية وسلم السلطة لجهة منتخبة في سابقة عربية”.

وأشار إلى أن “فبراير دورها انتهى بتسليم السلطة، وكان يجب البدء في بناء الدولة منذ ذلك الوقت، وفبراير أُجهضت لأن التيارات المؤدلجة لم تجد من يردعها وتصرفت كأنها هي الثورة، وغادرت المجلس الانتقالي في بداية 2012 قبل تسليم السلطة، واستقلت لأنني تعرضت لحملة هجوم شعواء في بنغازي بين أهلي”.

واختتم تصريحاته قائلا “تصديت لتيار الإخوان الذين كانوا يريدون امتطاء المجلس لتحقيق أجندتهم على حساب المصلحة الوطنية، ولم أتقلد أي مسؤولية في العشرية الماضية التي شهدت من الفظائع ما يندى له الجبين”.
———-
ليبيا برس