“بي بي سي”: اعتقال ليبي متهم بالإتجار في المخدرات مطلوب في تحقيقات تفجير مانشستر أرينا

أفادت شبكة “بي بي سي” البريطانية، بأن الشرطة ألقت القبض على الليبي زهير نصرات، 23 عامًا، خلال التحقيق في تفجير مانشستر أرينا الإرهابي، لارتباطه بمهمة توفير 2 من المواد الكيميائية الـ3 التي استخدمهَا الأخوان سلمان وهاشم العبيدي في صناعة القنبلة المستخدمة في التفجير.

وذكرت “بي بي سي”، في تقرير لها، أن نصرات المتهم بالإتجار بالمواد المخدرة في بريطانيا، نفى علمه بشأن التفجير الذي تسبب في مقتل 22 شخصًا في مايو 2017، وأنكر أي دور له، ما أدى في النهاية إلى عدم توجيه أية تهمة إليه.

وأشار التقرير إلى 3 محاكمات عقدت في وقت سابق، في محكمة التاج في مانشستر، رصدت بالتفصيل أنشطة إجرامية لأعوان الأخوين المسؤولين عن التفجير، حيث أقر 5 رجال بأنهم مذنبون في الإتجار بالمخدرات، بما في ذلك الكوكايين، من يناير 2017 حتى ديسمبر 2020.

وبين أن المدانين الخمسة وجميعهم من جنوب مانشستر هم الأخوان محمد وإبراهيم صادق، وإلياس أبو دابر، وحمزة عزوز، وحمام الحمروني، فيما ظهر الأربعة الأوائل في الأدلة في تحقيق مانشستر أرينا بسبب صلاتهم بالأخوين عبيدي أو غيرهما من المشتبه بهم، كما سيتم النطق بالحكم في موعد يتم تحديده.

وأوضح أن متهمًا آخر هو شمس الدين خليفة، كان الوحيد الذي قدم للمحاكمة، وتمت تبرئته، بعدما ثبت أنه غير مذنب.

ووفقا للتقرير، استمعت المحكمة إلى أن الشرطة صادرت هواتف نصرات وأبو دابر في 17 أبريل 2017، قبل أكثر من شهر من التفجير، من سيارة محطمة على طريق ويلمسلو، روشولمي، وتأكد بعد استجواب نصرات من قبل الشرطة لمدة أسبوعين، أن الهاتف تم استخدامه للبحث عن واحدة من المواد الكيميائية الثلاثة اللازمة لصنع مادة TATP القاتلة.

ونقل عن المدعي العام نيل فريمان، قوله إن الشرطة لم تتمكن من اللحاق بنصرات ورجل آخر، ولكن من الأدلة التي تم جمعها من الواضح أنهم متورطون.

وقال المحلفون إن الهاتف المحمول المنسوب إلى نصرات كان هاتف أحد تجار تسليم المخدرات في الشارع، وفي أعقاب الهجوم تم القبض على نصرات واستجوابه حول سبب استخدام تفاصيله المصرفية في 3 محاولات فاشلة في مارس 2017 لشراء مادة كيميائية أخرى.

وأشار إلى أن نصرات كان قد أرسل رسالة نصية بعنوان منزله إلى هاشم عبيدي وصور بطاقة مصرفية إلى إبراهيم صادق، كما تم استخدام شبكة wifi الخاصة بإيلياس أدوبابر في محاولة شراء مواد كيميائية بالقنابل، وعندما قام هاشم عبيدي بمحاولات أخرى لشراء المادة الكيميائية من أمازون، استخدم شبكة واي فاي في غرفة استأجرها أبو دابر في روشولمي.

ذكر أنه تم استجواب نصرات مرة أخرى من قبل ضباط مكافحة الإرهاب في عام 2019، ولم توجه إليه تهمة وغادر المملكة المتحدة بعد ذلك بوقت قصير.

وأضاف أن إبراهيم صادق أو أبو دابر، لم يقدما أي إفادات الشهود في التحقيق في تفجير الساحة، على الرغم من أن كليهما نفى معرفته بالهجوم عندما اتصل بهما الضباط لأول مرة بعد التفجير.

ونوه بأن أبو دابر واجه محاكمة منفصلة في يوليو من العام الماضي، بعد أن تم القبض عليه في أكتوبر 2019 بعد مطاردة بسيارة عالية السرعة في جنوب مانشستر شملت سيارات الشرطة وطائرة هليكوبتر وكان هو يقود سيارة “ستينغر”.

وأضاف أنه بعد تحطم الطائرة، هرب سيرا على الأقدام ولكن الشرطة اعتقلته، وكان يحمل مسدسًا محشوًا، ومخدرات، وآلافًا من النقود، ومضرب بيسبول في صندوق سيارته البيضاء المسروقة.

وأقر أبو دابر بأنه مذنب لحيازته أشياء غير قانونية لكنه نفى امتلاكها بقصد تعريض الحياة للخطر، وبرأته هيئة المحلفين من هذه التهمة الأكثر خطورة.

وبحسب التقرير، قال أبو دابر للمحلفين “لم يكن لدي أي نية لاستخدام السلاح الناري على الإطلاق”، مضيفًا أنه حصل على البندقية من قبل تاجر بارز لم يذكر اسمه، موضحا: “كنت خائفًا جدًا من أن أقول له لا، لذا كان علي أن آخذها”.

ولفت إلى أن محاكمة المخدرات الأخيرة هي الثانية التي تظهر من تحقيق تفجير مانشستر، والتي تظهر السياق الإجرامي الذي تحرك فيه الأخوان عابدي، موضحا أن تجربتي العقاقير تندرجان تحت نفس الاسم الرمزي التشغيلي، والذي كان فرعًا من تحقيق الإرهاب.

وألمح إلى أن الأخوين عبيدي، كانا قد خزّنا المتفجرات في سيارة نيسان ميكرا تم شراؤها خصيصًا لتخزين المواد المميتة، والتي أوقفوها خارج شقة مرتبطة بصديق يدعى إلياس المهدي أثناء وجود الأخوين في ليبيا.

وبين أنه لدى وصوله إلى المملكة المتحدة في 18 مايو 2017، قبل أيام من الهجوم، ذهب سلمان عبيدي مباشرة إلى ميكرا في موقف السيارات في غرفة استأجرها في روشولمي، وعندما داهم الضباط العقار بعد أسبوع من التفجير، وجدوا أن سيارة منفصلة قريبة من ميكرا قد استخدمها المهدي وآخرين لتخزين المخدرات.

ولفت التقرير إلى أن “بي بي سي” كشفت في وقت سابق أن المهدي فر إلى ليبيا رغم بقائه مشتبها به في ساحة التحقيق، وأدين وحكم عليه غيابيا لدوره في مؤامرة لتوريد الكوكايين ومخدرات أخرى.

وقال إن محمد صادق، المدان في قضية المخدرات الثانية، كان قد تم اعتقاله بالفعل مع المهدي قبل خمسة أيام من هجوم مانشستر أثناء زيارتهم للإرهابي المدان عبد الرؤوف عبد الله في سجن ميرسيسايد، حيث كانوا يحاولون تمرير حقيبة تحتوي على أقراص للسجين.

وذكر أن المهدي وشقيقه صادق كانوا قد رافقوا في وقت سابق سلمان عبيدي في زيارة سجن لعبد الله، الذي أصبح هو نفسه مشتبهاً به في تحقيق التفجير بسبب صلاته بالعبيدي.

——–
ليبيا برس