قزيط: أنصار النظام السابق لهم تواجد كبير في الشارع وكل الأطراف بما فيها مجلس الدولة حرصت على طلب رضاهم

أكد عضو مجلس الدولة الاستشاري بالقاسم قزيط، أن ليبيا غير جاهزة لانتخابات رئاسية لا اليوم ولا بعد سنة ولا سنتين، مشيرًا إلى أن الليبيين غير جاهزين نفسيًا لاختيار رئيس لأن هناك رئيس مستبد منفرد بالقرار حكمهم لمدة 40 سنة

وأوضح، في مقابلة خاصة عبر فضائية “218”، أن أنصار النظام السابق لهم تواجد كبير في الشارع ولهم مناطق نفوذ شعبي وولاءات مهمة، أن كل الأطراف بما فيها مجلس الدولة حرصت على طلب رضا أنصار النظام السابق رغم عدم وجود جسم لهم.

ورأى أن الليبيين لا تعنيهم الديمقراطية أو الديكتاتورية، ولكن يعنيهم الحياة اليومية، مؤكدًا أن النخب السياسية والمجموعات المسلحة لا تريد الخروج من المشهد.

وأشار إلى أن الدول الكبرى التي دعمت الديكتاتوريات في عدة مناطق بالعالم تريد رئيسا في ليبيا سواء كان ديمقراطيا أو مستبدا، لافتًا إلى أن زيارة المرشحين الرئاسيين إلى بنغازي تمت بغرض عقد صفقة، وأن اللقاء أضعف حظوظهم شعبيًا لكنه زادها على مستوى الصفقة.

وقال إن المترشح الرئاسي أحمد معيتيق ظل في الرئاسي 5 سنوات ولم يلتق حفتر، وأن الزيارة الأخيرة تعني إدراكه أن الانتخابات ستؤجل وأن هناك اتجاه لصفقة تتطلب قبوله لدى خصومه.

وأفاد بأن الانتخابات الرئاسية ستورط ليبيا وستقطع شعرة معاوية بين الليبيين وقد تؤدي إلى التقسيم، قائلاً: “الأطراف الموجودة لن تقبل بفوز أحدها بالسلطة دون الآخرين”، مؤكدًا أن الأفضل لليبيا إجراء انتخابات برلمانية تخرج منها سلطة على غرار النظام البريطاني.

ورأى أن الصفقة المدفوعة بأغراض شخصية قد تكون مفيدة لليبيا والليبيين لأنها تُنتج حالة من الاستقرار رغم أنها ضد الديمقراطية، قائلاً: “البرلمان لغّم القوانين وفخخها بهدف إعاقة الانتخابات”.

وأضاف: “إصرار المجتمع الدولي على الانتخابات يعكس دفاع الدول الكبرى عن مصالحها وليس حرصها على الديمقراطية في ليبيا، فالمجتمع الدولي كان يمكنه حل الأزمة في ليبيا منذ 2015 ولكن الدول اتجهت لدعم أطراف على حساب أطراف أخرى مما زاد الصراع والانقسام”.

وأردف: “قول البعض إنه لولا تدخل المجتمع الدولي لما أوقف إطلاق النار ولما تشكلت حكومة الوحدة المؤقتة، مردود عليه بأنه أيضا لولا المجتمع الدولي لما قُصفت طرابلس”.

وواصل: “لا يوجد حل سحري لأزمة ليبيا، وعلى الليبيين أن يضعوا حلولا واقعية من خلال اقتسام السلطة والثروة بمعرفة كبار العائلات والقبائل، وسقف أحلام الليبيين يجب أن يكون عدم إغلاق النفط وعدم جر البلاد إلى حروب جديدة، وضمان حد معقول من الاستقرار وتهيئة ظروف معيشة مناسبة للمواطنين”.

واعتبر أن الحكومة انتهت مدتها وأنه لا بأس من تشكيل حكومة جديدة بالتوافق بين مجلسي النواب والدولة، قائلاً: “حكومة الدبيبة جاءت بتوافق وليس بانتخابات ومن ثم يجب أن تسلم السلطة إذا تم التوافق على ذلك، والدبيبة بالذات ليس له حق اشتراط تسليم السلطة لسلطة منتخبة لأنه لم يأت بانتخابات، خاصة أن حكومته فشلت في مهمة إنجاز الانتخابات”.

وأفاد بأن المضي قدمًا نحو الاستقرار يتطلب توافقا واسعا، وأن البرلمان مطالب بالتوافق مع مجلس الدولة وعدم الاستهانة به حتى إذا لم يكن له صلاحيات قوية.

وكشف أن رئيس مفوضية الانتخابات عماد السايح لم يتمكن من إعلان أسماء المترشحين للرئاسة لوجود 3 شخصيات وصفت بالجدلية هم؛ سيف الإسلام وحفتر والدبيبة، متسائلاً: “كيف يجرؤ على إعلان فائز واحد في الانتخابات؟”.

واستبعد قزيط إجراء الانتخابات قبل 6 أشهر، متوقعًا عقد صفقة مع الدبيبة ستكون باهظة الثمن لأنها تعبث بالشركاء السياسيين، قائلاً: “من الوارد أن يقوم البرلمان والقوى الوطنية ومجلس الدولة بعقد صفقة لتشكيل حكومة جديدة والكذب على الليبيين بإعلان منحها مدة قصيرة ثم يمدد لها”.

———
ليبيا برس