عقيل: الدبيبة يسعى لاستغلال مصر لكسر الجليد مع حفتر

أكد الباحث السياسي ورئيس حزب الائتلاف الجمهوري الليبي، ‏عز ‏الدين عقيل، أن رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، عبد الحميد ‏الدبيبة، يسعى لاستغلال الدور المصري لكسر الجليد الحادث بينه ‏وبين خليفة حفتر.‏

وأوضح عقيل في تصريحات عبر موقع “المجلة” أن مصر غيّرت ‏تموضعها بصورة كبيرة بين طرفي الصراع في ليبيا، لكنها ما تزال ‏تظهر اهتماما كبيرا من خلال دعم وتأييد قوات عملية الكرامة في ‏المنطقة الشرقية‎.‎

ولفت إلى أن مصر تنظر إلى قوات حفتر، على أنها مؤسسة فنية ‏مختصة بتحقيق الأمن القومي الليبي وشريك أساسي بتحقيق الأمن ‏القومي الإقليمي، موضحا أنها ما تزال تحتاج لرعاية من جانب مصر ‏حتى لا تتعرض لمواجهة جديدة مع المتربصين وكذلك الإرهاب‎.‎

وأضاف بقوله إن “مصر ترى أن فرصة النظام السياسي الذي ‏صنعته المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني ويليامز يمكنها أن تثمر ‏سلاما في ليبيا شرط تعاون كافة الأطراف الأجنبية المتدخلة في ‏الشأن الليبي وعلى رأسها مصر نفسها”.‏

وأشار إلى أن مصر قامت بالانفتاح على الطرف المسيطر على غرب ‏البلاد، منوها إلى أن صر اتخذت عدة خطوات مهمة في هذا ‏الخصوص لبناء الثقة وتبادل الزيارات مع الطرف المسيطر على ‏الغرب، والتي كان أهمها إعادة فتح السفارة المصرية بطرابلس، كما ‏بدأت بالسعي لتوثيق تعاونها مع رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد ‏الدبيبة.‏

وذكر أن الأجهزة المصرية المختصة تعرف جيدا أن الدبيبة، ليس ‏من الإخوان المسلمين، وأن كل علاقاته بهم هي مجرد علاقات ‏انتهازية أثمرت فعلا بإيصاله إلى الحكم.‏

واستمر بقوله “تطور العلاقات بين مصر والدبيبة يمكنها أن تفيد ‏كلا الطرفين بإعادة صياغة علاقاته مع تركيا ضمن ظروف أفضل ‏وعلاقات أكثر توازنا”، لافتا إلى أن مصر بحاجه لإعادة توازن ‏خطوطها الحمراء في ليبيا‎.‎

واستدرك بقوله “مصر تحتاج إلى خطوط بيضاء تساعد بواسطتها ‏طرفي الصراع على تجاوز خلافاتهما، ومساعدتهما على الوصول إلى ‏بناء الثقة بينهما وتحقيق اتفاق سلام حقيقي يهتم بالأزمة الأمنية، ‏التي تشكل جوهر التحدي الذي يواجهه السلام في ليبيا ببلوغ ‏مشروع حقيقي وفاعل وعملي لنزع السلاح وتفكيك الميليشيات ‏وإعادة هيكلة وتنظيم مؤسستي الجيش والشرطة”‏‎.‎

وذكر أن الدبيبة يدرك جيدا أن قوات حفتر لاعب رئيسي بالصراع، ‏يستحيل تجاوز دوره ومشاركته في صناعة سلام حقيقي في ليبيا.‏

واستبعد تعامل الدبيبة مع مصر على أساس منعها من الانفتاح على ‏الطرفين، أو إظهاره لأي غضب أو عداء تجاه مصر بسبب انتهاجها ‏لنهج الانفتاح على جميع أطراف الصراع، أو على دعم مصر للجيش ‏الليبي باعتباره مقوما من مقومات صناعة الأمن الإقليمي الذي ‏تحتاجه كل دول المنطقة.‏

وأسهب بقوله “أعتقد أن الدبيبة لابد وأنه يتطلع الآن لدور مصري ‏حقيقي وفاعل يستهدف تذويب الجليد بينه وبين حفتر، بل ‏ومساهمة مصر بتقديم ورقة متوازنة يمكنها مساعدة الرجلين على ‏المضي قدما بإعادة هيكلة وتنظيم المؤسسة العسكرية ضمن جملة ‏من الضمانات العملية التي تساعد كلا منهما على تجاوز مخاوفه من ‏الآخر وتركها خلف ظهره‎”.‎

وشدد عقيل، على أن مصر لم تعد بحاجة لخطوط حمراء بوجه ‏تركيا، مضيفا أن “المواظبة على تحسين العلاقات المصرية التركية ‏هي حاجة جوهرية لتحقيق الأمن والاستقرار الذي يجب أن يعمل ‏عليه البلدان لأنه في صالحهما وفي صالح المنطقة برمتها‎”.‎

وتحدث عن أن العلاقات بين البلدين تشهد تحسنا وتطورا إيجابيا ‏يوما بعد آخر، مشيرا إلى أن الدبيبة يمكن أن يساعد البلدين على ‏مساعدة تجاوز الكثير من خلافاتهما بشأن مصالحهما في ليبيا‎.‎

وختم بالقول إن “الخطوط الحمراء تعني استمرار التعويل على ‏سياسة التوتر والاستقطاب والحرب بين الليبيين، كما أنها تمثل ‏أيضا شكلا من أشكال إجرام التدخل الخارجي السلبي في شؤون ليبيا ‏بنية إيذاء مصالح الليبيين بوطنهم”، محذرا من أن استمرارها ‏سيؤدي إلى زيادة العنف والفوضى بليبيا‎.‎

‏—– ‏
ليبيا برس