العربي الجديد: تعاون بين حفتر والأسد لتهريب المخدرات من سوريا إلى ليبيا عبر شبكة الطير بقيادة الدج

كشفت صحيفة “العربي الجديد” في نسختها الإنجليزية، عن شبكة تهريب مخدرات تتم بين الموانئ السورية والليبية يقودها مجرم مدان يحمل جنسية مزدوجة ويعمل في شرق ليبيا بدعم من حلفاء خليفة حفتر، وفقًا للصحيفة.

وأكدت الصحيفة، في تقرير لها، أن السلطات الليبية صادرت 71.95 طنًا من الحشيش بقيمة تقدر بـ 1.79 مليار دينار (238 مليون دولار)، وفقاً لبيانات مصلحة الجمارك الليبية بشأن مصادرة شحنات الموانئ، مشيرة إلى أنه يتم شحن المخدرات إلى أربعة موانئ ليبية من ميناء اللاذقية الخاضع لسيطرة النظام السوري.

ولفتت إلى أنه يتم تهريب المخدرات على متن سفن الشحن إلى موانئ بنغازي وطبرق والخمس وزوارة في ليبيا من ميناء اللاذقية، ويقدر الحشيش الذي تمت مصادرته بـ 30٪ من إجمالي التهريب بحسب محمد الفيتوري الذي يعمل بوزارة الداخلية بحكومة الوحدة المؤقتة.

وأشار التقرير، إلى أن تهريب المخدرات إلى ليبيا يتم بشكل أساسي عبر شبكات عابرة للدول، وتتبعت “العربي الجديد” إحداها وتعمل انطلاقا من سوريا عبر مدانٍ في قضية مخدرات يحمل الجنسيتين السورية والليبية، حيث استفادت الشبكة من الفوضى الأمنية والانقسام لتهريب المخدرات من ميناء اللاذقية وحتى مينائي طبرق وبنغازي، الخاضعين لحفتر، والخمس وزوارة، غربا الخاضعين لحكومة الدبيبة.

وتطرق التقرير، أن الوثائق من قضية منذ عام 2019 في بنغازي كشفت أن أربعة سوريين وثلاثة ليبيين متهمون بتهريب المخدرات من سوريا إلى ليبيا، وحُكم على اثنين من السوريين هما محمد محمود سعد وهاشم عادل عجان بالإعدام رميا بالرصاص، فيما حكم بالإعدام غيابيا على محمود عبد الله الدج، ومحمد هاني عابدين، بينما تمت تبرئة الليبيين لعدم توفر دليل.

وحصلت الصحيفة، على صورة من جواز سفر محمود الدج، المدان الرئيسي في القضية والذي يمتلك شركة الطير وعمل مديرا لها، والتي تورطت في عملية التهريب بعد ضبط عدة حاويات تابعة للشركة تحمل مخدرات، معظمها من الحشيش والكبتاغون “نوع من الأمفيتامين”.

وأفاد التقرير، أنه تم ضبط المخدرات على متن سفينة الشحن “Noka” في المياه اليونانية في 5 ديسمبر 2018، وهي في طريقها إلى بنغازي، وذلك أدى بدوره إلى اكتشاف العملية، وكانت شركة الطير إحدى الجهات التي تشحن عليها، لذلك أبلغت السلطات اليونانية نظيرتها الليبية التي داهمت مقر شركة الطير في منطقة بوعطني ببنغازي، وألقت القبض على المتورطين.

وأوضحت الصحيفة، أن ليبيا تصنف أنها محطة عبور وتخزين رئيسية إقليميا للمخدرات القادمة من سوريا والمغرب ولبنان، ويتم استهلاك بعضها محليا، ثم يعاد تهريب كميات كبيرة منها إلى مصر وجنوب إيطاليا ودول البلقان، ودول الساحل، وفقا لما جاء في تقرير “الرمال المتحركة – تغير ديناميكية الاتجار بالمخدرات في الساحل الليبي وحدود الصحراء” الصادر عام 2019، والذي أعده الباحث مارك ميكاليف، من منظمة المبادرة العالمية ضد الجريمة المنظمة.

وواصل التقرير، أن الفيتوري يؤكد أن بنغازي وطبرق والخمس وزوارة هي الموانئ الرئيسية التي تدخل إليها المخدرات وتخرج منها إلى ليبيا بسبب عدم سيطرة الدولة عليها، مشيرا إلى أن النظام السوري يستغل هذا الفراغ لتمويل أنشطته من خلال تهريب المخدرات السورية عبر المنطقة، وفقًا إلى ما أبرزه وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق المنتهية ولايتها فتحي باشاغا في تغريدات نشرت في مايو 2020، متهمًا هيئة الاستثمار العسكري التابعة لحفتر بإقامة اقتصاد السوق السوداء بالتعاون مع نظام بشار الأسد باستخدام الطرق البرية والبحرية التي يسيطر عليها.

ويرى الناطق السابق باسم لجنة مكافحة الجريمة، عبد الحكيم البليعزي، أنه مع هذه الأرباح الطائلة من تجارة المخدرات، إضافة إلى الفساد والرشوة المنتشرين بين مسؤولي النظامين، ومع تقلص مصادر الإيرادات الحكومية، يصبح تهريب المخدرات عبر موانئ النظام السوري أمرا منطقيا، وفقًا للتقرير.

واختتمت الصحيفة بقولها: “هناك منفذون تابعون لحفتر سهلوا عمل شركة الطير السورية في ليبيا، وعلى رأسهم فوزية الفرجاني، مستشارة عبد الرزاق الناظوري، ورئيسة مجلس أصحاب الأعمال الليبيين فرع بنغازي، وكان لها دور كبير في تطوير العلاقة بين حفتر والأسد”، وفقًا للتقرير.
———-
ليبيا برس