عون: صنع الله مدعوم من ‏سفارتي أمريكا وبريطانيا ولا يريد الاعتراف بوجود وزير للنفط

أكد وزير النفط والغاز بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، محمد ‏عون، أن المشكلة الواقعة حاليًا أن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، ‏مصطفى صنع الله، لا يريد الاعتراف بوجود وزير للنفط.‏

وأشار في عون في مقابلة مرئية، إلى أنه دور وزارة ‏النفط لا يتعارض مع المؤسسة الوطنية للنفط.‏

ولفت إلى أن “دور الوزارة سيادي ورقابي على قطاع النفط، بحكم ‏القانون وزير النفط تم تنفيذ بإنفاذ القانون قبل أن تنشأ المؤسسة ‏الوطنية للنفط، والصلاحيات واضحة ومحددة للوزارة والمؤسسة، ‏وتبدأ من مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط ورئيسها له ‏صلاحيات محددة والوزير كذلك له صلاحيات يحددها القانون ‏والحكومة لها صلاحيات محددة أيضا من الموافقة على الاتفاقيات ‏وإلغاء اتفاقيات وتحديد الميزانيات وما إلى ذلك من أمور، ولا يوجد ‏أي تعارض أو تضارب”.‏

وأضاف بقوله “ما حدث للأسف أن رئيس المؤسسة الوطنية ‏للنفط، مصطفى صنع الله لا يريد الاعتراف بوجود وزارة، وكذلك ‏فهمه الخاطئ للقوانين والتشريعات النافذة”.‏

واستمر قائلاً: “دور وزير النفط سياسي فني، ‏فهو يشرف فنيًا بالرقابة على الذراع الفني لوزارة النفط وهي ‏المؤسسة الوطنية للنفط والشركات التابعة لها، ودوره السياسي ‏تولي علاقاتها مع الدول وتولي تمثيل الدولة الليبية في المنتديات ‏واللقاءات الدولية وباقي المنظمات الدولية مثل الأوبك ومختلف ‏المنظمات الأخرى”.‏

وتحدث عن أن قطاع النفط في النظام السابق مر بمراحل ‏أصعب من المراحل التي يمر بها بعد أحداث 17 فبراير، مضيفًا: ‏‏”لكننا تجاوزناها جميعا، خاصة خلال المقاطعات الأمريكية ‏ومقاطعة الطيران لليبيا، واستطاع قطاع النفط عبور هذه المشاكل ‏جميعها، باعتبار أنه الدخل الوحيد للدولة الليبية يأتي من قطاع ‏النفط”.‏

وذكر أن على ليبيا أن تبدأ في مجالات أخرى في التعدين مثل ‏الذهب وغيره لتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن الاعتماد على النفط ‏فحسب، لموازنة دخل قطاع النفط وتقليل الاعتماد عليه، خاصة ‏وأن العالم متجه إلى تقليل الانبعاثات وهي التي تأتي بالأساس من ‏قطاع النفط، وعلينا أن نستعد لكل المرحلة.‏

وانتقل للحديث عن مشكلة القطاعات الصناعية المرتبطة بالنفط، ‏بقوله إنه مرتبط جزء منه بالنظام السابق، بسبب المقاطعة ‏الأمنية الدولية له.‏

وأوضح أن العقيد معمر القذافي كان يخطط لبناء مجمع كبير في ‏رأس لانوف، وأنه كان سيُعد من أكبر المجمعات في قطاع صناعات ‏النفط، التي ستجمع بين الصناعات الحربية والمدنية، مستدركًا: “تم ‏عمل فيتو على هذا المشروع ولم يتم إنجازه، والمجمع حاليًا أنجز، ‏ولكن بسبب مشاكل في عملية بدء إنتاج البولي إيثيلين والإيثيلين، ‏ونحن حاليًا في طور البدء في إرجاع المصنع للعمل، كما أن المصافي ‏النفطية تعطلت، ومشروعات عديدة تم تعطيلها”.‏

وقال إن ليبيا تحتاج الآن إلى إنشاء مصافي تسد حاجة الدولة الليبية من ‏المحروقات، واصفا ذلك بأنه سيكون أضعف الإيمان، للاكتفاء الذاتي من ‏المحروقات، لأنه بمثابة أمن قومي ولا يجب الاعتماد على الاستيراد بشكل ‏عام، حتى لو لم يمكن لها ربح كبير مادي.‏

ونوه إلى أن إجراءات تطوير المصافي تأخرت لأنها تحتاج إلى الإرادة في القرار ‏السياسي، وبدون هذه الإجراءات السريعة والخاطفة لا يمكن أن ‏تستطيع أن تتغلب على مشاكلها، مؤكدا أنه “للأسف الشديد إجراءات مصفاة ‏الزاوية كان مخطط لها التحديث منذ عام 1979 ولكن تأخرت ‏لسبب أو لآخر، والرؤية يجب أن تكون واضحة لما هو المخطط ‏الآن، ويجب أن يتم تركيب شبه مصفاة ثانية أخرى بدلاً منها، ‏وسيأخذ وقت تنفيذها ولكننا نسعى إلى تنفيذه لأنه مشروع حيوي ‏وهام”.‏

وتحدث كذلك عما أثير عن وجود النفط الصخري في ليبيا بقوله: “وكالة الطاقة الأمريكية هي من قالت إن ليبيا لديها النفط الصخري، ‏لكن من الصعب تأكيد تلك المعلومات من دون مسح حقيقي ‏وواقعي على الأرض والحفر للتأكد، ولكن من المرجح أن تكون تلك ‏الكميات موجودة، والمفترض أنه عمل تقوم به المؤسسة الوطنية ‏للنفط، ولكن مشكلة النفط الصخري في استخراجه”.‏

وانتقل للحديث عن أزمة تمثيل هند القاسمي الإماراتية ليبيا بمؤتمر اقتصادي، بقوله: “‏الحقيقة هذا تجاوز غير مقبول للدولة الليبية، ولكن يبدو أنها ‏متحصلة على تكليف من أحد الجهات لا زلت أعتقد أنه لا يمكن لأحد في مؤسسة النفط في طرابلس أو بنغازي أن يمنحها ورقة بأن ‏يقول لها إنها تمثل ليبيا، ولكن يجوز أن من قام على هذا المؤتمر ‏ كتب من تلقاء نفسه أنها تمثل المؤسسة وخاطبنا الخارجية ‏والنائب العام لاتخاذ الإجراءات السياسية والقانونية تجاه ما ‏حدث”.‏

وانتقل للحديث عن أسباب طلبه بتغيير مجلس إدارة المؤسسة ‏الوطنية للنفط، بقوله “السبب الرئيسي هو عدم قانونية وجود هذا ‏المجلس، حيث تم تكليف تشكيله بقرار من وزير النفط آنذاك، ‏وهذا قرار باطل بطلان مطلق باعتبار أنه في ديسمبر 2011، تم ‏إصدار قرار تكليف المجلس اختصاص أصيل لمجلس الوزراء ‏مجتمعًا”.‏

وأردف: “في عام 2014 كان هناك وزير بالوكالة أصدر قرارا ‏بتكليف صنع الله رئيسا للمجلس، وهذا قرار باطل بطلان مطلق، ‏كما أن مجموعة من أعضاء مجلس النواب تقدموا بطلبين محالين ‏من مكتب رئيس مجلس النواب يطالبون بتغيير مجلس إدارة ‏المؤسسة الوطنية للنفط باعتبار أنه غير قانوني وغير متعاون مع ‏لجنة الطاقة بالبرلمان، وذكروا تحديدا واقعة بيع حصة لإحدى ‏الشركات لشركة توتال الفرنسية الذي تم بنظام التعاقد المباشر ولم ‏يتعاون معهم رئيس المؤسسة ولم يقدم لهم المعلومات المطلوبة، ‏حتى نحن لم يمنحنا معلومات كافية عن هذا الموضوع، ولكنه ‏يتردد في حالة تقديم معلومات إلينا”.‏

واستدرك بقوله: “تقدمت بمذكرتين إلى مجلس الوزراء وأعلمت ‏رئيس مجلس الوزراء أني أعد مذكرة بتغيير أعضاء مجلس إدارة ‏المؤسسة الوطنية للنفط، ولم استلم رد حتى يوم 14 أغسطس، ‏وعليه تقدمت بمذكرة لتغيير المؤسسة، وأعتقد أن القرار صائب ‏ولا تشوبه شائبة، وأنا عاصرت 8 روؤساء للمؤسسة الوطنية ‏للنفط، ولدينا خبرات عريقة ولن تتأثر المؤسسة على الإطلاق”.‏

وأسهب “أي شخص يدعي لنفسه أنه لا يمكن تغييره، أو أن القطاع ‏سيتأثر هذا كلام غير جائز، لأن المنية يمكن أن تتوفانا في أي ‏لحظة”.‏

وتحدث عن الأسماء التي اختارها للمؤسسة الوطنية للنفط، بقوله ‏إنه اختارها بناء على عدد من السير الذاتية، وكان من المفترض أن ‏تكون رئاسة المؤسسة من المنطقة الشرقية، وتقدمت لهم بأسماء ‏عديدة يختارون من بينها وجميعهم شخصيات من داخل قطاع ‏النفط، ولا يزالوا يعملون في المؤسسة حتى الآن.‏

وأشار إلى أن عدم تقديم مؤسسة النفط المعلومات للجنة الطاقة ‏وحجبها، يجعل الأمر يشوبه شك حول هذا الأمر، لافتًا: “ربما لا ‏يكون هناك فساد، وربما يكون لديه من حكومة الوفاق المنتهية ‏ولايتها من قام بالبيع ولكن حجبه لتلك المعلومات تثير الشك حقيقة، وهو ‏تفريط في ثروة ليبية”.‏

ولفت إلى أنه “عندما توضع في المسؤولية تبدأ تراجع مستويات ‏العمل والخبرات ومن ثم تتحدث إجراءات للتغيير، للرفع من ‏المستوى وزيادة النشاط وضخ دماء جديدة”.‏

وهاجم صنع الله بقوله “ليس سرا أن صنع الله لا يستجيب لنا ولا ‏يعتد كثيرًا بما نطلبه منه، ولا يخفى على أحد أنه مدعوم من سفارتي ‏أمريكا وبريطانيا ومن حقنا طلب تغييره ومجلس إدارته لأن هذا ‏شأن داخلي وعمل سيادي ولا يجب الخضوع لأي ضغوط بشأنه”.‏

———
ليبيا برس