كشف تقرير تركي، أن ظهور سيف الإسلام القذافي في حوار صحفي نادر، أظهر احتمالية قوية، بوجود “قوة ثالثة” في ليبيا، لم يحسب لها أحد طوال السنوات الماضية، مؤكدًا أنه قد يعود إلى الحياة السياسية في ليبيا ويغير دفة التوازن بصورة كبيرة.
وقال موقع “إم 5 دريجي” التركي، إن ظهور سيف الإسلام القذافي، باعتباره ”قوة ثالثة” قد يعيد تنظيم التحالفات في ليبيا، بإبعاد مؤيديه عن خليفة حفتر، وربما أيضا قد يؤدي إلى تعقيد الأزمة السياسية الليبية المتوترة منذ 10 سنوات، ودفع البلاد نحو حرب جديدة وأكثر تدميرًا.
ولفتت إلى أن سيف الإسلام، اتخذ لنفسه على المسرح الليبي، “خيار ثالث” بديل عن خليفة حفتر ومن يدعمه في الشرق، وبين الحكومة المسيطرة في الغرب وجماعاتها المسلحة، ليتخذ لنفسه هدفا لتوحيد ليبيا التي مزقتها الحرب الأهلية والانهيار الاقتصادي.
وأوضح التقرير أن أول ما يلفت الانتباه في مقابلة سيف الإسلام، هي الصورة الملتقطة له، وهو جالس على كرسي بذراعين مذهبين في غرفة شبه مظلمة ولحية بيضاء، ورداء يشبه زي دول الخليج بعمامة سوداء، والتي ترمز بصورة واضحة إلى رسم صورة “أمير” يرغب بها مؤيدوه بصورة كبيرة، كما أنها دليل على أنه لا يزال على قيد الحياة، بعدما سربت مصادر مقربة من حفتر من قبل، أنه توفي في السجن نتيجة إصابته بمرض السل.
وتحدث التقرير عن أن المثير للانتباه أن سيف الإسلام لم يتغير ولم يندم في المقابل، بل على العكس، فهو يؤكد أن عقيدة والده “الكتاب الأخضر” تستحق الاحترام، ويعتقد أن السياسيين الليبيين هم من جلبوا البؤس إلى البلاد وتركوها بلا مال ولا أمن ولا حياة، وأنه حان الوقت للعودة إلى الماضي، ليقدم نفسه على أنه المُنقذ للبلاد، لإحياء الوحدة المفقودة.
وذكر التقرير أنه على الرغم من أن سيف الإسلام لم يعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 24 من ديسمبر، فقد قاتل ممثلوه في ملتقى الحوار السياسي الليبي بالتنسيق مع أنصار حفتر لإلغاء أي شروط مسبقة للترشح الرئاسي، في حين يبدو أن سيف الإسلام مقتنع بقدرته على تجاوز كل العقبات القانونية بشأن ترشحه، فإن أنصاره يخوضون حملات على شبكات التواصل الاجتماعي تحت شعار ”رشحناك”، قائلاً: “من الصعب القول إن 40 عامًا من حكم معمر القذافي وأبنائه قد تم محوها تمامًا”.
وانتقلت قائلة إنه بحسب معطيات نيويورك تايمز، بناءً على استطلاع للرأي العام، فإن 57% من منطقة غير مسماة في ليبيا “تثق” في سيف الإسلام القذافي، كما أشارت تصريحات الصحيفة الأمريكية عن دبلوماسي أوروبي بأن لسيف الإسلام حليفًا قويًا يعتقد أنه سيفوز في الانتخابات، وهي روسيا، له دلالات كبيرة.
وتحدثت عن أن موسكو لا تخفي دعمها لسيف الإسلام على أي حال، حيث استقبل الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف، في 15 يناير الماضي، ممثلين عن سيف الإسلام.
كما وصف دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لأعضاء منتدى الحوار السياسي، الذين اجتمعوا في سويسرا مطلع الشهر الماضي لمناقشة الأسس الدستورية للانتخابات المزمع إجراؤها في 24 ديسمبر، إلى ”المصالحة”، ومشاركة أنصار النظام السابق، وبالتحديد سيف الإسلام، في عملية الحوار في البلاد، بأن لها دلالات كبيرة أيضا.
وأشار التقرير إلى أن صعود سيف الإسلام سيكون أكبر تهديد لخليفة حفتر، ونقلت عن عبد الباسط تيكا، قائد قوة مكافحة الإرهاب في طرابلس، قوله إن خليفة حفتر سيكون بلا شك أكثر من سيُعاني من عودة سيف الإسلام.
وأشارت إلى أن حفتر شكل تحالفًا مع قيادات الوحدات الأمنية التابعة لنظام القذافي منذ نهاية 2014، وتماشيًا مع توجيهات المسؤولين الأمنيين المصريين، قام بتجنيد مرؤوسيهم في صفوف عناصره المسلحة.
وقال التقرير إن صورة حفتر تضررت كثيرا محليًا ودوليًا بعد هزيمته بالحرب على طرابلس، وأن عودة سيف الإسلام ستُسبب صدعًا في صفوف قواته، خاصة وأنه من بين أنصار النظام السابق من يشغلون مناصب حساسة في صفوف قوات حفتر، ومن أبرز هؤلاء اللواء المبروك سحبان من قبيلة المقارحة، وقائد القوات البرية لعملية الكرامة، واللواء عمر إمراسي، قائد لواء طارق بن زياد من قبيلة المقارحة، والرائد عبد السلام الحاسي قائد القوات الخاصة، وقبل هذه الأسماء كان هناك قائد اللواء 12 محمد بن نائل الذي سيطر على قاعدة براك الشاطئ الجوية في الجنوب عام 2016 والتحق بصفوف حفتر، والذي توفي في ظروف غامضة.
وكشف التقرير أن حفتر الذي سبق ووصف سيف الإسلام بأنه “فقير” حاول مرارا وتكرارًا قتله، ونقل عن إبراهيم المدني، أحد قادة قوات الزنتان، قوله إن قادة حفتر أرادوا منه قتل سيف الإسلام في أكثر من مرة، بسبب مخاوف حفتر من الخطر الذي يمثله طموح سيف الإسلام على مطامع حفتر في السلطة.
ولفت التقرير إن عودة سيف الإسلام إلى الساحة السياسية قد يؤدي إلى تشكيل تحالفات جديدة وغير متجانسة بين أعداء الأمس في إطار سياسة ”عدو عدوي صديقي”.
——–
ليبيا برس