كوبيش: القاعدة الدستورية مسؤولية مجلسي النواب والدولة ‏وسأناقش ملف الانتخابات أمام مجلس الأمن الأسبوع المُقبل

أكد المبعوث الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة ‏للدعم في ليبيا، يان كوبيش، خلال تسليمه تقرير المراجعة المالية ‏للمصرف المركزي بفرعيه، وللمجلس الرئاسي، أنها خطوة مهمة نحو ‏توحيد المصرف المركزي والمنظومة المصرفية في البلاد، كونه شرطًا ‏أساسيًا من شروط التنمية الاقتصادية للبلاد، ولتنمية القطاع ‏الخاص والعام والقطاع المصرفي‎.‎

وأضاف كوبيش في مؤتمر صحفي نقل تفاصيله الموقع الرسمي ‏للبعثة أن توحيد البلاد بشكل تدريجي، يتطلب توحيد المزيد من ‏المؤسسات الوطنية الأساسية بما فيها المصرف المركزي وغيره، ‏من مؤسسات الدولة.‏

وأشار إلى أنه بدون مثل هذا التوحيد لا يمكننا الخوض في الحديث ‏عن وحدة البلاد التي تصبون إليها جميعًا، وعلى الرغم من كون هذا ‏الأمر يبدو فنيًا محضاً، إلا أن توحيد المصرف المركزي خطوة مهمة ‏يفترض أن تفضي إلى تعزيز رفاه الشعب، الأمر الذي يعطي الزخم ‏والتشجيع الإضافي اللازم للعمليات الأخرى، وبالأخص العملية ‏السياسية، والتي بدورها سوف تتوج في نهاية الأمر بتنظيم انتخابات ‏وطنية في 24 ديسمبر 2021‏‎.‎

وحث المبعوث الأممي جميع المؤسسات والسلطات والأطراف ‏الليبية على الاقتداء بهذه الخطوة الهامة، قائلاً: “إذا كان بإمكان المصرف ‏المركزي أن يتوحد، فإن ذلك يشكل مثالاً يمكن أن يحتذي به ‏الآخرون للبدء بالعمل سوية وبالطبع العمل معاً للاستعداد لإجراء ‏الانتخابات في 24 ديسمبر2021”. ‏

واستمر: “بصفتنا بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وبصفتي ‏المبعوث الخاص، فإننا لن ندخر جهدًا في المحاولة والعمل والشد ‏على الأيدي وتيسير الخطوات اللازمة لانعقاد الانتخابات الوطنية ‏في 24 ديسمبر، ولعل هذا أهم ما تركز عليه اجتماعاتي مع مختلف ‏القادة والمؤسسات أثناء زيارتي إلى ليبيا في هذه الفترة، وهو أيضاً ‏أهم ما يركز عليه عملي في الفترة المقبلة، بالإضافة إلى العمل على ‏تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار”.‏

وأشاد كذلك بالعمل الوطني الذي يمتاز بالجودة والحس المهني ‏للجنة العسكرية المشتركة (5+5)، التي تبذل قصارى جهدها ‏لضمان تطبيق تدريجي، ولكن سريع وكامل لاتفاق وقف إطلاق ‏النار، بما في ذلك انسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة والقوات ‏الأجنبية‎.‎

وأشار إلى أن تسليم هذا التقرير يعتبر خطوة جوهرية نحو توحيد ‏مختلف مؤسسات البلاد، ونحو توحيد ليبيا وتحقيق المزيد من ‏الاستقرار والسلام والازدهار لليبيا‎.‎
‎ ‎
وانتقل بحديثه عن ملتقى الحوار السياسي بقوله: “يمكنني القول إن ‏اجتماع الملتقى في سويسرا لم يكن إخفاقًا، لقد كانت جلسة مفيدة ‏للغاية، ناقشت الأفكار والمقترحات المختلفة التي ينبغي أن تسير ‏بالبلاد نحو الانتخابات، وسنواصل العمل مع الملتقى وتيسير ‏اجتماعاته”. ‏

وأتبع قائلاً: “بمجرد أن ينتهي هذا الأسبوع، نود أن نرى استمرار ‏عمل اللجنة التي تم إنشاؤها في جنيف الأسبوع الماضي للمضي ‏قدمًا في توحيد مختلف المقترحات، وخلق بعض الأفكار حول ‏كيفية العمل على قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات”‏‎.‎
‎ ‎
واستدرك: “يجب ألا ننسى أنه من مسؤولية مجلس النواب ‏بالتشاور مع مجلس الدولة الاستشاري، في إعداد التشريعات اللازمة ‏والعمل على إقرار القاعدة الدستورية لإجراء الانتخابات، وكان هذا ‏محور المناقشات التي أجريتها مع رئيسي هاتين المؤسستين في ‏الأيام الماضية”. ‏

وأشاد كوبيش أيضا بالعمل المهم، الذي يجري على قدم وساق، ‏للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات التي تستعد للانتخابات وذلك ‏من خلال عملية تسجيل الناخبين، كما أنها افتتحت مركزًا إعلاميًا ‏وجاري العمل على التحضير للانتخابات، مضيفًا: “لكنهم بحاجة إلى ‏توضيح بشأن القاعدة الدستورية والقانون الانتخابي اللازم، وينبغي ‏أن يأتي ذلك من مجلس النواب بالتشاور مع المجلس الأعلى للدولة ‏والأطراف المعنية الأخرى”.‏
‎ ‎
وكشف كوبيش أنه يعتزم الأسبوع المقبل مناقشة الوضع في ليبيا، ‏بما في ذلك ما يدور في ملف الانتخابات وما يحدث في تنفيذ اتفاق ‏وقف إطلاق النار، في نيويورك مع أعضاء مجلس الأمن، حيث ‏سيُعقد اجتماع وزاري لمجلس الأمن، برئاسة فرنسا، في الخامس ‏عشر من يوليو، وهذه فرصة أخرى لتحشيد دعم المجتمع الدولي ‏لهذه الأهداف بالغة الأهمية التي وضعها الشعب الليبي لنفسه من ‏أجل تنفيذها وتحقيقها‎.‎

‏———
ليبيا برس