الأسود: الحكم ‏المحلي رُفض على مدار سنوات بسبب ضغوط المليشيات ومافيا الفساد على الوزارات

قال عضو مجلس النواب والمدير السابق لحقلي المبروك النفطي ‏والجرف البحري، ميلود الأسود، إنه كان هناك رفض للحكم ‏المحلي، بسبب ضغوط المليشيات ومافيا الفساد على الوزارات، ‏بسبب رغبتها في الاستحواذ على المشاريع.‏

وأوضح الأسود في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل ‏الاجتماعي “فيس بوك” أن هذا الرفض للحكم المحلي، جعل هناك ‏تمييز واضح في المعاملة بين المدن والبلديات المهيمنة باسم فبراير ‏وأخرى المُهمشة.‏

ولفت إلى أن الصريرة التي تحدث عنها رئيس حكومة الوحدة ‏المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، هي جوهر الحل لإنهاء المركزية، وهي ‏بالضبط ما يمثله مفهوم الحكم المحلي، الذي ارتضته ليبيا خيارًا ‏للتنمية وإفساح المجال أمام المحليات لتدير شؤونها، وتسهم في ‏إحداث تنمية محلية حقيقية كجزء من تنمية شاملة لكل البلاد.‏

وأشار إلى أن “هذه الصريرة هي ما سبق أن طالبنا به في كتلة الوسط ‏بأن تكون 70% للبلديات و30% للوزارات تخصصها، لتنفيذ ‏المشاريع المركزية ذات الطابع الاستراتيجي، ثم قدمنا مقترح ‏لمجلس النواب لتكون على الأقل 60% كمرحلة أولى”.‏

وتحدث عن أن ما خصصته الحكومة للبلديات في ميزانيتها الحالية ‏هو فقط 2% من ميزانية الباب الثالث، متسائلاً: “أي حكم محلي ‏يمكن تنفيذه بمثل هذه النسبة”.‏

وأكد أنه نبه الدبيبة حين اجتمع به لمناقشة الميزانية، مستدركًا بأن تنبيهه لم ‏يؤخذ في الاعتبار، قائلاً: “يبدو أن نقل الاختصاصات سيكون انتزاع ‏للاختصاصات وليس نقلاً لها”، لافتًا إلى أن التحجج بأن البلديات ‏غير مهيأة ولا تملك المقدرة على إدارة مثل هذه الأموال ولا تملك ‏الكفاءات، يفرض علينا السؤال عن: “متى ستكون مهيأة؟، وماذا ‏فعلت الحكومة لإعداد المحليات لإدارة تنميتها؟”.‏

وتحدث عن أنه مرت عشرة سنوات منذ إقرار قانون 59، ولاشي ‏تغير، والسبب ببساطة هو رفض الوزارات نقل الاختصاصات ‏الحقيقية والمشاريع للبلديات، والرغبة كالعادة في مركزية الإدارة ‏بدل أن تكون الوزارات إشرافية وصانعة للسياسات.‏

وذكر أن هذا الرفض جعل من عمداء البلديات مدراء محليين، ‏وليسوا حكام محليين، والفرق شاسع في المعنى، وجعل معيار نجاح ‏المجالس البلدية ليس في نجاح في خططها وكفاءتها، وبل في ‏مقدرتها على التواصل مع الوزارات، وعلاقاتها بها.‏

وأتم: “الحكم المحلي خيار لإدارة الدولة الليبية، نؤكد على ‏ضرورة تنفيذه كما هو، ولنترك للمواطنين محاسبة بلدياتهم، ‏وسترون المحاسبة الحقيقة، فواقع الفساد عبر المركزية لن يكون ‏سهلاً اجتثاثه”.‏

‏——–
ليبيا برس