تقرير مالطي: اجتماعات ملتقى الحوار السياسي “خارجة عن السيطرة” وتشوبها مزاعم الرشوة

صفت صحيفة “times of malta” الصادرة بالإنجليزية، ليبيا بالدولة الفاشلة، مؤكدة أنها تشكل مخاطر أمنية خطيرة على مالطا وإيطاليا واليونان وبقية دول الاتحاد الأوروبي.

وأضافت الصحيفة، في تقرير ترصد فيه “المخاطر الليبية على الاتحاد الأوروبي”، أنه على الرغم من المناقشات المتكررة على المستوى الأوروبي، لا يبدو أن هناك شيئا يتغير، ويبدو الحل السلمي للنزاعات في ليبيا بعيد المنال، مشيرًا إلى أن ليبيا لا تزال العقدة الأوروبية للاتحاد الأوروبي، وهي مشكلة معقدة وغير قابلة للحل.

وأوضح التقرير، أن الأخبار التي تفيد باستئناف رحلات طيران مالطا إلى ليبيا للمرة الأولى منذ سبع سنوات قد تبدو بمثابة دوامة أمل لجيران مالطا المنكوبين، مردفاً بأن رئيس مجلس إدارة شركة طيران مالطا، ديفيد كورمي، بدا متفائلاً سياسياً ولكنه ربما يكون ساذجًا تجاريًا عندما قال إن “خدمات الطيران بين البلدين ستزيد من التعاون في العديد من الجوانب بما في ذلك الاقتصادية والاجتماعية والثقافية”.

وأكد التقرير، أن الواقع على الأرض أكثر كآبة، فمالطا مثل إيطاليا واليونان تتأثر بشكل غير متناسب بملتمسي اللجوء القادمين من شمال إفريقيا، لافتاً أن الترتيبات الحالية لإعادة توزيع المهاجرين في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي أثبتت أنها غير فعالة، ولا توجد رغبة بين العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى اتفاق عادل بشأن إعادة توزيع المهاجرين.

وذكر التقرير أن صحيفة “فاينانشيال تايمز” الأوروبية أكدت أن الاتصالات النهائية في الاجتماع الأخير للمجلس الأوروبي أشارت إلى تعزيز الحدود الخارجية.

وبين التقرير، أن إيطاليا تظل الدولة الوحيدة التي تتمتع بنفوذ سياسي كافٍ لمحاولة حل “العقدة الليبية”، ويجب أن تكون الأولويات التركيز على الاستقرار السياسي في ليبيا، والذي من شأنه أن يقلل من تدفق المهاجرين إلى الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي، ثم العمل نحو اتفاقية جديدة على مستوى الاتحاد الأوروبي لإعادة التوزيع العادل لطالبي اللجوء الذين يصلون.

ولفت إلى أنه لم يتم تحقيق أي من هذه الأهداف في أي مكان، كما لفت إلى وصف وسائل الإعلام الدولية اجتماعات منتدى الحوار السياسي التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، والتي تهدف إلى تحديد خارطة طريق سياسية من شأنها أن تؤدي إلى انتخابات ديمقراطية في ديسمبر، بأنها “خارجة عن السيطرة، مع تبادلات مريرة وسوء المزاج شابها مزاعم الرشوة “.

وتابع التقرير: “إن عجز مالطا عن إحداث أي تغيير ذو مغزى في الملحمة الليبية ظهر بوضوح في حادث وقع مؤخرًا، حيث سجل عمال الإنقاذ من المنظمة غير الحكومية الألمانية “Sea-Watch” زوارق دورية لخفر السواحل الليبي في منطقة البحث والإنقاذ في مالطا وهي تحاول الاصطدام بقارب خشبي صغير وإطلاق النار في محاولة لإجبار الأشخاص على العودة إلى ليبيا، وبحسب المنظمة الألمانية غير الحكومية ، قالت السلطات المالطية إنها تحقق”.

واستطرد: “أن عجز الاتحاد الأوروبي وعدم استعداده لإيجاد حل أكثر فاعلية لمشكلة ليبيا هو أمر محبط، حتى وإن لم يكن مفاجئًا، حيث أن المصالح الوطنية تسود على مصالح الاتحاد”.

وأشار التقرير إلى أن اتفاقيات “نمط تركيا” التي يمنح بموجبها الاتحاد الأوروبي أموالًا لبلد ما للسيطرة على تدفقات الهجرة، أثبتت أنها غير فعالة، وقد يبدو إعادة المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى ليبيا حلاً مؤقتًا لكنه يخفي المشكلة الحقيقية عن الأنظار، بسبب الانتهاكات الإنسانية التي تحدث، سواء في البر أو البحر، وتخجل التزام الاتحاد الأوروبي بقيمة احترام جميع أرواح البشر.

وأكد التقرير أن مالطا لديها قيود تفاوضية صارمة بشأن مقدار ما يمكنها فعله لحل النزاع الليبي، لافتاً أن الحكومة الليبية بحاجة إلى دعم الحكومة الإيطالية بشكل كامل لضمان عدم حصر مشكلة الهجرة باستمرار تحت السجادة المجازية للمفوضية الأوروبية.

واختتم بالإشارة إلى أن المشاعر المعادية للاتحاد الأوروبي في إيطاليا ومالطا والدول الأعضاء الأخرى ستستمر في النمو ما لم يتوصل الاتحاد الأوروبي إلى حلول فعالة وإنسانية لتدفق المهاجرين نحو حدوده، لا سيما حول البحر الأبيض المتوسط.

———–

ليبيا برس