صوان: حكومة الدبيبة نسخة من حكومة السراج واتفاق الصخيرات هو ما أنقذنا
هاجم رئيس حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، محمد صوان، حكومة الوحدة المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ووصفها بأنها باتت نسخة من حكومة الوفاق المنتهية ولايتها برئاسة فايز السراج.
وأوضح صوان في كلمته بحفل افتتاح المؤتمر الاستثنائي للحزب، أن أداء المؤتمر الوطني العام من 2012م إلى 2014م إذا ما قيس بما هو موجود الآن فهو كان مثالي على الرغم من أنه كان غير مرضي في حينه.
وأكد أنه انعقد المؤتمر الوطني العام واختير رئيسه ونوابه بطريقة شفافة، وتقدمت الكثير من الكفاءات لرئاسة الحكومة وجرت عمليات الاختيار بطريقة شفافة، وتمكن من إنجاز أول حكومة وهي حكومة زيدان.
ولفت إلى أنه على الرغم من كل الخروقات والصعوبات، إلا أن ليبيا ظلت موحدة وكذلك المؤسسات والمسار كان صاعدًا، وكان من المرجح والمحتمل أننا ننجح في تجاوز كل المراحل، لكن الحقيقة أنه حدث انكسار في مسار الثورة في 2014م.
وتحدث بأنه لا يريد أن يدخل في وجهات النظر والاختلافات، لكن حدث هذا الانكسار وليس في ليبيا فحسب، بل في 2013م في الربيع العربي في عمومه، وهذا الانكسار ألقى بظلاله على ليبيا.
وتطرق إلى أن تلك الأحداث بقوله إنه كان هناك “تململ” من وجود المؤتمر الوطني العام وحراك “لا لتمديد” الذي شهدته العاصمة، ووصفه بأنه كان حراك سلمي وفيه الكثير من النخب والشباب الصادق الذي كانت مطالبه سلمية وإصلاحية، وربما تم استغلال هذا الحراك من أطراف أخرى.
وأشار إلى أن حزب العدالة والبناء في هذه المحطة عندما أصبح هناك زخم في الشارع يطالب برحيل المؤتمر الوطني العام وتم اتهام حزب العدالة والبناء بأنه المسيطر على المؤتمر الوطني، أعلن بيان واضح، داعيا إلى انتخابات مبكرة وفعلاً استجابت هي والأعضاء وتمت الدعوة إلى انتخابات مبكرة، وللأسف كان هناك ردود فعل سلبية وأن هذه الانتخابات أجريت على أساس فردي، وكان هناك ردة فعل تجاه الأحزاب للأسف نتائجها السلبية موجودة إلى الآن.
وأشار إلى أن هذه المرحلة تزامن مع محطات أخرى خطيرة جداً حيث تزامن معها الإعلان عبر قناة العربية بتجميد الإعلان الدستوري، وسبق ذلك إرهاصات بالاعتداء المسلح على المؤتمر الوطني بل وصل الأمر إلى الاعتداء على الأعضاء.
وأضاف: “ما يهمني في ذلك هو أننا على الرغم من أنه طلب منا ألا ندخل انتخابات البرلمان، فنحن في سبيل الوصول إلى توافق وطني رأينا أن مادام وجود الأحزاب مشُكلة ليست لدينا مشكلة، المؤتمر الوطني العام نحن ربما كنا فيه كتلة موجودة نتنازل عن المؤتمر العام”.
واستمر: “هناك تنازل لمصلحة المسار السياسي، أذكر أن الانتخابات البرلمانية تم إجراؤها وطُلب وقف القصف على بنغازي حتى تتمكن الناس من الإدلاء بصوتها لأن عملية الكرامة كانت قد انطلقت قبل هذا التاريخ في المنطقة الشرقية وتم إجراء الانتخابات”.
واستدرك: “للأسف المفصل الأساسي الذي لا يخضع لتحليل ولا وجهات نظر، أن الانتخابات أجريت وتم عقد أول جلسة للبرلمان بطريقة كان فيها اختلاف مع الإعلان الدستوري وأحدثت جدل ترتب عليه مقاطعة عدد لا بأس به قد يصل إلى 40 أو 60 نائب من مختلف المدن وقاطعوا البرلمان الجديد”.
ووصف تلك المرحلة، بأنها كانت مفصلية في انفصال مؤسسات الدولة، حيث استمر البرلمان في طبرق، واستمر انشطار الأجسام السياسية للدولة البنك المركزي والمحكمة والرقابة الإدارية وديوان المحاسبة وهكذا وبدأ الأمر بالحكومة حيث كانت هناك حكومة في البيضاء وحكومة في طرابلس.
ولفت إلى أن الصراع استمر وتعزز بشكل سلبي بصراع مسلح فيما يعرف بعملية فجر ليبيا، على حد قوله، مضيفاً: “بعد ذلك انطلق الحوار من غدامس ولقاء النواب المقاطعين مع أعضاء مجلس النواب وكانت خطوة إيجابية”.
وواصل: “هنا أريد أن أشير إلى موقف حزب العدالة والبناء في هذه المحطة حيث أصدر بيان وأعلن فيه أنه يرفض استمرار عملية فجر ليبيا خارج طرابلس وأنه يجب أن يتم وقف القتال وأن يستمر الحوار وارتفعت أصوات كثيرة وتعرض الحزب إلى نقد من التيار الرافض لرأي الحزب وحتى من التيار الموجود داخل الحزب أو القريب منه”.
وزعم أن حزب العدالة والبناء انحاز في تلك الفترة للمسار السلمي ولإيقاف الحرب، مضيفا أن هذا ما أوصلنا إلى مسار الصخيرات وفي هذه المرحلة كان لحزب العدالة والبناء دور في تدشين اتفاق الصخيرات بسلبياته وإيجابياته، من يرى أن اتفاق الصخيرات مشكلة فهو يحمل حزب العدالة والبناء هذه المشكلة”.
وأفاد بأن هناك من يرون أن اتفاق الصخيرات أنقذ العملية السياسية وهذا ما يعتقده الحزب حتى الآن، زاعماً أنه تم توحيد السلطة أمام العالم على الأقل وأصبح هناك حكومة شرعية وهي الوفاق المنتهية ولايتها برئاسة فايز السراج.
وأشار إلى أنه تمكنا في ظل هذه الحكومة من عودة مؤسسات الدولة السيادية الموجودة تاريخيًا في العاصمة وتمكنا من محاصرة الإرهاب في سرت وكانت أكبر ملحمة للقضاء على الإرهاب في ظل حكومة السراج وهذا يحسب له وهذا الموقف لابد أن نتذكر فيه كل من ضحى ونترحم على الشهداء الذين ضحوا في سبيل دحر هذا الوباء الخبيث الذي هو تنظيم داعش الإرهابي الذي كان يتخذ من سرت قاعدة له.
وتحدث عن أنه للأسف الشديد لم يحقق اتفاق الصخيرات ما كنا نصبوا إليه وظلت ليبيا منقسمة على الرغم من أنه تحقق بعض الأشياء ولكن لم تكتمل فرحتنا باتفاق الصخيرات لأن البرلمان رفض أن يتعامل مع الحكومة واستمرت حكومة الصخيرات 3 أو 4 سنوات والبلاد منقسمة.
واستمر في حديثه: “كان حزب العدالة والبناء يحسب على أنه هو الطرف الذي أحضر حكومة الصخيرات وهو مشارك فيها، نعم مشارك في حكومة الصخيرات بعضو في المجلس الرئاسي وله مشاركات في هذه الحكومة”.
وأكد أنه عندما عُرض لماذا لا نذهب إلى حوار آخر نسميه الصخيرات-2 الذي هو جنيف حتى نُرضي شركائنا في الوطن ونبحث عما هي مشاغلهم وهل ممكن عمل تسوية جديدة، كان موقفنا من حكومة السراج أنه مادام لا يوجد إجماع عليها وهناك رغبة من الطرف الآخر في أنه يمكن أن يدخل معنا في تسوية تجمع الوطن فلا نتمسك بالأشخاص، وكان هذا موقفي وقلته للسراج مباشرة، ولذلك فعلا كنا حريصين على استمرار حوار جنيف وعلى أن نسير فيه لهذا السبب.
وأبدى أسفه على المشهد الآن، رغم أنه كانت هناك فرحة بحكومة الوحدة المؤقتة وأنه تم منحها الثقة وأدت اليمين الدستوري وكان هناك شعور بأن ليبيا ودعت الانقسام وشارك في الحكومة الأطراف الرئيسية، مبررًا أسفه بأنه إلى الآن نرى أن قد استدار الزمان كهيئته يوم كانت حكومة السراج، حيث أن حكومة الوحدة موجودة في مناطق ومازال يوجد عراقيل حول مباشرتها لعملها في مدن أخرى.
وأضاف بقوله: “نحن السبب الأساسي الذي ذهبنا فيه لتوافق وحكومة هو أن هذه الحكومة لا تعود لنفس السيرة الأولى، أنا كنت الأسبوع الماضي مع بعض ممن هم في الحكومة الحالية ونصحت في هذا الموضوع وقولت أن أساس نجاح الحكومة هي أن تباشر عملها في الجنوب وفي الشرق لا أن تتمترس في العاصمة طرابلس مهما كان الثمن وهذا يتفق معي فيه كثيرون.
وانتقل إلى الحديث عن الانتخابات، قائلاً: “الوضع الآن أننا متفائلين ونطمح أن تباشر الحكومة عملها في كل ليبيا ونتمنى لها النجاح وأمامنا خارطة طريق ونريد انتخابات في 24 ديسمبر القادم.
وتابع: “تقريبًا هذه خريطة طريق حُددت والجميع ينتظر هذا الاستحقاق الذي يحتاج إلى مقدمات وترتيبات ضرورية حتى لا يأتي 24 ديسمبر أو حتى شهر نوفمبر ونحن لم نقم بعمل شيء وتجعل سياسة الأمر الواقع الجميع يسلم بأنه لابد من تأجيل الانتخابات”.
وأشار إلى أن حزب العدالة والبناء يدرك التحديات الموجودة حول الاستفتاء على الدستور أو القاعدة الدستورية وهناك تحديات أيضًا في التفاصيل وهل يتم اختيار الرئيس مباشر من الناس أم يكون من البرلمان كل هذه التحديات موجودة.
واستدرك: “لكن رسميًا نحن في حزب العدالة والبناء أعلنا موقفنا وقوانا أننا لن نتراجع عن التنفيذ والمطالبة بهذا الاستحقاق الانتخابي مهما كانت المبررات، ما نسمعه الآن أن البعض يسوق المبررات وأنا أقول أي مسار هو محفوف بالمخاطر في ليبيا ولا يوجد مسار سليم”.
وتساءل: “لو لم نجري انتخابات هل الوضع الحالي مُرضى؟، ما نريد أن نؤكد عليه أن موقفنا ثابت من موضوع الانتخابات أننا ندعو إلى أن تكون الانتخابات الرئاسية الحرة مباشرة من الناس ولا أحد يدعي أنه وصي على إرادة الشعب الليبي”.
وتطرق إلى أن دور الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات ومجلس النواب أن ينخرطوا في تأسيس الأحزاب، مكملاً: “ونحرص على أن تكون العملية السياسية قائمة على الأحزاب لأننا تقريبا تجرعنا المرارة من برلمان فيه 200 عضو وكل عضو يمثل قبيلة أو جهة أو منطقة”.
وقال إنه لا يقع اللوم في ذلك على أعضاء البرلمان فحسب إنما أيضاً على العملية السياسية التي يجب أن تجرى على القوائم الحزبية ومن السهل أن تتفق ثلاثة أو أربعة أحزاب فيما بينها وتخرج بالبلاد.
ودعا مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب أن يناضلوا ويكافحوا من أجل إقامة انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، مردفاً: “دورنا تشكيل مؤسسات المجتمع المدني التي يكون من حقها أن تراقب صناديق الانتخاب في أي مكان في ليبيا”.
واستفاض مجدداً: “من حق كل مرشح أن يكون له ممثل يقف عند صندوق الانتخاب ومن حق المنظمات الدولية أن تدخل وتتابع إذن نحن دورنا أن نطالب بقدر عالي جدًا من النزاهة، وليس من الحكمة والمنطقي أننا نتيجة مخاوف نرفض الانتخابات لأننا ليس لنا أي طريقة أخرى نطلع بها من هذه الأزمة إلا الانتخابات”.
واختتم صوان قائلاً “نتمنى أن نرى في ليبيا أحزاب سياسية ومتفائلين بأن كل أسبوع نسمع لقاء لحزب وهذا أمر جيد ويدعو للتفاؤل.
——–
ليبيا برس