صوان: ليبيا على أعتاب مرحلة تشبه ما قبل المغامرة الفاشلة لحفتر في طرابلس

دعا رئيس حزب العدالة والبناء، محمد صوان، مجلسي النواب والدولة الاستشاري إلى ‏تحمل مسؤولياتهم تجاه الاستحقاقات المطلوبة، للخروج من حالة ‏الانسداد الحالية، لتخطو بلادنا خطواتها المنشودة باتجاه ‏الاستقرار.‏

وجاءت تصريحات صوان، في تدوينة عبر موقع التواصل الاجتماعي ‏‏”فيس بوك”، تزامنا مع الذكرى الأولى لتحرير مدينة ترهونة، والتي ‏وجه فيها مناشدة إلى كل أبناء الوطن إلى عدم الانجرار وراء ‏أشخاص يغلبون المطامح الشخصية، على مصلحة الوطن الكبرى، ‏لافتًا إلى أن هذا لن يُفضي إلا لمزيد من الدماء والخراب والتغرير ‏بالشباب الليبي الواعد، والزج به في محرقة الحروب، بدل أن يكونوا ‏معاولاً لبناء الوطن.‏

وقال إن العدوان على ترهونة سقط على إثره الآلاف بين قتلى ‏وجرحى ودمرت فيه الممتلكات، وعُرقل به المسار السياسي، وعمّق ‏بسببه الشرخ الاجتماعي، لافتا إلى أن كل الشهداء ذادوا عن العرض ‏والأرض بدمائهم الزكية، وأنقذوا بلادنا من براثن مشروع عسكري ‏غاشم، مدعوم إقليميا ودوليا، كان على وشك دفن نواة الدولة ‏المدنية الديمقراطية، وإرجاع البلاد إلى غياهب الدكتاتورية وحكم ‏العائلة.‏

وأشار إلى أنه قبل عام كانت ليبيا على أعتاب ملتقى حوار ليبي- ليبي ‏يجمع كل الأطراف الليبية على طاولة واحدة، لاتخاذ خطوات ‏عملية باتجاه إنهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات وتعزيز المصالحة ‏الوطنية والتوجه للانتخابات، قائلاً: “إلا أن المشروع العسكري أبى إلا ‏استباق ذلك وإعلاء صوت المدافع وإجهاض العملية السياسية، ما ‏أضاع على الليبيين فرصة حقيقية للعبور بليبيا إلى بر الأمان ‏والاستقرار، وها هو قد عاد إلى نقطة الصفر وكأن الزمان استدار ‏كهيئته قبل 4 أبريل 2019، وعلاوة على ذلك يتحمل وزر كل ما ‏أزهق من أرواح وما حدث من دمار وتمزق في النسيج الاجتماعي، ‏وما ترتب عن ذلك من تواجد لأطياف شتى من المرتزقة ومن ‏تضييع لفرص الخروج من الأزمة”.‏

وأضاف: “ليبيا الآن على أعتاب مرحلة تشبه ما قبل 4 أبريل ‏‏2019، على الرغم من الجراحات والآلام التي نتجت عن هذه ‏المغامرة الفاشلة، فنحن أمام فرصة أخرى سانحة قد لا تتكرر، ‏ندعو جميع الأطراف المحلية والدولية إلى الاستفادة من التجربة ‏السابقة بأخذ العبرة والتوقف على المراهنة على المشروع ‏العسكري، المراهنة التي يجب أن تكون قد قبرت وانتهت إلى غير ‏رجعة بعد أن أثبت المشروع فشله الذريع ولم يبقى له سوى ‏استعراضاتٍ سمجة قوبلت باستهجان ورفض محلي وإقليمي، وما ‏الإقبال الضعيف على المشاركة فيها إلا دليل على تلاشي هذا ‏المشروع وقناعة داعميه باستحالة فرضه على الشعب الليبي”.‏

وأتم بقوله إن التجربة الماضية يجب أن تكون محركًا دافعًا لنا ‏جميعًا، لإرساء دعائم السلام ومد أيدينا للوفاق، وبذل كل الجهود ‏لإنجاح المسار السياسي والتوجه للعملية الانتخابية.‏

‏—– ‏
ليبيا برس