تقرير الحريات الدينية للخارجية الأمريكية: “الردع” وقوات حفتر ‏تحولا إلى “شرطة دينية” في طرابلس وبنغازي

رصد تقرير الحريات الدينية الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، ‏تحول جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة الموجود في ‏العاصمة طرابلس وبعض الفصائل المسلحة الأخرى، إلى ما يشبه ‏الشرطة الدينية، مشيرًا إلى أنهم تورطوا في عمليات اعتقال واحتجاز لأفراد ‏متهمين بخرق الشريعة الإسلامية.‏

وأوضح تقرير الحريات الدينية المنشور عبر موقع الخارجية ‏الأمريكية الرسمي أن ليبيا، بموجب الإعلان الدستوري لعام 2011، ‏فالإسلام فيها هو دين الدولة والشريعة هي المصدر الرئيسي ‏للتشريع، وبناء عليه ظهرت أنشطة غير المسلمين مقيدة، بسبب ‏الحظر القانوني على توزيع أو نشر المعلومات التي تهدف لتغيير ‏البنية الاجتماعية للبلاد، ما جعل الأمر يتجاوز لحظر كافة المواد ‏الدينية غير الإسلامية أو الأنشطة التبشيرية، واعتباره خطابًا مسيئًا ‏إلى المسلمين، كما أن القانون الجنائي الليبي فعليًا يحظر التحول عن ‏الإسلام.‏

وأشار التقرير إلى أن قوات الردع، المتحالفة مع حكومة الوفاق ‏المنتهية ولايتها، كانت تشارك في أنشطة تشبه أنشطة الشرطة ‏الدينية الإسلامية في طرابلس وتورطت في عمليات اعتقال واحتجاز ‏لأفراد اتهمتهم بخرق الشريعة الإسلامية، مشيرة إلى أن بعض ‏النشطاء الحقوقيين رصدوا أن أنشطتهم تخطت استهداف ‏المسيحيين أو الملحدين لتصل إلى المسلمين السنة الآخرين بعدما ‏انحرفوا في التفسيرات السلفية للإسلام، وسط صراع النفوذ بينها ‏وبين الجماعات المسلحة الأخرى.‏

وأكدت أنه تنافست كيانات غير تابعة لحكومة الوفاق للسيطرة ‏على طرابلس أو باقي الأقاليم والحكم من خلال إنشاء مؤسسات ‏حكومية موازية، ووفرت الجماعات المسلحة ما يشبه الأمن، ‏وأدارت بعض مراكز الاحتجاز للمهاجرين واللاجئين في البلاد، حيث ‏قال المسيحيون منهم، وفقًا للعديد من منظمات حقوق الإنسان ‏الدولية، إنهم يواجهون خطر الاعتداء الجسدي، بما في ذلك ‏الاعتداء الجنسي والاغتصاب، بصورة أكثر من المهاجرين واللاجئين ‏المسلمين، حيث أفاد بعض هؤلاء المعتقلين أنهم تعرضوا للتعذيب ‏وغيره من الانتهاكات.‏

كما رصد التقرير أيضا ممارسة قوات حفتر والفصائل المسلحة التابعة له أنشطة مشابهة في بنغازي، حيث وردت تقارير عديدة عن ‏قيام الجماعات المسلحة بتقييد الممارسات الدينية، وفرض ‏الامتثال للشريعة وفقًا لتفسيرها، واستهداف أولئك الذين يُنظر ‏إليهم على أنهم ينتهكون القانون، كما واصلت عناصر من التيار ‏السلفي الدخول ضمن قوات حفتر، من أجل قمع الأنشطة التي لا ‏يقرها تفسيرهم المتشدد للإسلام، بما في ذلك بيع الكتب التي ‏تعتبر غير إسلامية والأحداث التي يختلط فيها الرجال والنساء. ‏

وألمحت إلى أن تلك الجماعات الإسلامية المسلحة وجماعات ‏الجريمة المنظمة استهدفت الأقليات الدينية، بما في ذلك ‏المهاجرين المسيحيين والمتحولين إلى المسيحية والمقيمين ‏الأجانب، بالاعتداءات الجسدية والاعتداءات الجنسية ‏والاعتقالات والاختطاف والقتل. ‏

وأكد التقرير تولي الجماعات السلفية والإسلامية، وبعضها ‏متحالف اسمياً مع حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، مهام إنفاذ ‏القانون، حيث استبدلت تلك الفصائل المسلحة في غرب ليبيا أئمة ‏وخطباء ورؤساء مكاتب الأوقاف بأفراد ذوي توجهات سلفية أكثر، ‏وواصلت المنظمات الإرهابية الأجنبية بحسب تصنيف الولايات ‏المتحدة والتي شملت تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ‏وداعش، العمل داخل البلاد.‏

وأشارت إلى أن المسلمين المتحولين إلى المسيحية واجهوا أيضا ‏ضغوطًا اجتماعية واقتصادية شديدة للتخلي عن ديانتهم الجديدة ‏والعودة إلى الإسلام، وأفادت المصادر أيضا أن المتحولين إلى ‏ديانات أخرى، وكذلك الملحدين واللا دينيين، واجهوا تهديدات ‏بالعنف أو الفصل من العمل والعداء من عائلاتهم ومجتمعاتهم ‏بسبب معتقداتهم.‏

وأكدت أن سفارة الولايات المتحدة في ليبيا التي تعمل من تونس ‏العاصمة، قام مسؤولوها برحلات دورية إلى البلاد عندما تسمح ‏الظروف الأمنية بذلك، حيث التقى السفير في سبتمبر الماضي، ‏بأعضاء من الجالية اليهودية في ليبيا، واستخدمت السفارة منصات ‏التواصل الاجتماعي الخاصة بها للفت الانتباه إلى هذا التبادل ‏والدعوة لإدماج مجتمعات الأقليات الدينية واحترامها، كما ناقش ‏ممثلو السفارة الآخرون الحرية الدينية في عدد من المناسبات مع ‏مجموعة متنوعة من القادة المحليين والوطنيين، ودعمت حكومة ‏الولايات المتحدة الجهود الدولية لإنهاء الصراع وإنشاء دولة ليبية ‏موحدة ومستقرة وديمقراطية ومتسامحة، واستمرت في إثارة قضايا ‏الحرية الدينية في المحادثات مع السلطات والمنظمات غير ‏الحكومية والأكاديميين وغيرهم من المدافعين عن حقوق الإنسان. ‏‏.‏

وتقدر حكومة الولايات المتحدة إجمالي عدد السكان بـ 6.9 مليون، ‏وفقًا لتقارير المنظمة الدولية للهجرة، ويشكل نسبة 12% منهم ‏مهاجرين، ويمثل المسلمون السنة ما بين 90 و 95 في المائة من ‏السكان، ويمثل المسلمون الإباضيون ما بين 4.5 و 6 في المائة، ‏والباقي يشمل مجتمعات صغيرة من المسيحيين والهندوس ‏والبهائيين والمسلمين الأحمديين والبوذيين، والعديد من أبناء ‏الأقلية العرقية الأمازيغية هم من المسلمين الإباضيين، وجميع ‏المقيمين غير المسلمين تقريبًا في البلاد هم من الأجانب.‏

وتتكون المجتمعات المسيحية الأجنبية بشكل حصري تقريبًا من ‏المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى والعمال الأجانب ‏الفلبينيين، مع أعداد أقل من المهاجرين المصريين وعدد صغير من ‏الأجانب المقيمين من جنسيات أوروبية، وبحسب الجماعات ‏المسيحية في طرابلس، فإن معظم المسيحيين المصريين هم من ‏الأقباط، ومعظم الفلبينيين وبعض المهاجرين من أفريقيا جنوب ‏الصحراء هم من الكاثوليك، وتقدر أبرشية طرابلس الكاثوليكية أن ‏من بين أتباعها 5000 فرد من جنوب الصحراء و 1500 فلبيني، ‏فيما يوجد طوائف أخرى مثل الأنجليكانيين واليونانيين ‏والأرثوذكس الروس والمسيحيين غير الطائفيين، ووفقًا لمركز ذكرى ‏الهولوكوست العالمي ياد فاشيم، لا يوجد يهودي واحد مقيم بشكل ‏دائم في البلاد.‏

وأوضحت أنه رغم أن الإعلان الدستوري لعام 2011، يحظر أي ‏شكل من أشكال التمييز على أساس الدين، وتخضع الأمور الدينية ‏الأسرية المسيحية واليهودية، مثل الطلاق والميراث ، إلى تفويضات ‏المجتمع الديني الذي ينتمي إليه الفرد، كما ينص الدستور المؤقت ‏على أنه “يجب ألا يكون هناك تمييز بين الليبيين على أساس الدين ‏أو الطائفة”، إلا أنه لا تُمنح الأقليات الدينية بخلاف المسيحيين ‏واليهود حقوقًا متساوية بموجب القانون. ‏

وأشارت إلى أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المساجد ‏وتشرف على رجال الدين وتتحمل المسؤولية الأساسية عن ضمان ‏توافق جميع الممارسات الدينية مع المعايير الإسلامية المعتمدة ‏من الدولة، وتحكم المحاكم الشرعية شؤون الأسرة للمسلمين، بما ‏في ذلك الميراث والطلاق والحق في التملك، وبموجب القانون، لا ‏يشترط على المرأة المسيحية أو اليهودية التي تتزوج مسلما أن ‏تعتنق الإسلام؛ ومع ذلك، يجب على الرجل غير المسلم اعتناق ‏الإسلام للزواج من امرأة مسلمة.

وتابعت: “يعتبر الزواج بين رجال ونساء ‏مسلمين من غير الديانات الإبراهيمية غير قانوني، ومثل هذه ‏الزيجات غير معترف بها، حتى عند تسجيل عقد الزواج في الخارج، ‏حيث تتولى وزارة الشؤون الخارجية والإعلام إدارة قضايا قانون ‏الأسرة لغير المسلمين، على الرغم من عدم وجود إطار قانوني ‏منفصل يحكم قانون الأسرة لغير المسلمين، وتعتمد الوزارة على ‏سوابق قانون الأسرة في البلدان المجاورة لغير المسلمين”، لافتة إلى ‏أن التعليم الديني الإسلامي إجباري في المدارس الحكومية والخاصة، ‏والحضور في دروس التعليم الديني إلزامي لجميع الطلاب، مع عدم ‏وجود أحكام بالانسحاب أو وجود بدائل لغير المسلمين.‏

ولفت التقرير إلى أنه لا يوجد قانون ينص على حق الأفراد في اختيار ‏أو تغيير دينهم أو دراسة معتقداتهم الدينية أو مناقشتها أو نشرها، ‏ولا يوجد قانون مدني يحظر صراحة التحول من الإسلام إلى دين ‏آخر أو يحظر التبشير؛ ومع ذلك، فإن القانون الجنائي يحظر بشكل ‏فعال الأنشطة التبشيرية أو التحول عن الإسلام، ويتضمن تحريم ‏‏”التحريض على الفرقة” وإهانة الإسلام أو النبي محمد، وهي تهم ‏تصل عقوبتها القصوى إلى الإعدام، ويحظر القانون الجنائي الليبي ‏تداول المنشورات التي تهدف إلى “تغيير المبادئ الأساسية للدستور ‏أو القواعد الأساسية للبنية الاجتماعية”، والتي تُستخدم لتجريم ‏تداول المواد الدينية غير الإسلامية والخطاب الذي يعتبر “مسيئًا ‏للمسلمين”، رغم أن ليبيا موقعة على العهد الدولي الخاص ‏بالحقوق المدنية والسياسية.‏

ورصد التقرير ما وصفه بتنافس العديد من السلطات والجماعات ‏المسلحة على النفوذ والسيطرة على الأراضي، مع القليل من ‏الممارسة الفعالة لسلطة الحكومة من الناحية العملية، وهو ما ‏تفاقم بعد هجوم قوات خليفة حفتر للاستيلاء على طرابلس في ‏الفترة من أبريل 2019 ويونيو 2020، ما زاد علميات العنف ضد ‏الأقليات الدينية، ولم يصدر أي رد فعل من حكومة الوفاق المنتهية ‏ولايتها، واكتفت في بعض الأحيان بعبارات الإدانة فقط، رغم ‏ممارسة قوات الردع المتحالفة اسميا مع حكومة الوفاق المنتهية ‏ولايتها أعمال تحولت فيها إلى الشرطة الدينية الإسلامية في ‏العاصمة، وتورطت تلك القوات في عدد من عمليات الاعتقال ‏والاحتجاز لأفراد اتهمتهم بخرق الشريعة الإسلامية، وحددت ‏الجماعات المسيحية العاملة في البلاد قوات الردع ضمن ‏الجماعات الإسلامية المتشددة المتورطة في مضايقة المسيحيين، ‏وأفاد محتجزون من قبل قوات الردع عن تعرضهم للتعذيب وغيره ‏من الانتهاكات أثناء احتجازهم في مراكز احتجاز رسمية وخارج ‏نطاق القضاء، وواجه المسيحيون خطر الاعتداء الجسدي ‏والجنسي والاغتصاب، وكان أكثرهم من المهاجرين واللاجئين، وكان ‏معظم تلك العمليات تتم في قاعدة معيتيقة الجوية، حيث جمعت ‏الأشخاص المتحولين إلى المسيحية أو “المفكرين الأحرار” أو ‏‏”منتقدي الإسلام” وعرضتهم جميعا إلى التعذيب.‏

كما رصد التقرير سماح حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، لعلماء ‏الدين بتشكيل المنظمات وإصدار الفتاوى وتقديم المشورة للأتباع، ‏ولم يكن للفتاوى وزن قانوني لكنها كانت تحمل ضغوطًا اجتماعية ‏كبيرة، وفقًا لزعماء القبائل والديانات، لم تمارس الحكومة رقابة ‏إدارية فعالة على المساجد أو إشرافًا على رجال الدين، مدللة ‏بتصريحات سابقة لصادق الغرياني، الذي قالت إن الإخوان ‏المسلمين يعتبرونه مفتي البلاد، والتي قال فيها إن التفجيرات تزعج ‏الأعداء وتجيزها الشريعة، كما أن أنصار خليفة حفتر ينتهكون ‏الشريعة ويقاتلون لصالح المشروع الصهيوني بهدف حماية إسرائيل ‏وأعداء الله.‏

وأكد التقرير أنه في طرابلس فرضت الجماعات المسلحة وقوات ‏الردع لباسا على المرأة وحركتها، وعاقبت الرجال على سلوك ‏اعتبروه “غير إسلامي”، وفقًا لمصادر المجتمع المدني، واستمرت ‏أفعالهم رغم عدم وجود قوانين تفرض قيودًا على الملبس، ولكن ‏لاحظ التقرير أيضا إطلاق وزارة التربية والتعليم مناهج جديدة ‏لتعزيز التسامح الديني واستبدال المناهج السابقة التي تحتوي على ‏لغة تميزية موجهة إلى غير المسلمين.‏

ولكنها عادت وقالت إنه لا يزال دور الإسلام في صنع السياسات، ‏نقطة خلاف رئيسية في ليبيا، بين مؤيدي ومعارضي الإسلام السياسي ‏والجماعات السلفية، وأولئك الذين رغبوا في مزيد من الفصل بين ‏الدين والسياسة.‏

وأوضح التقرير أن الجماعات الإسلامية المسلحة وجماعات ‏الجريمة المنظمة، استهدفت الأقليات الدينية، بما في ذلك ‏المهاجرين المسيحيين والمتحولين إلى المسيحية والأجانب ‏المقيمين، وارتكبت اعتداءات جسدية واعتداءات جنسية ونفذت ‏اعتقالات وخطف وقتل، وقالت الجماعات المسيحية العاملة في ‏البلاد إن بعض تلك الجرائم مرتكبة من قبل الجماعات السلفية ‏المتحالفة مع خليفة حفتر والتي تعمل في بنغازي ضمن الجماعات ‏الإسلامية المتشددة المتورطة في مضايقة المسيحيين، ولاسيما ‏المهاجرين المسيحيين من إفريقيا، وتصف الدراسات الأكاديمية ‏ووسائل الإعلام الحركة المدخلة بأنها ملتزمة بتعاليم رجل الدين ‏السعودي ربيع بن هادي المدخلي، وهو شكل من أشكال السلفية ‏الصارمة للغاية.‏

وأفاد نشطاء حقوقيون أن الحركة المدخلية استمرت في كسب ‏النفوذ داخل الجماعات المسلحة والمؤسسات الدينية في جميع ‏أنحاء البلاد، ووفقًا لتقارير إعلامية، واصلت العناصر المدخلية ‏التابعة لحفتر العمل كشرطة أخلاق نصبت نفسها بنفسها، وقمع ‏الأنشطة التي لا يقرها تفسيرهم الصارم للإسلام، بما في ذلك بيع ‏الكتب التي تعتبر غير إسلامية والأحداث التي يختلط فيها الرجال ‏والنساء، وذكر تقرير صحفي أنه في الجزء الغربي من البلاد، ‏استبدلت عناصر مدخليّة أئمة وخطباء ورؤساء مكاتب الأوقاف ‏بأفراد ذوي توجهات أكثر سلفية.‏

وفرضت أيضا في طرابلس، فرضت بعض الجماعات المسلحة، ‏مثل لواء النواصي، قيودًا على لباس المرأة وعاقب الرجال على ‏السلوك الذي اعتبروه “غير إسلامي”، كما أجرت الإدارة العامة ‏للتحقيقات الجنائية في بنغازي تحقيقات مع مواطنين باتهامات ‏مثل تشويه سمعة الإسلام والتحول للمسيحية والتبشير عبر وسائل ‏التواصل الاجتماعي.‏

وأكد التقرير أن واصلت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا، ‏أبلغت عن بيئة اجتماعية مقيدة للحرية الدينية في جميع أنحاء ‏البلاد، وشمل ذلك ضغوطًا اجتماعية واقتصادية مكثفة على ‏المسلمين المتحولين للعودة إلى الإسلام، وذكرت بعض المنظمات ‏غير الحكومية أن التفسيرات السلفية للشريعة استمرت في ‏المساهمة في هذه البيئة التقييدية، وقالت كذلك الأقليات الدينية ‏إن المتحولين إلى ديانات أخرى، وكذلك الملحدين وغيرهم من ‏الأشخاص غير المتدينين، واجهوا تهديدات بالعنف أو الفصل من ‏العمل ومن عائلاتهم ومجتمعاتهم بسبب معتقداتهم أو قلة ‏إيمانهم.‏

وقال مراقبون دوليون إن المسيحيين الذين تحولوا عن الإسلام ‏مارسوا عقيدتهم في شبه سرية وتعرضوا للعنف والضغط الشديد ‏من عائلاتهم ومجتمعاتهم للتخلي عن دينهم، وقال مسيحيون إنهم ‏شعروا بالضغط للامتناع عن الأنشطة التبشيرية نتيجة للتهديدات ‏الأمنية والضغط الاجتماعي من المجتمع المحلي، وكذلك بسبب ‏الحظر القانوني على التحول والنشاط التبشيري.‏

واستمرت المجتمعات المسيحية في الوجود في طرابلس، حيث ‏عملت الكنائس الكاثوليكية والإنجليكانية والبروتستانتية للأجانب، ‏وكانت المجتمعات المسيحية حاضرة أيضًا في مصراتة، والبيضاء، ‏وبنغازي، وطبرق، وسبها، وغات، وأوباري، ومرزق، من بين مدن ‏أخرى، وفي بعض الحالات، كما هو الحال في بنغازي، واصلت ‏المجتمعات الكاثوليكية الصلاة في أماكن أخرى غير مباني الكنائس ‏بعد أن دمرت داعش ممتلكات الكنيسة هناك في عام 2015، ‏وظلت الكاتدرائية الكاثوليكية في بنغازي متضررة ولا يمكن الوصول ‏إليها بعد القتال في 2013-2015.‏

ونقل التقرير استطلاع أجرته شركة علاقات عامة مقرها دبي في ‏الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وشارك فيه فريق من الخبراء ‏الدوليين، واتفق فيه 30 بالمائة من مواطني ليبيا الذين تتراوح ‏أعمارهم بين 18 و 24 عامًا على أن الدين كان “أهم عامل” بالنسبة ‏لهم، ويعتبرونه بمثابة الهوية الشخصية، مقارنة بنسبة 41 في المائة ‏من إجمالي الشباب الذين شملهم الاستطلاع في 17 دولة عربية ‏مدرجة في الاستطلاع و 61 في المائة من الشباب الذين شملهم ‏الاستطلاع في جميع أنحاء شمال إفريقيا.‏

‏——–‏
ليبيا برس