بنسودا تطالب حكومة الدبيبة بتسليم سيف الإسلام ‏القذافي إلى “الجنائية الدولية”‏

طالبت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، ‏حكومة الوحدة المؤقتة، ضرورة تسليم سيف الإسلام القذافي إلى ‏المحكمة، خاصة وأن السلام في ليبيا لا يزال ركيزة أساسية للتنمية ‏وحماية حقوق الإنسان.‏

وأشارت بنسودا خلال إحاطتها أمام مجلس الأمن التابع للأمم ‏المتحدة، إلى الآمال حاليا معلقة على الحكومة الليبية لوقف ‏العنف، وتحقيق العدالة والمساءلة على الجرائم الخطيرة التي ‏ارتكبت في ليبيا وتقع تحت ولاية المحكمة.‏

ولفتت إلى أن موظفيها التقوا مؤخرًا بمصادر في ليبيا وشهود عيان، ‏وتلقوا وثائق من أفراد ومنظمات وممثلين عن الضحايا داخل ليبيا ‏وخارجها، وتم أيضا التواصل مع المسؤولين في ليبيا ذوي الصلة، ‏وذلك بعد اكتشاف عدد من المقابر الجماعية في ترهونة‎.‎

وأوضحت أن هناك تعاون مثمر بينها وبين مكتب المدعي العام ‏والمدعي العام العسكري، وإدارة التحقيقات الجنائية ووزارة العدل ‏وعدد من الوكالات الجنائية الليبية، كما أن فريق تابع لها زار مواقع ‏المقابر الجماعية في ترهونة، بما في ذلك موقع تم اكتشاف أكثر من ‏‏100 جثة به في شهر يونيو الماضي.‏

وأكدت أن فريقها التقى كذلك بالناجين وعائلاتهم والمصابين ‏والجرحى وأسرهم، خاصة الذين تلقوا الضربة العسكرية على كلية ‏الهضبة العسكرية في طرابلس في 4 يناير من العام الماضي، مشيرة ‏إلى أن ذلك فتح الباب أمام جمع الأدلة من أجل إقامة محاكمات ‏مستقبلية في تلك الجرائم المرتكبة.‏

ولفتت إلى أنه لا تزال هناك دلائل على رصد جرائم متواصلة تقع في ‏ليبيا، مثل اختفاء واحتجاز قسري بلا محاكمة وعمليات قتل ‏وجرائم جنسية، لافتة إلى انه تم جمع أدلة موثوقة عن جرائم ‏ارتكبت في مراكز احتجاز رسمية، خاصة سجن معيتيقة الذي ‏تسيطر عليه مليشيا الردع، وكذلك قرنادة الذي تسيطر عليه ‏قوات خليفة حفتر، والتي تشتمل على تعذيب واسع النطاق ‏وانتهاكات جنسية.‏

وألمحت إلى وجود تقارير ذات مصداقية تتحدث عن سجن مدنيين ‏لفترات طويلة، بما وكذلك تنفيذ عقوبة الإعدام في المحاكم ‏العسكرية في شرق ليبيا، عبر محاكمات سرية خالية من أي ضمانات ‏للعدالة، مؤكدة أن نطاق الجرائم التي تلقت تقارير بشأنها واسع، ‏ومنها تقارير للأمم الأممية تشر إلى أن 8850 شخصا تم احتجازهم ‏بشكل عشوائي في سجن رسمي وهم في عهدة الشرطة القضائية، ‏منهم 70% في حالة احتجاز دون محاكمة‏‎.‎

وقالت إن هناك ما يقرب من 10 آلاف شخص منهم 480 امرأة ‏محتجزون في مرافق تسيطر عليها مليشيات، مطالبة بالسماح ‏للمراقبين الدوليين بالدخول للتفتيش، ومراجعة أحوال أماكن ‏الاحتجاز التي تحالف القوانين الدولية‎.‎

ووجهت أيضا طلبًا لحكومة الوحدة المؤقتة، بضرورة اتخاذ ‏خطوات جادة لوضع حد للجرائم الخطيرة التي ارتكبت، وكذلك ‏مواجهة الاحتجاز العشوائي ومصادرة الممتلكات والاغتصاب ‏والعنف الجنسي في السجون ومرافق الحجز، منوهة بأن مكتبها ‏تلقى تقارير بشأن ملاحقة معارضين أبدوا اعتراضهم على انتشار ‏المليشيات وتوغلها في شرق ليبيا وغربها، مؤكدة أن إسكات ‏المنتقدين من المدنيين بشكل عنيف كطريقة لإرهاب المعارضين ‏أمر غير مقبول‎.‎

وانتقدت بنسودا كذلك اغتيال المحامية حنان البرعصي في بنغازي ‏العام الماضي، مطالبة السلطات المدنية والعسكرية بالتحقيق في ‏تلك الجريمة، كما طالبت بالتحقيق في اختفاء الناشطة سهام ‏سرقيوة، مؤكدة أنها تلقت معلومات مقلقة عن أنشطة المرتزقة ‏والمقاتلين الأجانب في ليبيا، وهي معلومات تتفق مع التقارير التي ‏أصدرتها لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، مشددة على ضرورة ‏مغادرة هذه القوات والمرتزقة ليبيا دون أي تأخير‎.‎

وأوضحت أن الجرائم التي ارتكبها هؤلاء المرتزقة تندرج ضمن ولاية ‏المحكمة بغض النظر عن جنسية مرتكبيها، مشيرة إلى أن قواعد ‏القانون الدولي ترفض وجود هؤلاء المرتزقة، وأن من يتحدى ‏القانون الدولي بالإصرار على بقائهم ومنع مغادرتهم يتحمل ‏المسؤولية عن ذلك بصفة مباشرة‎.‎

وتطرقت بنسودا كذلك إلى وضع المهاجرين، بقولها إنها تتعاون مع ‏السلطات الليبية المختصة من أجل النهوض بجهود متابعة ‏ومعاقبة جرائم الهجرة والإتجار بالبشر، مشيرة إلى أن تقارير غرق ‏سفينة في أبريل الماضي ووفاة أكثر من 100 مهاجر، وما كشفت ‏عنه من استغلال المهاجرين، تؤكد الحاجة إلى ضرورة التعاون من ‏أجل معالجة الأزمة ومنع الجرائم بحق المهاجرين، مؤكدة أن ‏الفشل في تنفيذ أوامر القبض على المطلوبين للعدالة تشكل عراقيل ‏وتمنع من تحقيق العدالة لضحايا الجرائم الفظيعة المرتكبة في ليبيا ‏في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن اثنين من المشتبه بهما توفيا دون أن ‏يواجها المحكمة أو تتحقق العدالة للضحايا، فيما لم يتحقق أي ‏تقدم لتنفيذ أوامر القبض‎.‎

وتحدثت كذلك عن مقتل محمود الورفلي أحد المطلوب القبض ‏عليهم، والمتهم بإعدام 43 مدنيا بحسب تقارير موثوقة، وكذلك ‏الرئيس السابق لوكالة الأمن الداخلي الليبية التهامي محمد خالد، ‏المسؤول عن ارتكاب جرائم خطرة توفي كذلك في القاهرة‎.‎

وتطرقت لمذكرة التوقيف الخاصة بسيف الإسلام معمر ‏القذافي، والتي لم يتم تنفيذها، بقولها إنه هارب من العدالة حتى ‏الآن، مؤكدة أن ليبيا مسؤولة قانونيًا عن توقيفه وتسليمه للمحكمة، مناشدة حكومة الوحدة المؤقتة بالتعاون حتى يتم تسليمه ‏للمحكمة، داعية سيف الإسلام القذافي لتسليم نفسه إلى السلطات الليبية.‏

‏——– ‏
ليبيا برس