كاتب إيطالي: تم تعيين نورلاند مبعوثا أمريكيًا لليبيا ليتتبع أنشطة المرتزقة الروس والانتخابات المُقبلة
قال الكاتب والمحلل السياسي الإيطالي، إيمانويل روسي، إن تعيين الولايات المتحدة، ريتشارد نورلاند كمبعوث خاص لليبيا بجانب عمله سفيرًا لأمريكا في ليبيا، جاء لضمان عدم تأثير المرتزقة والقوات الأجنبية وبالأخص مرتزقة فاغنر الروسية على مستقبل العملية السياسية والانتخابات المزمع عقدها 24 ديسمبر المقبل.
وأوضح روسي في مقال نشرته صحيفة “فورميتشي” الإيطالية أن تعيين نورلاند، دعم واضح لحكومة عبد الحميد الدبيبة، كي يأخذ بيدها نحو انتخابات ديسمبر، مشيرًا إلى أن حكومة الوحدة المؤقتة لديها مهمة ضخمة من أجل تحقيق الاستقرار في البلاد وقيادتها نحو الانتخابات التي حددتها الأمم المتحدة بالفعل في 24 ديسمبر.
وأكد أنه إذا تمكنت ليبيا من تمرير الانتخابات، فإن مستقبل ليبيا سيتم ترميمه بصورة كبيرة، ولكن في البداية على الدبيبة أن يقوم بتأسيس الدعامات الأساسية كي يتم ترميم هذا المبنى بصورة سليمة ولا ينهار مجددا.
ولفت إلى أن تعيين نورلاند تأكيد على مصلحة واشنطن في هذا الملف، وإيقانها بأن المسرح الليبي يمكن أن يؤدي إلى زعزعة محتملة للاستقرار في المنطقة بأسرها، خاصة وأن الأراضي الجنوبية لليبيا هي القاعدة التنظيمية لمختلف الجماعات المسلحة بما في ذلك الجهاديين، الذين يعبرون إلى منطقة الساحل، وهو ما أثار قلق متزايد للولايات المتحدة، بسبب ما حدث في تشاد، وقتل الرئيس إدريس ديبي من قبل جماعات كانت تختبئ في فزان.
كما تطرق إلى أن نورلاند، سيتتبع أيضا أنشطة المرتزقة الروس ”فاغنز” والذي يساعدون قوات حفتر في بنغازي وكانوا يساعدون مقاتلي المجموعة المتمردة التي قتلت الرئيس التشادي، ومن ثم فإن زيادة التواجد الروسي على الأراضي الليبية تطلب زيادة الولايات المتحدة لدورها الدبلوماسي في ليبيا، خاصة وأن وجود موسكو بالقرب من الهياكل الإستراتيجية للولايات المتحدة والناتو المطلة على مضيق صقلية من إيطاليا، تعتبره أمر خطير جدا.
ولفت إلى أن مهمة نورلاند الرئيسية ستتمثل في التعاون بشكل وثيق مع الشركاء الرئيسيين، لتعزيز الجهود لإبقاء العملية السياسية على المسار الصحيح وضمان إخراج القوات الأجنبية من ليبيا، وهو الأمر الذي تدعمه إيطاليا وكثير من الشركاء الأوروبيين وكان جزءًا من الحوار المستمر بين روما وواشنطن، ولكن الأمر يبدو أنه سيتعارض مع مصالح الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن، بسبب انتهاكات روسيا والإمارات ومصر وتركيا بشكل متكرر لقرارات حظر دخول الأسلحة إلى ليبيا، ولكن بايدن يتعاون مع مصر والإمارات وتركيا لتحقيق الاستقرار بالشرق والأوسط وشمال أفريقيا، ويبدو أن الإدارة الأمريكية ستكون أمام اختبار حقيقي حول خياراتها بشأن ليبيا.
——
ليبيا برس