وزير خارجية مالطا: ليبيا لا تزال غير مؤهلة للتعامل مع حطام سفن المهاجرين

حذر وزير الخارجية المالطي، إيفاريست بارتولو، من أن ليبيا لا تزال غير مؤهلة للتعامل مع حطام سفن المهاجرين، بعد يومين من حادث مدمر يعتقد أنه خلف ما يصل إلى 130 قتيلاً.

وبحسب تقرير لصحيفة “تايمز أوف مالطا”، قال بارتولو، إن خفر السواحل الليبي لا يمكنه مراقبة الامتداد الطويل للساحل الليبي، ويفتقر إلى الطائرات بدون طيار والرادارات، وفي بعض الأحيان يعمل بسفينة واحدة فقط.

وأشار التقرير إلى أن أزمة عبور المهاجرين عادت إلى دائرة الضوء مرة أخرى يوم الجمعة بعد أن نشرت منظمة SOS Méditerranée صورة مؤلمة لمهاجر ميت استقر داخل زورق مطاطي، بعد ساعات من إبلاغ سفينتها Ocean Viking بأن زورقًا مطاطيًا قد انقلب في أمواج هائجة قبالة طرابلس.

وذكر أن اتهامات وجهت لإيطاليا ومالطا بغض الطرف عن قوارب المهاجرين المنكوبة، فيما هاجمت المنظمة الإنسانية غير الحكومية Alarm Phone، البلاد المجاورة لأنها لم تنقذ المهاجرين، على الرغم من إطلاق الإنذار قبل عدة ساعات.

وتابع بأن Alarm Phone أقرت بأن القارب لم يكن في مياه البحث والإنقاذ في مالطا، فيما قالت لصحيفة “تايمز أوف مالطا” إنها أرسلت بريدًا إلكترونيًا إلى السلطات المالطية لتنبيهها بشأنه، إلا أنها لم تتلق أي رد.

وفيما اتُهمت إيطاليا ومالطا بشكل خاص بغض الطرف عن قوارب المهاجرين المنكوبة، أصر متحدث باسم وزارة الداخلية، تم الاتصال به أمس، على أن القوات المسلحة لمالطا استجابت لكل حالة استغاثة في نطاق مسؤوليتها، على النحو المنصوص عليه في القانون الدولي، موضحا أن السلطات المالطية مسؤولة عن تنسيق إنقاذ الأشخاص المنكوبين في منطقة البحث والإنقاذ في مالطا.

ونقل عن الوزير بارتولو، قوله إن مالطا ساعدت في إصلاح إحدى السفن الليبية، كما قدمت تركيا الدعم أيضًا، لافتا إلى أنه على مر السنين، قدم الاتحاد الأوروبي التدريب وينبغي أن يوفر سفينة أخرى في الأيام المقبلة، لكن خفر السواحل الليبي يحتاج إلى معدات.

وقال بارتولو إن مالطا تحث ليبيا على الاعتراف رسميًا بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وإشراكها في إدارة مراكز استقبال المهاجرين، والقيام بكل ما يلزم لجعل ليبيا دولة آمنة، كما شدد على هذه النقطة خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية والداخلية بالاتحاد الأوروبي مؤخرا.

ونوه التقرير بأنه أصر خلال ذلك الاجتماع على أن بلدان وسط البحر الأبيض المتوسط سجلت أكبر عدد من الوافدين في ثلاث سنوات، على الرغم من انخفاض عدد المهاجرين الوافدين إلى أوروبا ككل في العام الماضي.

وذكر بارتولو أنه حتى الآن اعترض خفر السواحل الليبي أكثر من 5000 مهاجر هذا العام، مؤكدا مجددًا أنه مع استمرار تجار البشر في إرسال المزيد من قوارب المهاجرين من ليبيا، ظلت مالطا عالقة بين خطر السماح لهم بالغرق أو السماح للجميع بالدخول، وبينما لم تستطع السماح لهم بالغرق لكنها أيضًا لم تكن تتمتع بالقدرة الاستيعابية لمواصلة أخذهم ضمن المهاجرين.

وأضاف أنها لم يكن أمامها بديل سوى التعاون مع ليبيا لاعتراض المهاجرين وإعادتهم إلى الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.

ووفقا للتقرير، يعتقد بارتولو أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى “سياسة جادة” لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة، من خلال تزويد البلدان الأفريقية، من بين أمور أخرى، بشروط تجارية عادلة للمساعدة في خلق فرص العمل هناك، حتى لا يضطر الشباب إلى المخاطرة بحياتهم من أجل مستقبل أفضل.

ويرى بارتولو أن ليبيا بحاجة إلى الكثير من الدعم لحماية حدودها من المتاجرين بالبشر، موضحا أنها بحاجة للمساعدة في المراقبة الإلكترونية ومراكز اللاجئين على حدودها الجنوبية التي تلامس منطقة الساحل، وهي حدود يستخدمها باستمرار مهربو البشر الدوليون.

وقال: “تمامًا كما رأينا في المغرب والجزائر، فإن تعزيز مراقبة الحدود من شأنه أن يقلل من الاتجار بالبشر ويساعد على ردع الأشخاص الذين يخاطرون بحياتهم”.
_____________________
ليبيا برس