قرادة: الدبيبة يعامل الأمازيع كأقلية دون درجة المواطنة.. وسيف الإسلام ما كان ليفعل ذلك لأنه يعرف ليبيا ويعرفهم

أكد السفير ليبيا السابق في السويد ورئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الليبي للأمازيغ، إبراهيم قرادة، أن رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبدالحميد الدبيبة، يعامل مكون الأمازيغ كـ”أقلية” دون درجة المواطنة الكاملة.

وسخر قرادة في تدوينة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، من أن مكون “الأمازيغ”، ربما يكون نصيبهم وكيل وزارة للآثار والفلكلور، ووكيل وزارة للتقاعد والمحاربين القدامى، ووكيل دور العجزة، معتبرًا ذلك ليس خطأ الحكومة ورئيسها فقط، بل الساسة “الأمازيغ” نفسهم وأيضا ساسة البلاد جميعهم، إضافة إلى من ينصح ويخطط للحكومة، قبل أن ينوه إلى أن “أي خطأ يصحح وسيصحح”، على حد قوله.

وأشار إلى أنه عند تشكيل الحكومة، رغم الضغوط وبعدها، قام “الدبيبة”، بتسمية وزير أمازيغي ووزيرة دولة، وتم السكوت، على مضض حرصًا على الوحدة الوطنية كما وصفت الحكومة، مضيفًا: “يبدو أن الموصوف لا يتبع الصفة”، متابعًا: “رغم أن أحد الوزارتين هي في الأساس بحجم إدارة خدمية فرعية، نفخت لتكون في شكل وزارة، والثانية أقرب أن تكون منظمة مجتمع مدني بدون كادر”.

واعتبر أن عدم السماع منذ التسمية عن الوزيرين، “حتى كومبارس في الصورة” على حد تعبيره، ليس ذنب وضعف من الوزيرين، بل ذنب “التهميش والضحك على ذقون الأمازيغ”، على حد قوله.

وأردف: “اليوم، في موسم فتح صندوق بل قفة تعيين وكلاء الوزارات بالجملة، من المناسب تفريح الأمازيغ بمناسبة قرب العيد بهدايا ما تبقى في القفة من وكلاء وزارات مفبركة لشئون؛ الآثار وأجدادنا القدماء، التراث والفلكلور، شئون المحاربين القدماء والمبتورين، شئون دور العجزة، ومعاون أركان أرشيف المعارضة قبل 2011، وفبراير 2011، وفجر ليبيا، والبنيان المرصوص، وبركان الغضب”، مستطردًا: “لعل السيد عقيلة صالح يهتم بالأمازيغ كما اهتم بيهود ليبيا المهجرين، أو لو وقف الأمازيغ مع المشير حفتر، لكان قدّرهم وعاملهم كشركاء وطن وموقف”، مؤكدًا أنه لو كان سيف الإسلام معمر القذافي، لما قام بذلك، لأنه يعرف ليبيا ويعرف الأمازيغ.

واستدرك: “أما ممارسو السكوت إلا عند الضجيج، فطبلهم يدق خارج التوقيت”، لافتًا إلى أن مكونات التبو والأمازيغ الطوارق، الذين يشاركون الليبيين المعاناة، وأيضًا أهل ورفلة وترهونة، الذين يقدرهم ويهابهم الحكام أكثر، يتم تهميشهم ومعاملتهم كغرباء، وليسوا أصلاء في مرابيع تحديد وصناعة مصير ومستقبل الوطن المشترك، مشددًا على أنه ليس سرًا، أن بعض مكونات وتركيبات الوطن استقوت بالخارج، وبعض “الأقليات” استعانت بالخارج للتوقي من جور أبناء وطنهم، منوها بالقول: “لعل ذلك يُستدرك قبل حدوثه من قبل البعض.

وأوضح أن حديثه ليس استجداء عن ضعف وقلة، بل تنبيه وتنبيه، وتذكير بأن كلمة أمازيغيين تعني الرجال والنساء الأحرار، مذكرًا بأنه “خلال كل القرون المنصرمة، يستطيع  أي ديكتاتور عنصري أن يحكم ويضطهد الأمازيغ، ولكن نفس التاريخ يقول أن كل الحكام المتجاوزين ساهم الأمازيغ في إسقاطهم بقوة المقاومة العادلة والنضال المشروع”، على حد قوله، مُبينًا أن الأمازيغ ليسوا مهاجرين حدثاء في الوطن، ولن يكونوا مهجرين أو شعوب بادئة كانت، آملاً أن تصل رسالته وتُفهم بدون تحريف غرضي وبدون مبالغة أو تهوين.

وأكد على أن لا يدعي أنه يعبر سياسيًا عن كل الأمازيغ، ولكنه يعبر كصوت نضالي وطني، “الحق الأمازيغي” نحو وطن المواطنة المتساوية ودولة الديمقراطية العادلة، مختتمًا: “واستباقًا لأي مستعجل لست طامعًا ولا طامحًا لأي وظيفة في هذه الحكومة، لأسبقيات وأهداف سياسية وطنية أخرى، ولن أرضى أبدًا بظلم وهوان أهلي الأمازيغ وكل شعبي الليبي، حتى وإن جامل البعض أو داهن”.