الخارجية الإيطالية: السلطات الليبية تريد تفعيل اتفاقيات الصداقة ‏التي وقعها برلسكوني والقذافي

قال مسؤول في وزارة الخارجية الإيطالية، إن السلطات الليبية، ‏ترغب في إعادة تفعيل جميع البنود الخاصة باتفاقية الصداقة ‏والشراكة الموقعة في عام 2009 بين رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، ‏سلفيو برلسكوني والعقيد الراحل معمر القذافي.

وقال مانيلو دي ستيفانو، وكيل وزارة الخارجية الإيطالية، والرئيس ‏المشارك لسيسيل (اللجنة الاقتصادية الإيطالية الليبية المشتركة)، ‏عقب لقائه مع وزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش، “في ‏مستقبل ليبيا المسالمة، ستلعب الشركات الإيطالية دورا مركزيا في ‏استكمال المشاريع التي بدأت بالفعل، من الطريق السريع الساحلي ‏إلى مطار طرابلس الجديد، وللمشاريع المستقبلية في مجال الرقمية ‏والطاقة والشبكات والمشاريع الناشئة للشباب”.

وتابع دي ستيفانو بقوله “لن تعاني الشركات الإيطالية من المنافسة ‏الروسية التركية، والوزيرة المنقوش، كانت حريصة خلال زيارتها إلى ‏إيطاليا على التذكير بأن الحكومة المؤقتة تتوقع أقصى قدر من ‏الدعم من الشركات الإيطالية لإعادة إعمار البلاد”.

واستمر بقوله “على وجه الخصوص، ترغب السلطات الليبية في ‏إعادة تفعيل جميع الاتفاقات المنصوص عليها في اتفاقية الصداقة ‏والشراكة لعام 2008 التي تم التوصل إليها بين برلسكوني والقذافي، ‏وهذه اتفاقية تمنح ميزة تنافسية للشركات الإيطالية على المنافسين ‏من البلدان الأخرى”.

وقال المسؤول الدبلوماسي الإيطالي، “لقد فهمنا أن هناك مصلحة ‏ليبية محددة في تفضيل الشركات الإيطالية، التي لن تعاني على ‏سبيل المثال أي منافسة مع الشركات التركية في الغرب والشركات ‏الروسية في الشرق”.

وأوضح بقوله “مثلا، هناك مذكرة التفاهم الأخيرة الموقعة في تركيا ‏لا تشكك في الأمر المقدم إلى كونسورتيوم إينيس الإيطالي مقابل ‏‏79 مليون دولار لإعادة تطوير مطار طرابلس، وهو بالتالي لا يزال”، ‏مؤكدا أن الأمر يتسع للجميع.

أما بالنسبة لـ “طريق السلام السريع” الذي يزيد طوله عن 1700 ‏كيلومتر، فلم يتم منح الضوء الأخضر حتى الآن، إلا للقطعة الأولى ‏إلى الشرق، في حين تم تقسيم الجزء الرابع من طرابلس الذي ‏سيتعين عليه الوصول إلى الحدود مع تونس إلى أصغر الكثير التي ‏سيتم طرحها في غضون الأشهر القليلة القادمة، بحسب تصريحات ‏دي ستيفانو.

وأتبع بقوله “بالنسبة للمشاريع المبتكرة في المستقبل، تشارك إيني ‏في إنشاء مصنع بمصادر متجددة في فزان، بينما تشارك سيليكس ‏ليوناردو، في المشروع الأوروبي للسيطرة على الحدود الجنوبية ‏للبلاد، ولم يتم الانتهاء بعد من استئناف إنتاج الشركة الإيطالية ‏الليبية لبناء طائرات الهليكوبتر، بينما تحتفظ إفيكو بوحدة إنتاجها ‏لإنتاج الشاحنات”.‏

أما في إطار اللجنة الاقتصادية الليبية الإيطالية المشتركة، سيتم بعد ‏ذلك معالجة مسألة المدفوعات غير المسددة للشركات الإيطالية. ‏وحددت اتفاقية عام 2014 المطالبات بمبلغ 233 مليون دولار ‏بالإضافة إلى عشرات الملايين من المطالبات الحديثة.

على الصعيد الإداري، ثمنت الوزيرة منقوش العمل الذي أنجزته في ‏الأشهر الأخيرة ناتالينا سيا، الرئيسة الجديدة لبعثة الاتحاد الأوروبي ‏للمساعدة على الحدود الليبية.‏

وعلى الصعيد المالي، فإن جذب الاستثمارات الإيطالية الجديدة ‏سيستفيد من التصديق، أيضا من قبل الجزء الإيطالي من معاهدة ‏الازدواج الضريبي. ‏ وفيما يتعلق بمسألة الهجرة، هي أيضا من بين الموضوعات التي ‏تناولتها منقوش. ‏

وعن ذلك قال الدبلوماسي الإيطالي “ذكّرنا الوزيرة بأن ليبيا أصبحت ‏بشكل متزايد، ليست مجرد بلد عبور للمهاجرين غير النظاميين بل ‏بلد وجهة نهائية، وهذا يتطلب تعاونًا نشطًا من الاتحاد الأوروبي”.