مجلة فرنسية: قتلة الرئيس التشادي كانوا يعملون 4 سنوات تحت قيادة حفتر
قالت وسائل إعلام فرنسية إن الجماعة المسلحة، التي تقف وراء مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي، كانت تعمل لمدة 4 سنوات قيادة خليفة حفتر.
وأوضحت مجلة “لا أوبنيون” الفرنسية، في تقرير لها، أن تلك الجماعة المسلحة مدعومة بصورة كاملة من فرنسا مثل الرئيس التشادي الراحل، مؤكدة أن “الموت الوحشي للرئيس التشادي إدريس ديبي يوضح حالة الجمود في السياسة الفرنسية في منطقة الساحل وليبيا”.
ولفتت إلى أنه حتى بداية العام، كانت الجماعة التشادية المتمردة التي تقف وراء مقتل المارشال ديبي أحد الداعمين العسكريين لخليفة حفتر، المدعوم أيضا من فرنسا، مضيفة “السياسة الفرنسية أثبتت فشلها أننا لم نعرف أن أصدقاء أصدقائنا سيقتلون أصدقائنا”.
وكان وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، قد قال: “يجب أن نكون يقظين للغاية بشأن الاستقرار ثم [انظر] كيف سيتمكن المجلس العسكري الانتقالي من تنفيذ عملية ديمقراطية وكيف سيفي الجيش التشادي بالتزاماته فيما يتعلق بالقوة المشتركة في الساحل”.
والمجموعة المتمردة المسؤولة عن اختفاء محور من النظام الفرنسي في منطقة الساحل هي جبهة التغيير والوفاق في تشاد ”fact”، في ظل ظروف لا تزال غير معروفة، حيث يزعم أنه قُتل أثناء اشتباك بين “fact” والقوات التي يقودها إدريس ديبي مباشرة.
ووقع القتال على مسافة تقل عن 300 كيلومتر شمال العاصمة نجامينا، وبدأ هجوم المتمردين في 11 أبريل من ليبيا، وقطعت قوات “fact” بالفعل ما يقرب من 1000 كيلومتر، تحت مراقبة القوات الجوية الفرنسية، وفقا للمتمردين.
وأجابت “لا أوبينيون” على تساؤلات من هم تلك الجماعة التي قتلت الرئيس التشادي، بقولها إن زعيمهم هو محمد مهدي علي، وهو خصم منذ زمن طويل، يبلغ من العمر 57 عامًا.
وقالت المجلة إنه يعرف فرنسا جيدًا، ولا سيما مدينة ريمس حيث كان طالبًا في القانون والعلوم السياسية، أثناء نشاطه في الحزب الاشتراكي في التسعينيات، ثم دعم الجناح اليساري لجان لوك ميلينشون.
ووفقا للمجلة الفرنسية، “عمل مهدي كـ”مرتزقة”، بعد مقتل العقيد معمر القذافي عام 2011، وانضم إلى ليبيا، وانضم إلى صفوف ”الثوار” الأشد قسوة، من مصراتة، المرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين”.
وإذا نظرنا إليه من باريس، فإن هذا سيجعله بسهولة “يساريًا إسلاميًا”، لكن على أرض الواقع، فإن الواقع أكثر دقة وتعقيدًا، ويعتبر المراقبون مهدي وجماعته على أنهم “مرتزقة” ليس لهم أفكار، ويخفون أهدافهم السياسية والأساسية في بلدهم الأصلي، وهنا تلك البلد هي “تشاد”.
وفي عام 2016، أسس محمد مهدي علي حركته الخاصة، وهي جبهة التغيير والوفاق في تشاد “fact”.
في البداية، “ظل قريبا من ميليشيات مصراتة المتواجدة في جنوب ليبيا، لكنها انسحبت في نهاية ربيع 2017، على حدود شمال تشاد، وتحديدا منطقة فزان التي تعتبر استراتيجية بالنسبة لهم، ويتمركز فيها مجموعات متمردة تشادية عديدة.”
جمعت “fact” ما بين 700 إلى 800 مقاتلا في قاعدة “الجفرة”، وهي قوة كبيرة، كانت تحارب لحشد القوات لحفتر، ثم توصلت “fact” إلى اتفاق مع حفتر، و”استفادت من كرمه”، بحسب ما ذكره الباحث جلال حرشاوي، وبعدها بعامين تحديدا في مارس 2019، انسحبت قوات حفتر تمهيدا للهجوم في الشمال على العاصمة طرابلس.
وبدأ في أبريل 2019، جبهة “fact” بإذن من حفتر في عملية مشتركة مع مرتزقة سودانيون وآخرون من دارفور ومرتزقة روس من شركة فاغنر، في الحرب بجانب قوات حفتر، وانتهز المتمردون التشاديون الفرصة لاكتساب معدات وخبرات عسكرية.
وقال جليل حرشاوي “كان يمكنكم رؤيتهم في غريان، القاعدة الخلفية لحفتر، حيث تم اكتشاف صواريخ الجيش الفرنسي المضادة للدبابات في وقت لاحق، وهذا هو الوقت الذي يتواصل فيه رجال الحقيقة بالفعل ويستفيدون من دعم مدربي فاغنر الروس”، مشيرا إلى أن الجبهة استفادت من الموارد المادية الكبيرة خلال معركة طرابلس.
وتابعت المجلة بقوله “في الواقع، أصبح الوضع متوتراً في أوائل مارس 2021، حيث ظهرت مشكلة في تقاسم الأموال – وخاصة الممنوعات – مع قوات حفتر”.
ويضيف مصدر مقرب من الأمر “التشاديون كانوا غير راضين عن فتات الكعكة التي أصبحت أصغر حجما، وبدأوا يغادرون قاعدة الجفرة، حيث كانوا متواجدين لأكثر من أربع سنوات، واتجهوا إلى أقصى الجنوب الليبي، بالقرب من الحدود التشادية”.
وقالت المجلة “تبقى نقطة واحدة صعبة الفهم: ماذا فعل الفرنسيون، من يعرف هذا البلد من حيث المبدأ مثل ظهر يده؟ ففي فبراير 2019، دمرت غارة لسلاح الجو الفرنسي رتلا للمتمردين تابعا لحركة أخرى هي اتحاد قوى المقاومة، قادمة من ليبيا، وهددت سلطة إدريس ديبي، لكن هذا العام، لم تفعل أي شيء”.
وأتمت قائلة “يبدو أن السلطات الفرنسية فوجئت مرة أخرى بالأحداث، كما فعل الانقلاب العسكري في مالي في أغسطس 2020، أو بفشل عسكري لحفتر خارج طرابلس، أو من خلال محاولة الانقلاب في بانغي في ديسمبر 2013، والتي أطاحت بجمهورية إفريقيا الوسطى، وأجبرت باريس على تدخل جديد، عملية سانغاريس”.
—————-
ليبيا برس