مدبولي لـ”الدبيبة”: لن نتأخر في دعم إجراء الانتخابات الليبية نهاية العام الحالي على كافة الأصعدة

ثمّن رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، اليوم الثلاثاء، كافة الخطوات التي نجحت ليبيا في اتخاذها فيما يتعلق بخارطة الطريق والمصالحة بين كافة الطوائف الليبية، مجددًا دعم بلاده الكامل، لإجراء الانتخابات العامة في 24 ديسمبر 2021م، وكذلك الدعم الكامل لكافة الإجراءات والخطوات التي تتخذها الحكومة الوطنية المؤقتة لتحقيق التنمية.

وفي بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء المصري، طالعته “أوج”، حول زيارة مدبولى إلى العاصمة طرابلس، أوضحت أن الأخير عقب انتهاء المباحثات الموسعة التي عقدها مع نظيره رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد دبيبة، أعرب خلال مؤتمر صحفي مشترك عن سعادته الحقيقية في بلده الثاني ليبيا، والتي تعد أول زيارة لرئيس حكومة مصرية منذ فترة طويلة للأراضي الليبية، ونقل تحيات رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، للشعب الليبي ولحكومة الوحدة المؤقتة.

وتمنى مدبولي، لهم جميعًا بكل النجاح والتوفيق في تحقيق خارطة الطريق ووحدة الأراضي الليبية، وعودة الدولة الليبية القوية المتقدمة، وأن تسهم الحكومة الوطنية المؤقتة التي وصفها بـ”الرشيدة”، في تحقيق وتنفيذ كافة المشروعات التي يصبو إليها الشعب الليبي.

ووفق البيان، تحدث مدبولي عن عمق العلاقات والروابط القوية التي تربط بين الشعبين لسنوات طويلة وتمتد بجذورها في أعماق التاريخ، قائلا: “قبل عام 2011 م كان هناك الملايين من المصريين الذين يعملون في الأراضي الليبية، إلى جانب علاقات المصاهرة الممتدة على مدار الحقب التاريخية، ونحن الآن في هذه المرحلة نعمل على إعادة هذه العلاقات إلى قمة نضوجها مجددا”.

وأضاف: ” نثمن كافة الخطوات التي نجحت الدولة الليبية في اتخاذها فيما يتعلق بخارطة الطريق والمصالحة بين كافة الطوائف الليبية، وندعم في مصر؛ قيادة، وحكومة، وشعبا جميع الخطوات التي تقوم بها الشقيقة ليبيا، كما ندعم إجراء الانتخابات في نهاية العام الحالي”، مردفًا: “وكعادتنا لن نتأخر في دعم هذه الخطوات الليبية المهمة كما لم نتأخر على كافة الأصعدة في الفترة الماضية، حتى تكللت المهام بنجاح”.

وأشار رئيس الوزراء المصري إلى أن بلاده لن تدخر أي جهد في دعم ملف التسوية الليبية الذي تحركت فيه على كافة الأصعدة، لافتا إلى أن هذه الجهود لاقت نجاحا كبيرا وتوجت بالتوقيع على اتفاق أكتوبر 2020، في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدا على دعم مصر الكامل لكافة الإجراءات والخطوات التي تتخذها الحكومة الليبية الجديدة لتحقيق التنمية.

وأبرز مدبولي في هذا الشأن اتفاقيات التعاون المشترك التي وقعها الجانبان اليوم في ختام جلسة المباحثات الثنائية، مشيرا إلى استعداد وحرص مصر الكامل لنقل الخبرات التي اكتسبتها الأيادي المصرية على مدار السنوات الست الماضية في كافة مجالات التنمية التي نشهدها اليوم، للأشقاء في ليبيا، والتي لاقت إشادة من العالم والمؤسسات الدولية، وذلك عبر التنسيق مع الوزارات والجهات المعنية والشركات المصرية التي ستكون على أتم الاستعداد للشراكة مع نظرائها في ليبيا.

ونوه إلى أنه تم التوافق مع الجانب الليبي على التعاون في عدد من المجالات، أبرزها الكهرباء والطاقة، وتكنولوجيا المعلومات، والبنية الأساسية، مبينا أنه تم التباحث في مشروعات الإسكان، والنقل والمواصلات، والصحة، والقوى العاملة.

واعتبر أن هذا يمثل بدايات لعودة الحركة الكبيرة في العلاقات والشراكات بين كافة الكيانات المصرية والليبية خلال المرحلة المقبلة، معربا عن تمنياته بالتوفيق والنجاح لرئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبدالحميد الدبيبة، في تحقيق وحدة الشعب الليبي خلال المرحلة المقبلة.

وكرر حرص مصر الكامل على وحدة الأراضي الليبية، وشعور المواطن الليبي بوحدة دولته والاستقرار والأمن، وبدء عجلة التنمية خلال المرحلة المقبلة، والتي تحرص مصر على المساهمة فيها مع الشعب الليبي الشقيق، مختتما كلمته بتوجيه الشكر لـ “الدبيبة”، على حفاوة الاستقبال، كما تقدم بالتهنئة للشعب الليبي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، متمنيا أن يعيده الله على شعبي البلدين بالخير واليمن والبركات.

من جانبه، جدد رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبدالحميد الدبيبة، الترحيب بنظيره المصري، والوفد المرافق له، مهنئا إياهم بحلول شهر رمضان المبارك بالقول :” أحييكم وأحيي الشقيقة مصر، قيادة وحكومة وشعبا، وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية”، متمنيا لمصر الخير والرخاء والازدهار.

وأضاف: “أن حكومة الوحدة الوطنية الليبية، والتي كانت نتاجا للحوار والمسار السياسي الذي تم اختياره بديلاً عن مسار العنف والاستقطاب والقوة، للمضي قدما في سبيل خلق حالة من الاستقرار والأمن للوطن والمواطن، تنتهي بإجراء انتخابات حرة نزيهة، ستبدأ معها مرحلة جديدة من التنمية”.

وأشار الدبيبة إلى أن حكومة الوحدة المؤقتة تدرك تماما أهمية حالة التوافق والتعاون الإقليمي والدولي في نجاح كافة الأهداف السياسية التي تسعى لتحقيقها لصالح الوطن والمواطنين، لافتا إلى عمق العلاقات التي تربط ليبيا بمصر، والأواصر المتينة من الأخوة والمصاهرة، فضلا عن المصالح المشتركة.

وثمن بشكل كبير الدور المصري في تعزيز الحوار السياسي وإيجاد حل للأزمة الليبية من خلال استضافة اجتماعات المسار الاقتصادي والأمني ضمن الحوار الليبي، مؤكدا على أهمية إقامة شراكات استراتيجية في مختلف المجالات، سعياً لتحقيق أوجه التنمية في البلدين الشقيقين.

ونوه الدبيبة إلى دور الخطوات العملية التي تحققت في هذه الزيارة لدفع العمل بتنفيذ الشراكة الثنائية بين البلدين إلى الأمام، موضحاً أن ذلك يتمثل فى تعزيز التواجد الدبلوماسي من خلال إعادة فتح السفارة المصرية على أرض ليبيا.

وذكر في هذا الصدد، أنه تم الاتفاق على أن يتم هذا في القريب العاجل، إلى جانب إعادة حركة الطيران المباشرة بين مطار القاهرة والمطارات الليبية، معلنا أنه سيتم غداً تسيير أول رحلة طيران مباشرة إلى مطار القاهرة.

وأكد على أنه في إطار التمهيد لمرحلة جديدة من الشراكة الليبية المصرية، فقد تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجالات، الكهرباء، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى جانب مجالات البنية التحتية، والنقل والمواصلات، والقوى العاملة، بالإضافة إلى اتفاقية في مجال الصحة.

كما أكد أنه في إطار دعم وتعزيز التعاون بين شركات القطاع الخاص في البلدين، فإنه جار العمل حاليا على تنظيم معارض مشتركة في مختلف المجالات، مختتما بالتعبير عن تطلعه إلى رؤية ثمرة العمل المشترك بما يحقق آمال وتطلعات الشعبين الشقيقين.