رئيس الحكومة الروسية لـ الدبيبة: ضمانات الاستثمار مهمة لعودة الشركات الروسية إلى ليبيا

ناقش رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، اليوم الخميس، مع نظيره الروسي ميخائيل ميشوستين، في العاصمة موسكو؛ التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، بما في ذلك آفاق التفاعل في مجالات الطاقة والنقل والزراعة.

وجاء في بيان صادر عن الحكومة الروسية، أن المحادثات التي جرت بين الدبيبة وميشوستين في مجلس حكومة الاتحاد الروسي في العاصمة موسكو، شهدت مناقشة قضايا التعاون الثنائي التي تتطلب اهتمامًا مشتركًا.

وقال ميشوستين، في كلمته: “لطالما دعمت روسيا سيادة ليبيا وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية، نحن نعتبر هذا عاملاً مهمًا ونأمل أن يضمن تسوية سلمية للصراع طويل الأمد على أساس مشاركة جميع القوى السياسية البناءة المهتمة بتعزيز الدولة الليبية”.

وأضاف: “الشيء الرئيسي هو ضمان وقف الأعمال العدائية واستقرار الوضع الأمني، ونحن مهتمون تمامًا بالتعاون البناء مع حكومة الوحدة الوطنية برئاستكم ومستعدون للعمل النشط من خلال وزاراتنا وإداراتنا”، متأسفا لتراجع ديناميكيات التجارة والتعاون الاقتصادي مع ليبيا بسبب وباء كورونا.

وتابع: “نريد أن نفعل كل ما هو ممكن لخلق ظروف مواتية بشكل مشترك لعودة الأعمال الروسية إلى ليبيا”، مُشيرًا إلى أن هناك فرص جيدة في قطاع الطاقة والصناعة والبنية التحتية للنقل والمجمع الزراعي الصناعي.

وأردف: “نحن مستعدون لتقديم حلولنا لأصدقائنا الليبيين في مجال الخدمات الرقمية”، لافتا إلى أنه في مجال الاستثمار، من المهم، بالفعل في مرحلة تشكيل هيئات حكومية جديدة، اتخاذ قرارات فعالة من شأنها أن تضمن الحقوق المقابلة لأولئك الذين يستثمرون في الاقتصاد الليبي.

وأعرب أن ضمانات الاستثمار اليوم، تٌعد مهمة جدًا لعودة الشركات الروسية، بما في ذلك إلى ليبيا، منوهًا إلى أن كل هذه القضايا يجب أن تعالجها لجنتا الحكومتين الدولية المشتركة للتعاون العلمي والتقني والتفاعل التجاري والاقتصادي.

وأشار إلى أن وزير الطاقة نيكولاي جريجوريفيتش شولجينوف، ترأس مؤخرا هذه اللجنة من الجانب الروسي، واصفا إياه بـ “الشخص المحترف للغاية وذو خبرة”، معربا عن أنه في انتظار قرار الدبيبة، بشأن ترشيح الرئيس المشارك من الجانب الليبي.

وأكد أن بلاده على استعداد لمواصلة تعاونها ومساعدتها في مكافحة عدوى فيروس كورونا في مجال الرعاية الصحية، مشددًا على أنه بشكل عام، فإن روسيا مهتمة ببناء الروابط الإنسانية مع ليبيا، وتعميق التعاون في الثقافة والفن.

ومن جهته، عبر الدبيبة عن أن الترحيب الحار به وبالوفد المرافق له في موسكو، مؤكدًا أنه أمر مهم بشكل خاص بالنسبة له في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها ليبيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط بأكملها.

وقال: “اجتماعنا اليوم هو تجسيد للموقف القوي الذي اتخذته روسيا بشأن مسألة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا”، مشيرا إلى أن هذا الموقف كان واضحًا ومفهومًا منذ البداية واستند إلى المبادئ المعروفة جيدًا بضرورة وقف الأعمال العدائية ووقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بين جميع القوى المتصارعة.

وأضاف: “هذا الموقف يستحق الاحترام الكامل والتقدير”، آملا أن تستمر موسكو في الالتزام بنفس المبادئ في إطار مزيد من التطوير وبناء التعاون في مختلف المجالات.

وقّدم الدبيبية الشكر للقيادة الروسية على الجهود الدبلوماسية والتأكد من الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال الاجتماع التاريخي في سوتشي عام 2020م، والتي مكنت من استعادة إنتاج النفط في ليبيا، مردفا: “وصلنا إلى هنا مقتنعين بأن روسيا لديها كل القدرات لمواصلة تعزيز السلام في ليبيا”.

واختتم: “بناءً على الموقف الفعال والقوي الذي تحتله روسيا، وتأثيرها الكبير على القوى الإقليمية والدولية، نعتقد أن هذه العوامل يمكن أن تسهم في تشكيل مناخ موثوق به لمزيد من الاستقرار في مصالح الشعب الليبي، وضمان السيادة و سلامة أراضي بلدنا وأمنه”.