راديو فرنسا الدولي ينتقد عدم اعتراف أنقرة بوجود مرتزقة سوريين أرسلتهم إلى ليبيا

أبرز تقرير فرنسي، مراوغة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن الوجود التركي في ليبيا، موضحا أنه رغم اتهامات ومطالبات المجتمع الدولي بالانسحاب، لم تعترف أنقرة رسميًا أبدًا بوجود مرتزقة سوريين أرسلتهم تركيا إلى الأراضي الليبية.

وأشار “راديو فرنسا الدولي”، إلى أن الرئيس أردوغان، استقبل، الاثنين الماضي، رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، منوها بأنها زيارة واسعة النطاق، رافقه خلالها 14 وزيرا، وعدد من كبار المسؤولين، دارت مباحثاتها حول تعزيز التعاون الاقتصادي، لا سيما في مجال الهيدروكربونات.

ولفت إلى أن أردوغان ذكّر في مؤتمر صحفي مشترك عقد مساء الإثنين، بما أسماه “التزام تركيا باحترام وحدة وسيادة الأراضي الليبية”.

وأضاف أن أردوغان أعلن عن سلسلة من التعاون مع ليبيا في عدة مجالات منها العسكري، “لوقف المجازر وتجنب سقوط طرابلس”، بحسب زعمه، ثم الصحة على وجه الخصوص، والتبرع بـ 150 ألف جرعة لقاحات ضد كوفيد -19، وأخيرا التعاون الاقتصادي، حيث وعد باستثمارات ضخمة من جانب الشركات التركية.

وبحسب “راديو فرنسا الدولي”، فإن هذه النقطة الأخيرة مهمة بالنسبة للرئيس أردوغان، الذي قال: “في ليبيا، يجب أن نركز الآن على إعادة الإعمار والتنمية ورفاهية أشقائنا الليبيين، ستدعم تركيا، بهيكلها المؤسسي القوي وقطاعها الخاص القوي، جميع جوانب إعادة إعمار البنية التحتية والبنى الفوقية الليبية، واتفقنا على الإجراءات الواجب اتخاذها لتسريع عودة القطاع الخاص التركي إلى ليبيا”.

وتطرق إلى إعلان أردوغان عن إعادة الافتتاح الوشيك للقنصلية التركية في بنغازي، ووصفه بأنه إعلان مهم حيث لا تزال هذه المنطقة تحت سيطرة حفتر.

ولفت إلى أن أردوغان أصر على الحفاظ على الاتفاق، الذي وصفه بـ”المثير للجدل”، بشأن استغلال الموارد البحرية، والذي وقعه في 2019م، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفقا المنتهية ولايتها فايز السراج.

وأضاف: “هذه النقطة التي اتخذتها أنقرة من هذا الدعم، وتسمح اتفاقية ترسيم الحدود البحرية هذه بتأكيد الحقوق في مناطق واسعة من شرق البحر الأبيض المتوسط”.

وتابع بأن الدبيبة شدد في خطابه على أهمية دور تركيا في ضمان وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا، وأكد على أن الشركات التركية ستلعب دورًا مهمًا في إعادة إعمار البلاد، منوها بأن أردوغان والدبيبة من المقرر أن يحضرا اجتماعا مع قادة الأعمال الأتراك يوم الثلاثاء.

ورأى أن قلة من الدول الأوروبية مستعدة للاستثمار في ليبيا، واصفا تركيا بأنها “بلد حيلة، وهي دولة تجرؤ على ضخ الملايين في السوق الليبي، وهذا الانفتاح على السوق الليبي سيضعها كدولة شريكة”.